ملابسات صفقة شراء منزل في مانهاتن تصلح قصة لفيلم

بطلها مهاجر سوفياتي وملياردير مكسيكي

TT

كانت صفقة البيع التي أبرمت بمدينة نيويورك في ظل سوق غلب عليها انخفاض الأسعار مثيرة للدهشة، حيث بلغت الصفقة 44 مليون دولار في يوليو (تموز) ثمنا لمنزل بيع في عام 2006 مقابل 40 مليون دولار. كانت تلك أضخم صفقة عقارية لمنزل في عام 2010، ورابع أعلى سعر لمنزل في المدينة بحسب بيانات عقارات المدينة. القصة الحقيقية لهذا المنزل ربما تصلح فكرة سينمائية لمسلسلات شركة «إتش بي أو» أو «شو تايم».

وسيكون نجوم المسلسل منزل عائلة ديوك الواقع في الجادة الخامسة، وسائق تاكسي مهاجرا تحول إلى إمبراطور عقاري، ومليارديرا مكسيكيا وواحدة من أقوى شركات سمسرة العقارات في المدينة. وقد قاضت شركة السمسرة الإمبراطور على عقده صفقة سرية لبيع المنزل إلى الملياردير، متهمة إياه بخرق الاتفاق الحصري وعدم دفع ما يقرب من مليون دولار عمولة للشركة.

كانت بداية القصة مع تامير سابير، الذي هاجر إلى الولايات المتحدة قبل 30 عاما من جورجيا، في الاتحاد السوفياتي السابق. عمل سابير سائق تاكسي في أيامه الأولى من الهجرة، قبل أن يقترض 10.000 دولار مقابل التاكسي الذي يملكه وأسس بهذا القرض شركة إلكترونيات.

ما تلا ذلك كان أشبه بحلم أميركي يتحقق. حيث توجه سابير ليصنع ثروته من النفط الروسي وأصبح «إمبراطور عقارات مانهاتن»، ليثير ضجة كبيرة في أعقاب شراء منزل في المدينة بمبلغ 40 مليون دولار، يعرف باسم منزل ديوك سيمانز.

عندما اشترى سابير المنزل ذا الطوابق السبعة الواقع في الجادة الخامسة الذي تبلغ مساحته ما يقرب من 20.000 قدم مربع، قامت مجموعة من سيارات التاكسي الصفراء بالالتفاف حول المنزل للاحتفال. ويعتبر الجانب الآخر من متحف متروبوليتان للفنون، وهو متحف ضخم جدا للفنون الجميلة في مانهاتن، أحد الأماكن القليلة المتبقية التي تصلح لإقامة أسرة واحدة في منطقة كانت تعرف من قبل باسم شارع المليونيرات.

استأجرت عائلة ديوك، شركة باولا دل نونيزو أحد أغلى سماسرة العقارات أجرا في المدينة، وشيرلي مولر وكلتاهما من شركة «براون هاريس ستيفنس» للتعامل مع المنزل الذي اشترته في عام 2006، إلى جانب شارون بايوم من مجموعة «كوركوران غروب»، وقد مثل سماسرة براون هاريس ستيفنس تاببير في عام 2010 عندما عرض المنزل للبيع في السوق مقابل 50 مليون دولار. لكن بحسب الأوراق التي رفعتها شركة «براون هاريس ستيفنس» بشأن القضية المعروضة أمام المحكمة منذ أغسطس (آب)، وقع تابيير عقدا لبيع المنزل مقابل مليون دولار مع كارلوس سليم حلو الذي وصفه البعض بأنه أغنى رجل في العالم بعد أن قبل بالفعل عرضا بـ37 مليون دولار من مشتر آخر حصلت عليه شركة «براون هاريس ستيفنس بروكرز».

وتشير أوراق القضية المنظورة أمام المحكمة العليا في مانهاتن إلى أن تابيير خرق اتفاق الحصرية مع شركة «براون هاريس ستيفنس» بعقد الصفقة مع سليم بصورة مستقلة عن الشركة، حيث أجريت الصفقة بين الإمبراطور والملياردير برعاية سولي حلبي، المدير الإداري البارز لشركة «فنشر كابيتال بروبرتيز»، الحديثة نسبيا في مجال العقارات، والذي عمل على إنهاء الصفقة نيابة عن سليم الحلو. ودائما ما تقسم عمولة البيع مناصفة بين ممثلي المشتري وممثلي البائعين، لكن شركة «براون هاريس ستيفنس» لم تتلق نصيبها من العمولة المفترضة أو ما يساوي 880.000 دولار بحسب الدعوى المرفوعة.

وتركز النزاع حول ما إذا كان اتفاق الحصرية مع «براون هاريس ستيفنس» لا يزال ساريا عندما أبرمت الصفقة مع سليم من عدمه. غير أن الأطراف المتنازعة توصلت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي إلى تسوية لم يكشف النقاب عن قيمتها وقال كل من ديل نيونزيو وهال ويلكي، رئيس شركة «براون هاريس ستيفنس» في مقابلات معهما إنها شملت تعويضات للسماسرة عن العمولة. وقال ويلكي: «كان هناك اختلاف بشأن طبيعة الأدوار، لكن المالك اقتنع بأننا نستحق تعويضا». وقد رفض سابير الإجابة عن أسئلة الصحيفة بشأن القضية.

وأكد حلبي المبتدئ في مجال سمسرة العقارات أنه على الرغم من الاتهامات الموجهة إليه وإلى شركة «فنشر كابيتال بروبرتيز»، فإن التسوية أخلت ساحتهم من أي إساءة ومن المسؤولية عن تقديم أي أموال لصالح «براون هاريس ستيفنس»، على الرغم من عدم وجود أي تأكيد لذلك، لأن التسوية لم يتم الإعلان عن مضمونها. وقال جوش رحماني، المدير التنفيذي لشركة «فنشر كابيتال بروبرتيز»: «ما دام أن الصفقة مستمرة، فقد كانت تلك فرصة حقيقية للمشتري، فلم يكن هناك سوى منزل ديوك سيمانز واحد فقط».

وتقول ديل نيونزيو إن الدعوى القضائية ألقت بظلالها على ما اعتبر نصرا عقاريا، مهما كان من يرغب في الزعم بذلك. وقالت: «المهم أن البيع وقع، وأن بيع المنزل مقابل 44 مليون دولار حدث في ظل ظروف السوق الحالية. وهو ما يعتبر استثنائيا إلى حد بعيد». وبشأن النزاع القانوني، قالت: «تم حل الموقف ونحن سعداء حقا بذلك».

* خدمة «نيويورك تايمز»