منزل الأحلام يكلف أكثر من مليوني دولار في أحد أزقة باريس

صاحبه غير راغب في التفاوض على التخفيض

TT

يصف الفرنسيون الحب من النظرة الأولى بأنه كالبرق أو الصاعقة. هذا هو ما عبر به تشارلز وجولي كارميغناك عن شعورهما في صيف عام 2009، عندما شاهدا المنزل الذي يقيمان فيه الآن في الدائرة الرابعة عشرة على الضفة اليسرى لهذه المدينة.

ويقول كارميغناك، 32 عاما، عضو فرقة «مورايارتي» للموسيقى الشعبية: «لقد مررنا بالمنزل. إن له سحرا أخاذا وجمالا يحبس الأنفاس».

وأشار إلى أنهما ما إن شاهدا المنزل حتى بدآ في تخيل حياتهم المستقبلية هناك، وتخيلا شكل أولادهما الذين خططا لإنجابهم وهم يركضون في أرجاء الحديقة. كان الفناء الأمامي حديقة مزدانة بالزهور وأشجار الغار ونباتات كوب الماء وحائط زجاجي في الدور الأرضي، يمنح الواقف في غرفة المعيشة الإحساس بأنه في صوبة زجاجية. أما غرفة النوم الرئيسية فتقع في الطابق الثالث وبها كوة كبيرة في السقف وشرفة أخرى مليئة أيضا بالنباتات.

ويشير كارميغناك إلى أنه على الرغم من انبهارهم بالمنزل فإن مبلغ 1.5 مليون يورو (2.1 مليون دولار) كان مرتفعا للغاية، ولم يكن لدى مالك المنزل دومينيك بورغ، مصمم أزياء، أيّ رغبة في التفاوض، لذا لم يكن أمام الزوجين سوى مواصلة البحث مع اقتراب موعد الزفاف. وبحلول الخريف كان الزوجان قد شاهدا ما يقرب من عشرة منازل أخرى، بدت جميعها دون المستوى، مقارنة بمنزل أحلامهما. ولدهشتهما كان المنزل لا يزال معروضا للبيع، وفي نوفمبر (تشرين الثاني) قدما عرضا ثانيا على المالك، ما يقرب من 1.8 مليون دولار، وفي هذه المرة قبل عرضهما.

أعجب الزوجان برونق المنزل القديم - من حوائط الجص ذات اللون العاجي الباهت، والأرضيات الخشبية العتيقة - وقررا عدم تغييرها، لدرجة أنهما اشتريا بعضا من قطع أثاث بورغ، كان من بينها خزانة ملابس تعود إلى عشرينات القرن الماضي من فندق «هوتل بلازا أثيني» في باريس، ومكتب يعود إلى ثلاثينات القرن المنصرم أيضا.

لكنهما أضافا اللون والخيال إلى المنزل، فأضافا إليه عددا من القطع التي عكست حس الفكاهة لديهما، مثل تماثيل الملائكة التي طليت بألوان براقة، وصور ألفيس بريسلي التي اشترياها من رحلتهما الأخيرة إلى المكسيك، والتي وضعاها في الكثير من غرف المنزل.

وعلى الرغم من الترتيب العملي للمنزل - غرفة طعام واسعة ومطبخ مفتوح ومكتب وحمام في الطابق الأول وغرفتا نوم وحمام في الطابق الثاني - فإن الزوجين مرتبطان بصورة أكبر بملامحه الغريبة. فالأشجار المزهرة تتسلق واجهة المنزل وتغطي الكثير من النوافذ وتشكل حائطا أخضر، ما يعطي انطباعا بوجودك في كوخ وسط الغابة، على حسب قول كارميغناك.

بني المنزل في القرن التاسع عشر كمتجر. ويقول كارميغناك: «هذا ليس منزلا عصريا عمليا، فهناك زاوية مهجورة حيث لا ينفذ الضوء من خلال أوراق الأشجار»، مشيرا إلى الدرج العتيق غير المستخدم في الفناء.

وتقول كارميغناك، 28 عاما، الممثلة والكاتبة التي تعمل في الغالب من المنزل، في غرفة صغيرة للغاية بعيدة عن المطبخ، حيث يوفر السقف الزجاجي منظرا أفضل للسماء: «أنا أحب الكتابة في هذه الغرفة الصغيرة عندما يهطل المطر على الزجاج».

وبالنسبة كارميغناك، لديه الكثير من أماكن العمل، لكن أحد الأماكن المفضلة بالنسبة له الحمام المصنوع من الخشب في الطابق الأرضي، والذي صنع على شكل عربة في قطار أورينت إكسبريس. وهو يحتفظ بمفكرة وقلم هناك للكتابة. وشرح ذلك بالقول: «أنا أحبه كمكتبي، فهو يطل على الحديقة ويمكنني من رؤية أوراق الأشجار من خلال النافذة».

* خدمة «نيويورك تايمز»