لندن تمثل «الملاذ الآمن» للمستثمرين في العقارات التجارية

احتلت المركز الأول من حيث الجاذبية الاستثمارية والعائد

تدفقات المستثمرين من أنحاء العالم تنهال على بنايات مكاتب السيتي (تصوير: حاتم عويضة)
TT

حافظت لندن على موقعها كسوق قيادية للعقارات التجارية بين مدن العالم، للعام الثاني على التوالي، كأفضل وجهة للاستثمارات العقارية في العالم، حيث ارتفعت الاستثمارات في العقارات التجارية بنسبة 16 في المائة خلال عام 2009. وذلك وفقا للتقرير الصادر أول من أمس من شركة «كوشمان آند ويكفيلد» البريطانية، وقال التقرير: «شهدت لندن الكبرى صفقات استثمارية بلغت 13.3 مليار جنيه إسترليني (نحو 20 مليار دولار) من بينها 9.9 مليار إسترليني (15.8 مليار دولار) في وسط لندن التي تجتذب بقوة الاستثمارات الأجنبية وتعتبر أحد المواقع العالمية لأثرياء العالم. ووفقا للتقرير سيطر قطاع المكاتب التجارية على نصيب الأسد من الصفقات، حيث بلغت قيمة الصفقات الموقعة 8.5 مليار جنيه إسترليني (نحو 11.8 مليار دولار)».

ويشير تقرير الشركة إلى أن لندن احتلت المرتبة الأولى من بين الوجهات التي يفضلها المستثمرون، التي حازت على أكبر الصفقات، تلتها العاصمة اليابانية طوكيو، ثم العاصمة الفرنسية باريس، التي جاءت في المرتبة الثالثة. ويشير تقرير شركة «كوشمان آند ويكفيلد» الذي تسلمت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إلى أن العائد الكبير على الاستثمار يعد الجاذب الأول للمستثمرين في لندن. ويذكر أن لندن تستضيف كبار شركات الصيرفة والوساطة المالية والمحاماة، مما يجذب كبار المستثمرين والبليونيرات إلى وضع أموالهم في عقارات العاصمة البريطانية دون مخاوف تذكر، مقارنة بالكثير من المدن العالمية التي تعرضت العقارات التجارية فيها إلى اهتزاز إبان الأزمة المالية الأخيرة.

وقال كلايف بول، رئيس وحدة الاستثمارات لمنطقة وسط لندن بشركة «كوشمان آند ويكفيلد» في تصريحات بهذا الصدد: «من الواضح أن المستثمرين ينظرون إلى لندن كـ(ملاذ آمن) للاستثمارات العقارية لا يزال يجتذب المستثمرين من أنحاء العالم»، وأضاف: «للكثير من المشترين المحليين والأجانب فإن عقارات لندن توفر مزيجا من الأمان الاستثماري والعائد المرتفع على الاستثمار، وبينما ظلت لندن الوجهة الاستثمارية الأولى للمستثمرين العقاريين الكبار من أرجاء المعمورة، فإن لندن كانت من أولى الوجهات العقارية التي تعافت من الأزمة المالية الأخيرة التي ضربت قطاع العقارات في العالم».

وتشير الإحصاءات إلى أن قطاع العقارات التجارية سيحقق عوائد إيجارية مرتفعة خلال العامين المقبلين. وقال التقرير إن هذه العوائد مع انخفاض المساحات المتاحة في قطاع المكاتب التجارية، ستساعد على جذب المزيد من المستثمرين، وإنعاش هذا القطاع بمعدلات أكبر في العام الحالي 2011، وحسب توقعات «كوشمان آند ويكفيلد»؛ فإن قيمة الصفقات العقارية المتوقعة في العام الحالي تقدر بنحو 12 مليار جنيه إسترليني (قرابة 20 مليار دولار).

وحول مستقبل الإيجارات في لندن، والتوقعات المستقبلية، قال ديفيد هيتشسنج، رئيس قسم الأبحاث بشركة «كوشمان آند ويكفيلد» إن سوق إيجارات المكاتب في لندن شهدت ارتفاعا بمعدل 23.4 في المائة منذ عام 2009، مقارنة بارتفاع 2.1 في المائة بالمتوسط للارتفاعات التي حدثت في قطاع المكاتب العالمي، ومقارنة بمعدل ارتفاع لم يتجاوز واحدا في المائة في أوروبا، وذلك مع الأخذ في الاعتبار أن معظم إيجارات المكاتب في أوروبا الغربية لم تشهد نموا خلال الأعوام الأخيرة.

وأضاف هيتشسنج القول إن المواقع الرئيسية للمكاتب في لندن شهدت ارتفاعا في الطلب، حتى في مراحل الركود العميق الذي ضرب العالم، مشيرا إلى أن انخفاض قيمة الجنيه الإسترليني عزز موقع لندن للاستثمار، كواحدة من الوجهات المفضلة. وعلى صعيد العقارات التجارية الخاصة بتجارة التجزئة صعدت الإيجارات بمعدل 7.1 في المائة، مقارنة بمتوسط ارتفاع في الإيجارات العالمية بلغت 4.0 في المائة منذ عام 2008.

وفي هذا الصعيد، أشار كلايف بول إلى أنه بينما انخفض النشاط الاستثماري بدرجة كبيرة في لندن إبان الأزمة المالية، فإن السوق تمكنت من الحفاظ على معدل عال من السيولة، كما استطاعت أن تتمكن من التعافي بسرعة من الركود مقارنة بالمدن المنافسة في أوروبا.