«منتجعات الغولف» تتحول إلى لاعب كبير في سوق العقار الهندي الفاخر

الفيلات والشقق المحيطة بها تشهد إقبالا داخليا وخارجيا

إحدى دورات الغولف الدولية في الهند
TT

واجه شيتان ميدا شكوكا كثيرة عندما قرر تخصيص 1700 قطعة أرض لبناء فيلات ومنازل في منتجع «إيغلتون غولف» والموافق لمعايير إقامة البطولات في ضواحي مدينة بانغالور التي تعد من أكبر مدن الهند. قال شيتان، رئيس المنتجع: «لقد أخبرني الناس أنهم لا يريدون السكن في وسط ملعب غولف». وبعد مرور عشر سنوات، يعض من انتقدوا ميدا بالأمس أناملهم ندما، فقد تم بيع أكثر من 1500 فيلا وقطعة أرض في منتجع «إيغلتون» ويتزايد عدد المشترين يوما بعد يوم. يزعم شيتان قائلا: «اشترت شركة (تويوتا) الشهر الماضي 30 فيلا في «إيغلتون» وتبني الشركة الآن منتجع «إيغلبيرغ غولف» بالقرب من مدينة مايسور على مساحة 500 فدان ولا يشكك أحد هذه المرة في قرار ميدا بتخصيص أرض لبناء 1.000 فيلا حول ملعب الغولف.

قد تغير فكرة تملك منزل يحيط به 20 مساحة مائية و20000 شجرة وتلال منحدرة من تعريف المرء لمستوى المعيشة الجيد وتملك لب سكان المدن الهنود، فقد أصبحت المجمعات السكنية المبنية حول ملاعب الغولف الكلمة الرائجة في قطاع الإسكان الفاخر الهندي.

قال المدير المحلي لشركة «نايت فرانك ريل إيستيت كونسالتانتس» غلام زيا: «لم تكن هناك مشروعات تقام حول ملاعب الغولف في الهند منذ ثلاث سنوات بينما يمكنك أن تجدها في كل مدينة حتى في بعض المدن الأخرى مثل لكنو وبوبال وموهالي».

تم تكريم شركة «إم ثري إم إينديا ليميتيد»، وهي شركة عقارات هندية، في مجلس اللوردات في المملكة المتحدة لإقامتها مشروعا عقاريا ذا مواصفات عالمية وهو «إم ثري إم غولف إيستات» في جوراغون المدينة التي بنيت احتفالا بالألفية الجديدة وتقع في ضواحي دلهي. هذا المشروع هو مشروع سكني يقع على مساحة أكبر من 75 فدانا ويضم ملعب غولف ذا تسع حفرات صممه غراهام كوك من مونتريال بكندا وتطل كل شقة من شقق المشروع على ملعب غولف.

يتألف التكوين المعماري الرائع من مساحات خضراء صديقة للبيئة ذات تصميم عصري ويوفر المشروع العديد من وسائل الراحة العالمية من ضمنها 110% مساحات خضراء ومطابخ ذات تصميمات معمارية فنية مزودة بكافة التجهيزات وطرق للتريض ونواد عالمية وملعب غولف ذو تسع حفرات.

لم تعد المناطق ذات التصميمات الداخلية المبهرة رائجة، حيث يتجه القائمون على المشاريع الآن إلى الغولف لجذب الهنود المقيمين خارج الهند والأفراد الذين يحصلون على دخول مرتفعة في قطاع الإسكان الفاخر، وتعد المناطق السكنية المشيدة حول ملاعب الغولف أحدث الكلمات الشائعة في قطاع الإسكان الفاخر في مجال العقارات بالهند وتقدر بـ15 مليار دولار وتنمو بمعدل 35% سنويا.

فلا عجب إذن أن تقدم شركات ضخمة مثل «يونيتيك» و«ديلهي لاند أند فاينانس» «دي.إل. إف» و«أنسال إيه.بي. أي» و«أوماكس» و«غايبي» على إقامة مشروعات ترتبط بملاعب الغولف، حيث أوضح المتحدث باسم شركة «دي.إل. إف» قائلا: «العملاء الأثرياء على استعداد لدفع مبالغ كبيرة مقابل الحصول على منزل وسط المساحات الخضراء ووعد بعيش نمط حياة فاخر، وأضاف قائلا: «لقد تم التهافت على هذه المشروعات مثل الكعك الساخن رغم تراوح الأسعار بين 7.5 و90 مليون روبية».

يقع المشروعان السكنيان الفاخران، حيث نبات الأراليا والمغنولية، على جانبي «دي.إل. إف» و«كونتري كلب» في مدينة جوراغون في ضواحي دلهي داخل ملعب غولف. ليس من يشترون عقارات في مناطق الغولف بالضرورة من محبي لعبة الغولف بل يريدون العيش في مستوى محدد، حيث لا يلعب من نصف إلى ثلاثة أرباع عدد المشترين الغولف بالأساس بل قرروا شراء العقارات على أساس مستوى العيش الذي يزيد من قيمة الموقع والإقبال عليه. بالإضافة إلى ذلك، توفر العقارات الواقعة في ناد ريفي مجموعة متنوعة من وسائل الراحة والاستجمام بمحاذاة المساحات الواسعة المفتوحة التي لن يتم البناء عليها.

تمثل مجتمعات الغولف المحاطة بالأسوار في الغرب المفهوم الرائج باقتناء منزل آخر، حيث تستخدم 10% من مساحة ملعب الغولف لبناء شقق وفيلات وشقق بأبراج شاهقة. قال زيا «يمكن لبناء مجمع سكني حول ملعب غولف أن يؤدي إلى رفع أسعار العقارات بنسبة 30%». وشركة «دي.إل.إف» ليست مثالا غريبا.

تفتخر «غايبي غرين» وهي منطقة أقامتها «غايبي غروب» أيضا بإنشاء فيلات وشقق فاخرة في نويدا الكبرى وويش تاون في نويدا وتضم المنطقتان فيلات وشققا بأبراج شاهقة ومنازل متعددة الطبقات والمتصلة بمنازل أخرى وسط ملاعب غولف ذات 18 حفرة صممها المصمم العالمي الشهير غريغ نورمان. أصبح السكن في فيلا تطل على بحيرات ومساحات رملية ومساحات خضراء في ملاعب الغولف نمط حياة شائعا الآن. قال نائب المدير العام ومسؤول المبيعات بشركة «غايبي غرين»، مانو جوسوامي: «مع تزايد عدد الهنود الذين يسافرون إلى الخارج، ازداد الوعي بهذا النمط من الحياة وقبوله» وأضاف قائلا: «تم بيع 80% من المنازل في غايبي غرينز و70% في ويش تاون».

وقد بدأت شركة «سيلفر غليدز» في إقامة مشروع «تارودان فالي غولف هومز» وهو مجمع سكني محاط بالأسوار بالقرب من المشروعات سالفة الذكر، ويضم المجمع السكني 200 منزل حول ملعب غولف صغير ذي تسع حفر وقال المتحدث باسم شركة «سيلفر غليدز»: لقد سكن المالكون نحو 95% من المنازل بالفعل». كذلك يتولى مسؤولو التنمية العقارية في «يونيتيك» مشروعي غولف وهما «كارما ليك لاندز» و«يونيتيك غراند» في دلهي.

وقال نائب المدير التنفيذي بشركة «يونيتيك»، برامود ماجو: «الغولف ليس لعبة وحسب، بل هو رمز للطبقة العليا في المدن، حيث يرى الجميع بدءا من أعلى نقطة في عالم الشركات وانتهاء بالذين يطمحون للوصول إلى أعلى المراتب في الحياة أن الوحدات السكنية حول ملاعب الغولف مكان السكن الأمثل» وأضاف قائلا: «فكرة أن هذا المشروع يخدم فقط قطاعا محدودا في المجتمع تصب في مصلحة شركات التنمية العقارية فهذه المشروعات السكنية محدودة، حيث عادة لا يؤثر الانخفاض الطفيف في السوق، الذي يثبط بشكل عام نمو قطاعات الإسكان المتوسط، على هذه المشروعات لأن المشتري مميز ويرغب في انتقاء أشكال محددة من العقارات».

«غولف لينكس» هو مشروع يرتبط بملاعب الغولف تقيمه شركة «لودها ديفيلوبرز» في دومبي فيلي في مومباي ويقدم فيلات تتميز كل منها بأربع غرف للنوم أمام ملعب الغولف. قال مدير التسويق لدى «ريشي ناريان غولف منيدجمنت»، أر. كارثيك: «نخطط لجعل «كايلان دومببفيل» أروع المناطق الواصلة في غرب الهند وكذلك نخطط لبدء ثلاثة مشروعات أخرى في القطاع الفاخر». وأضاف أن إدارة الشركة تعتزم تصميم ملعب غولف صغير ذي تسع حفرات من أجل وحدة سكنية لـ«إمار» «إم.جي.إف» في موهالي بالقرب من شانديغار. وقال مدير المشروعات في شركة «ريشي ناريان غولف منيدجمنت»، أشيش فاشيناف: «هناك نحو 50 مشروع غولف سكنيا في أنحاء الهند في دور الانتظار، فقد أصبحت الهند مقصدا جديدا في مجال الأعمال لمطوري ملاعب الغولف». وأضاف قائلا: «لقد تشبعت أستراليا والولايات المتحدة وأوروبا بملاعب الغولف، لذا تتطلع شركات التنمية العقارية إلى الهند». يقوم مصممو ملاعب الغولف، جاك نيكولاس غريغ نورمان وأرنولد بالمر ونيك فولد وغراهام كوك، حاليا بتصميم ملاعب لمشروعات سكنية في الهند ويتذكر حضوره عرض الغولف الآسيوي في نيودلهي العام الماضي قائلا: «يتناقش نحو دزينة من مطوري ملاعب الغولف مع البنائين في إقامة مشروعات غولف سكنية».

وأعلنت شركة «ريشي»: «لقد كانت تقتصر منتجعات الغولف على فئة محددة في الماضي لكنها أصبحت رائجة بمرور السنوات حيث اشترك الكثير من المديرين التنفيذيين الذين ينتمون إلى الطبقة المتوسطة وطبقة رجال الأعمال في اللعبة». لهذا تقدم شركة «أنسال-إيه.بي.أي» مشروع «رويال بالمز غولف» و«كونتري كلوب» في مدينة لكنو الذي سيوفر للسكان خدمات التدريب على الغولف وكذلك مدربو غولف وتوفر «صحارى» أكاديمية لتعليم الغولف والتعريف بتدريب الغولف الاحترافي في مشروع «أمبي فالي» المقام حول ملعب غولف ذي 18 حفرة في مدينة «لونافالا» على بعد 96 كم من مومباي».

ليست النخبة الهندية هي فقط من تتطلع إلى حياة خضراء، حيث تقيم شركة «لاندكرافت ديفيلوبرز» مشروع غولف سكنيا في جازي آباد بضواحي دلهي تحت اسم «غولف لينكس» ويستهدف المشروع الطبقة المتوسطة. قال مدير شركة «لاند كرافت»، مانو جارج: «نحن نبيع شققا يصل سعرها إلى 2 مليون روبية لتوسيع قاعدة السوق من مناطق الغولف». يمكن في كثير من الأحيان ترجمة مستوى العيش في مجتمع من مجتمعات الغولف إلى المزيد من الفرص الاجتماعية والتجارية، حيث يجد المرء نفسه في مجتمع معد مسبقا من الناجحين الذين لهم القيم التي تؤمن بها نفسها، وتجذب هذه المجتمعات الخاصة بالشريحة العليا من الأغنياء ممن يقدرون قيمة جودة الحياة والتي تزداد بزيادة فرص الاستمتاع بالحياة والعيش في منطقة جميلة.

وكذلك هناك قيمة مرتبطة بالعيش في منزل يطل على ملعب غولف أخضر، وأخيرا يوضح زيا قائلا: «يوفر المنزل القريب من ملعب غولف مساحة كبيرة وكثافة سكانية قليلة وهو ما يعد رفاهية في المدن المزدحمة والمختنقة وهو أيضا ما لا يمكن أن تتحمل تكلفته سوى الطبقة العليا».