التنافس المحموم يعود للبنايات التجارية في نيويورك بعد أعوام الركود

في أعقاب عامين من الركود العقاري العميق الذي ضرب الولايات المتحدة من جراء الأزمة المالية عادت أسعار بعض العقارات التجارية إلى ارتفاع وبلغ بعضها سعرا يقارب أسعارها قبل الأزمة المالية. ولاحظت مصادر عقارية أميركية أن الطلب ارتفع بدرجة كبيرة على بعض البنايات عالية الجودة والتي تحوز على مواقع متميزة في المدن الرئيسية مثل نيويورك وواشنطن وأن الطلب بلغ درجة أن بعض المشترين لم يتمكنوا من الحصول على العقارات التي تقدموا لشرائها. وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» في هذا الصدد: «لأول مرة منذ انهيار قطاع العقارات التجارية بدأ المستثمرون أخذ مخاطر في تنفيذ صفقات العقارات التجارية. فالبعض يشتري بنايات تجارية فيها كثير من المساحات غير مؤجرة فيما يستثمر آخرون في مواقع فيها الكثير من المساحات الفارغة والتي ربما تأخذ وقتا حتى تجد مؤجرين». وقالت وكالة «ريال ستيت أناليتكس» للأبحاث العقارية في نيويورك في تقرير بهذا الصدد: «رغم أن النشاط يعود الآن للسوق، فإن قيمة الصفقات التي تم التوقيع عليها منذ بداية العام الماضي بلغت 27.7 مليار دولار وبعض هذه الصفقات كانت مكلفة جدا لدرجة أجبرت المستثمرين على الاقتناع بعائد 6.0 % أو أقل على استثماراتهم». وقالت الوكالة العقارية في تقريرها إن هذا العائد الذي يعرف بنسبة الأرباح على رأس المال انخفض سريعا. ولكن رغم التعافي الكبير والسريع في العقارات التجارية بالمدن الرئيسية والتفاؤل فإن القطاع على مستوى الولايات المختلفة في أميركا، لا يزال يواجه مجموعة عقبات، خاصة على صعيد نمو الوظائف العامل الرئيسي لنمو الطلب على مساحات المكاتب. وتشير إحصائيات الربع الثالث إلى أن معدل المساحات الفارغة في قطاع العقارات التجارية بلغ 17.6%، وهو معدل أعلى من المعدل الذي بلغه في ذات الربع من عام 2009. ورغم ارتفاع متوسط المساحات المكتبية والتجارية غير المؤجرة في أميركا، فإن جاذبية البنايات الرئيسية في جزيرة مانهاتن، خاصة تلك التي تقع في فيفث أفنيو لا تزال تخلب لب المستثمرين ويجري السباق عليها بين الكبار. وفي آخر موجات السباق على شراء بنايات المواقع المتميزة تمكنت شركة «غوغل» من الفوز بصفقة شراء بناية 111 أيتث أفنيو التي تمتد على مساحة الشارع 15 والشارع 16 بأكمله. وتمكن عرض «غوغل» الذي قدمته لشراء البناية من التفوق على أكثر من 12 عرضا من مستثمرين كبار. وتمكنت «غوغل» من شراء المبنى مقابل 1.8 مليار دولار. ومن المتوقع أن يحقق المبنى عائدا مقداره 5.25%، وهو عائد يقل عن 6.0%. ووقعت خلال ديسمبر (كانون الأول) الماضي صفقة بيع بناية في شارع المسارح الشهير برودواي. ورغم أن البناية صغيرة فإن سعرها بلغ 41 مليون دولار.