انحسار القلق.. وصفقات الملايين تعود لقطاع الشقق الفاخرة في نيويورك

أسعار الشقق فوق الـ 10 ملايين دولار تقود الانتعاش

تراوح متوسط أسعار البيع في التقارير المنفصلة التي جمعتها شركة «ستريت إيزي» بين 825.000 و845.000 دولار للصفقات التي تم التعاقد عليها
TT

واصلت سوق العقارات الفاخرة في مانهاتن طوال الربع الأخير من عام 2010 النمو المطرد، مستفيدة من عودة التفاؤل للاقتصاد الأميركي، حيث حققت الشقق الفاخرة التي بيعت بـ6 ملايين دولار عائدات قوية في الشهور الأخيرة من العام، بحسب تقارير السوق في الربع الرابع من العام والتي سيكشف النقاب عنها يوم الثلاثاء المقبل.

وقد لقي هذا التقدم المطرد ترحيبا كبيرا من جانب السماسرة الذين قضوا قسما على الأقل من العام الماضي قلقين بشأن احتمالية حدوث هبوط آخر في الأسعار.

وقد تراوح متوسط أسعار البيع في الربع الرابع من العام، في التقارير المنفصلة التي جمعتها أكبر شركة للسمسرة في المدينة وموقع «ستريت إيزي»، بين 825.000 و845.000 دولار للصفقات التي تم التعاقد عليها. وتمثل هذه الأسعار زيادة بنسبة 3 إلى 11 في المائة عن نفس الفترة من عام 2009. لكن متوسط أسعار البيع التي كانت أكثر تأثرا بالزيادة في أسعار بيع الشقق الفاخرة، تراوحت بين 1.37 مليون دولار و1.48 مليون دولار، بنسبة زيادة بلغت 14.4 في المائة عن العام الماضي.

لكن رغم ذلك لا تزال الأسعار بعيدة عن الرقم الذي حققته إبان ذروة زيادة الأسعار في سوق العقارات عام 2000، حيث اقترب متوسط سعر الشقق والمنازل التي بيعت في تلك الفترة من المليون دولار، وبلغ المعدل أعلى من 1.7 مليون دولار، لكنها أيضا أعلى في الوقت ذاته من أدنى سعر في السوق في الفترة ما بين منتصف إلى أواخر عام 2009، عندما وصل متوسط البيع إلى نحو 800.000 دولار، ولكن انخفض المعدل الأعلى إلى ما دون 1.3 مليون دولار.

وقالت ديان راميرز، رئيس شركة «هالستيد بروبرتي»: «بدأ العام الحالي بداية قوية، ولا يزال قويا على الرغم من العثرات البسيطة خلال العام»، وقد شهد عام 2009 وبداية عام 2010 ارتفاع مبيعات الشقق الصغيرة (الاستوديو) والشقق التي تشمل حجرة نوم واحدة. بيد أن حركة البيع تراجعت خلال الصيف لتعود إلى مستوياتها القياسية في ما بعد خلال العام. وتقول راميرز «يشهد الوقت الحالي حركة بيع لجميع الفئات وبكل الأسعار، والآن نشهد عودة السوق إلى حالة أكثر استقرارا للسوق».

وفي سوق العقارات الفاخرة، فإن عدد عمليات البيع التي حققت 10 ملايين دولار أو تلك التي وصلت إلى ذروتها ببلوغها 55 عملية بيع في الربع الأول من عام 2008، تراجعت إلى 18 عملية في الربع الأول من عام 2009، لكنها عادت لتصعد مرة أخرى إلى 25 في الربعين الثالث والرابع من عام 2010. ويقول جوناثان ميلر، رئيس شركة التثمين «ميلر صامويل»، ومؤلف تقرير «برودنشيال دوغلاس إليمان ريبورت»، إن «المستويات التي نشهدها في الوقت الراهن أعلى من مثيلاتها قبل عامين». وفي ذات الاتجاه تقول صوفيا سونغ، نائب رئيس عمليات البحث في موقع «ستريت إيزي»: «كان من الواضح أن سوق العقارات الفاخرة تقود السوق الكلية في الربع الرابع من عام 2010»، وأن أسعار العقارات التي بيعت مقابل 3 ملايين دولار أو أكثر ارتفعت من 132 في الربع الرابع من عام 2009 إلى 180 في الربع الأخير من عام 2010، أي بزيادة تقدر بـ36 في المائة.

ومن جانبه، يقول هال ويلكي، رئيس شركة «براون هاريس ستيفنس»، إن وكالته بدأت في متابعة عودة قوية لحركة البيع للعقارات التي يزيد سعرها على 10 ملايين دولار بدءا من سبتمبر (أيلول)، لكن الربع الأخير شهد المزيد من المنازل التي زاد سعرها على 10 ملايين دولار، كان من بينها الكثير من المنازل التي زاد سعرها على 20 مليون دولار.

وترى باميلا ليبمان، المدير التنفيذي لمجموعة «كوكوران غروب»، أنه لا يوجد مؤشر يؤكد على ارتفاع الطلب على الشقق الفاخرة أكثر من المنزل 419 - 421 بروم ستريت، المبنى الذي اشتهر بالممثل هيث ليدغر الذي توفي عام 2008، إثر تعاطيه جرعة زائدة من المخدرات في شقته التي احتلت دورا كاملا من المبنى، وقد تم تحويل المبنى لاحقا إلى خمس شقق سكنية ووهي مطروح للبيع منذ أواخر فبراير (تشرين الثاني). وتقول ليبمان «بيعت من هذه البناية أربع من الشقق خلال سبعة أيام فقط، بأسعار تتراوح بين 3.9 و5 ملايين دولار، وقد شهدت جميعها حرب عطاءات للفوز بها. فقد رأى المشترون الأسعار بخسة، ومن ثم بدوا مستعدين للشراء والاستفادة من فترة الانخفاض. وهو ما يجعلنا نشعر بأن السوق باتت أفضل الآن». ويتوقع دوتي هيرمان، المسؤول التنفيذي لشركة «برودنشيال دوغلاس إليمان»، أن تحافظ معدلات البطالة على ارتفاعها، وأن تواصل سوق الائتمان تعثرها، لكن رغم ذلك قال «أعتقد أننا سنشهد سوقا متماسكة ومستقرة تتحرك في جانب أكثر من أي شيء آخر».

* خدمة «نيويورك تايمز»