سويسرا تبادر بتدشين أول مبنى يحد من الانبعاثات الكربونية بـ80%

«كوبوس» تصل مساحته إلى 16 ألف متر ويستوعب 400 مكان للعمل

جانب من مبنى «كوبوس» الجديد ويظهر نظام التدفئة المتطور أسفل المبنى («الشرق الأوسط»)
TT

بادرت سويسرا بالمشاركة في الحد من الانبعاثات الكربونية الناتجة عن المعدلات المرتفعة من استهلاك الوقود لتوليد الكهرباء والتدفئة من المباني التجارية بتدشين مبنى «كوبوس»، أحد التصميمات المعمارية الذكية والمتطورة شرق البلاد، ليعمل المبنى المكون من 5 طوابق على حد الانبعاثات بنسبة مرتفعة تصل إلى 80 في المائة.

ويعد مبنى «كوبوس» الجديد، الذي تتخذ شركة «آر آند إم» للكابلات منه مقرا إداريا وخط إنتاج لها أيضا، فرصة جيدة لاستخدام كل الحرارة الناتجة عن استخدام الأجهزة الكهربائية والماكينات داخل المبنى كطاقة حرارية تجمع ويحتفظ بها على عمق 300 متر تحت المبنى لإعادة استخدامها لتدفئة أدوار المبنى في ما بعد.

ويتم الاحتفاظ بالحرارة في مواسير بلاستيكية تقليدية لا تسبب أي أضرار صحية، ولا انبعاثات كربونية لتصل درجة الحرارة التي يحتفظ بها الهواء المخزن إلى نحو 22 درجة مئوية يمكن إعادة استخدامها مرة أخرى.

ويعمل نظام التدفئة الجديد في مبنى «كوبوس» في زيورخ على تحريك الهواء الدافئ من داخل نظام التهوية بدفع دورة مائية تحرك الهواء ليخزن تحت الأرض ويتم استرجاعه مرة أخرى بدفع الدورة المائية في المواسير مرة أخرى، من خلال دورة مزدوجة تدفع الهواء المخزن للأسفل، وينتقل للأعلى مرة أخرى عند الحاجة إلى التدفئة.

وبذلك يحد النظام الجديد من استهلاك الوقود في التدفئة إلى 20 في المائة، لينحصر استخدام الطاقة إلى ما هو كافٍ لتدوير محركات لتدوير حركة الهواء في نظام التدفئة فقط.

ومن جانب آخر عمل تصميم المبنى الجديد على الحد من استخدام الطاقة الكهربائية في إضاءة أدوار العمل، بوضع نوافذ عريضة على جنبات المبنى المكعب مما يضيء عمق 6 أمتار في الأدوار الخمسة، موزعة على الجدران الأربعة الرئيسية. وتحدّ من استخدام الطاقة الكهربائية في الإنارة على مدى ساعات العمل الصباحية، مما يوفر استخدام الطاقة الكهربائية المخصصة للإنارة بنسبة 60 في المائة.

وأشار مؤسس الشركة هانز رايكلى إلى أن المبنى الجديد انعكاس لقيمة الشركة كشركة واعدة في المستقبل، بينما يكشف هانز هييس رئيس مجلس إدارة الشركة عن مواصلة شركة «آر آند إم» لفلسفة الشركة المهيمنة.

ويغطي المبنى مساحة إجمالية تصل إلى 16 ألف متر مربع، يشمل خمسة طوابق، يحتوي على إدارة الإنتاج والنقل والإمداد والابتكار والتنمية، فضلا عن إدارة المنتجات، ويحدد المبنى الجديد معايير جديدة في إمدادات الطاقة.

وأمن المقر الجديد للشركة في المرحلة الأولى أكثر من 300 مكان للعمل على الرغم من أن المقر الحديث يمكنه استيعاب 400 مكان.

ويتميز المبنى الذي تم شغله حاليا باستخدامه المتوازن للطاقة والمساعدة على خفض انبعاثات الكربون، إضافة إلى تصميم ذكي يستفيد من المساحة بشكل جيد، ويضيف بيئة جيدة إلى العمل.

وتعمل خطة الإنتاج المتطورة التي صمم المبنى للعمل بها على توفير الجهد، واستهلاك للطاقة، بالعمل على برنامج كومبيوتري حديث بدقة مضمونة في تسليم المنتجات من خط الإنتاج إلى الشاحنات دون أي تدخل لاستخدام مصاعد ثقيلة.

أثناء عملية البناء عمل 50 موظفا لخدمات النقل أكثر من 1000 ساعة من العمل الإضافي، وطوال عطلات نهاية الأسبوع في شهر أغسطس (آب)، وتم نقل 270 شاحنة آنذاك.