الشركات العقارية المغربية تركز على السكن الاجتماعي بعد تراجع سوق السكن الفاخر

القطاع يعرف انتعاشا قويا بفضل ارتفاع الطلب وتوفر التمويلات المضمونة من قبل الدولة

TT

ارتفع مجموع الأرباح الصافية الموطدة للشركات العقارية الثلاث المدرجة في البورصة المغربية بنسبة 49.1 في المائة خلال عام 2010، لتبلغ 2.5 مليار درهم (314 مليون درهم)، كما ارتفعت مبيعات هذه الشركات بنسبة 17.6 في المائة خلال نفس الفترة وبلغت 12.4 مليار درهم (1.6 مليار دولار).

وحققت الشركات هذه النتائج بفضل إعادة تركيز نشاطها على مشاريع «السكن الاجتماعي» الذي يعرف انتعاشا قويا بفضل ارتفاع الطلب وتوفر التمويلات المصرفية لاقتنائه التي تضمنها الدولة في إطار صندوق «فوكاريم» الموجه لدعم تمليك السكن للشرائح الاجتماعية ذات الدخل المحدود.

واستحوذت شركة «الضحى العقارية»، التابعة لمجموعة «أنس الصفريوي»، وحدها على أكثر من نصف هذه النتائج، إذ بلغ حجم مبيعاتها 7.6 مليار درهم (950 مليون دولار) خلال عام 2010 بزيادة 26 في المائة مقارنة مع عام 2009، وبلغت أرباحها الصافية الموطدة 1.7 مليار درهم (212.5 مليون دولار) بزيادة 92 في المائة خلال نفس الفترة. وسلمت شركة «الضحى» خلال العام الماضي 22 ألف شقة، وشكل السكن الاجتماعي 94 في المائة من الشقق التي سلمتها شركة «الضحى» خلال هذه السنة. وبلغت مساهمة السكن الاقتصادي في رقم أعمال الشركة نحو 80 في المائة. وتعتبر شركة «الضحى» الأقل تأثرا بتراجع العقار السياحي والفاخر في المغرب خلال السنوات الأخيرة، وذلك لكونها ومنذ إنشائها تخصصت في مجال السكن الاجتماعي، ولم تتوجه إلى السكن السياحي والفاخر إلا في السنوات الأخيرة. وأطلقت شركة «الضحى» مشاريع لبناء 150 ألف شقة في أفق 2015. ولتمويل هذا المخطط قامت الشركة خلال العام الماضي بضخ 5 مليارات درهم (625 مليون دولار) في خزائنها، جزئيا عبر الزيادة في رأسمالها بقيمة 3 مليارات درهم (375 مليون دولار)، وكذلك عبر إصدار سندات إقراض في البورصة بقيمة ملياري درهم (250 مليون دولار). وتترقب الشركة نتائج جيدة خلال السنة الحالية، إذ تتوفر على رقم أعمال مؤمن بقيمة 20.8 مليار درهم (2.6 مليار دولار) وذلك نتيجة إبرام عقود لبيع 37 ألف شقة وتلقيها تسبيقات عن هذه العقود.

أما شركة «أليانس»، التابعة لمجموعة «محمد الأزرق النفاخ العلمي»، فبلغت مبيعاتها 2.6 مليار درهم (325 مليون دولار) بزيادة 15 في المائة، فيما بلغت أرباحها 424 مليون درهم (53 مليون دولار) خلال سنة 2010 مرتفعة بنسبة 17 في المائة مقارنة مع 2009. وبخلاف شركة «الضحى» التي تخصصت مند بداياتها في السكن الاجتماعي، فإن شركة «أليانس» لم تدخل هذا المجال إلا في الفترة الأخيرة بعد أن كانت متخصصة في السابق في مجال العقار السياحي والفاخر. وخلال العام الماضي أعلنت الشركة إعادة هيكلة أنشطتها حول 4 أقطاب، قطب الغولف والمنتجعات والإقامات السياحية، وقطب السكن الاجتماعي، وقطب إدارة الفنادق، وقطب البناء والأشغال. وأطلقت الشركة خلال العام الماضي أشغال بناء 20 ألف شقة جديدة 78 في المائة منها في الدار البيضاء. كما أعلنت عن اقتناء 1.9 ألف هكتار جديدة من الأراضي التي ستخصصها لمشاريع جديدة في مجال السكن الاقتصادي.

وفي نهاية العام الماضي بلغت عقود «الاتفاق المبدئي للبيع» التي أبرمتها الشركة 20 ألف شقة بقيمة 5 مليارات درهم (625 مليون دولار).

وعكس الشركتين السابقتين عرفت «العقارية العامة»، التابعة لمجموعة «صندوق الإيداع والتدبير»، تراجعا في نتائجها خلال سنة 2010. إذ هبطت مبيعاتها بنسبة 2.1 في المائة إلى 2.23 مليار درهم (279 مليون دولار)، كما انخفض حجم استثماراتها السنوية بنسبة 24 في المائة إلى 2.7 مليار درهم (338 مليون دولار)، ونزلت أرباحها الصافية بنسبة 10.8 في المائة إلى 390 مليون درهم (49 مليون دولار). وتعزو الشركة هذه النتائج جزئيا إلى كونها في مرحلة استثمارية، حيث أطلقت مشاريع ضخمة على 3.6 ألف هكتار، منها تطوير مدينة زناتة الجديدة بين الدار البيضاء والمحمدية على مساحة 1.8 هكتار، وتطوير المركز المالي للدار البيضاء على مساحة 360 هكتارا مكان مطار آنفا التاريخي وسط الدار البيضاء، بالإضافة إلى تطوير مشاريع عقارية على مساحة ألف هكتار عند مدخل مدينة فاس. وتترقب الشركة أن تشرع في جني ثمار بعض مشاريعها الكبرى، خاصة مشروع مارينا الدار البيضاء، انطلاقا من العام المقبل. ولمواكبة استثماراتها الكبيرة قامت الشركة خلال السنة الماضية بإصدار سندات إقراض في البورصة بقيمة 1.5 مليار درهم (188 مليون دولار). كما تميز العام الماضي بالنسبة للشركة بدخول مجموعة «عثمان بنجلون» بحصة 8 في المائة في رأسمالها.