شقة عملاق الأدب الأميركي نورمان ميلر بـ2,5 مليون دولار

في منطقة بروكلين هايتس الشهيرة بنيويورك

TT

لم يشأ نورمان ميلر أن يدع ولو قدرا بسيطا من الخوف يسيطر عليه.

بالنسبة إلى ميلر، عملاق الأدب الأميركي الذي كان أيضا يتحدى أبطال الملاكمة الكبار بكل فخر، لم يكن الخوف من المرتفعات أمرا مقبولا له، إذ إنه عاش في بروكلين هايتس. ومن ثم، حينما قرر أن يجدد شقته الكائنة في دور علوي ببناية غير مزودة بمصعد منذ أكثر من أربعة عقود مضت، حدد لنفسه تحديا وهو أن يصمم مساحة بدت أشبه في شكلها بهيكل يتسلق عليه الأطفال في البحر. ورفع السقف وأصبح في شكل منصة المراقبة في سفينة، مع وجود سلسلة سلالم رفيعة مؤدية إلى طابقين، وبسطات، وأيضا غرف صغيرة، تحاكي شكل مطابخ السفن الشراعية الصغيرة جدا، على كل مستوى.

وقال ابنه مايكل في مقابلة أجريت معه بالشقة، المعروضة الآن للبيع: «كان يعاني من مشكلة الدوار. ومن ثم، كان أحد أسباب تصميم المنزل على هذا النحو أن يقهر ذلك الخوف لديه».

وفي سنوات عنفوان شباب والده، كانت هناك أرجوحة شبكية متدلية بين العوارض الخشبية، وأرجوحة متدلية من السقف وسلم من الحبال، على نحو يوفر وسيلة للصعود إلى الشقة تنطوي على قدر أكبر من المخاطر.

قال ميلر (47 عاما) الذي عاش في الشقة منذ أن كان في سن الخامسة، ثم عاد مجددا للعيش فيها مع بلوغه الثانية عشرة لعدة سنوات: «عندما كنت طفلا، كان هذا ممتعا». استرجع ميلر ذكرى حفل أقيم في أواخر السبعينات من القرن العشرين، حيث اجتمع كل من بوب ديلان وجون لينون وهانتر تومسون في الشقة وأتى الصباح. كان تومسون لا يزال هناك، يتأرجح على الأرجوحة الشبكية.

توفي والده عام 2007. وبعد وفاة زوجة الكاتب السادسة والأخيرة في العام الماضي، نوريس تشيرش، انتقل مايكل ميلر الذي يدير شركة إنتاج سينمائي للإقامة في الشقة. وأشار إلى أن عائدات بيع الشقة ستقسم بين جميع الأقارب. قال ميلر: «كم كنت أحب أن أؤجرها من الأسرة للأبد. ولكن مع تسعة أطفال، يعتبر البيع أنسب وسيلة للتعامل مع هذه الملكية».

تعيش دولوريس غرانت، سمسار في مجموعة «كوركوران» العقارية، التي تساعد الأسرة في عملية البيع، أيضا في المبنى الذي توجد به الشقة، وقالت إنه نظرا لكونه مكانا غير تقليدي، فلم يكن من السهل مقارنته بغيره من الأماكن الأخرى. وحدد سعر العرض بقيمة 2,5 مليون دولار. والوحدة المبنية من الحجر الأحمر التي تبلغ مساحتها 25 قدما والكائنة في 142 كولومبيا هايتس، يصعب وصفها، حيث غرفتا النوم في الشقة الرئيسية متوسطتا الحجم، إلا أن كل واحدة منهما يمكن أن تسع سريرا كبير الحجم. وبينما يوجد حمام واحد صغير فقط في الشقة، تم تحديث المطبخ، فضلا عن كونه مكشوفا وجذابا.

وأشار ميلر إلى أن الشقة لم تتغير عن الوقت الذي كان والده ما زال على قيد الحياة فيه، بغض النظر عن أنها «أضفيت عليها لمسة أنثوية بسيطة».

وفي أرجاء غرفة المعيشة/الطعام الضخمة، ثمة أشياء متناثرة تذكر بالأحداث الثرية – والعنيفة في بعض الأحيان – التي ميزت حياة والده. فهذا زر يذكره بعرض البيع الذي قدمه لعمدة نيويورك تحت شعار: «سأنام بشكل أفضل إذا كان نورمان ميلر هو العمدة». وهذه صورة تظهر المؤلف في حلبة ملاكمة. وهذا ملصق يحيي ذكرى جداله مع المفكر الأميركي، ويليام إف باكلي، في عام 1962. وقال ميلر إن الشقة ستظهر مفروشة بالأثاث، بحيث إذا أبدى أي مشتر إعجابه بأي قطعة أثاث أو أي تحفة أخرى، فستفتح الأسرة باب المناقشة حول بيعها. وتماشيا مع التصميم البحري، فالسقف في غرفة المعيشة مصنوع من خشب الساغ ومنحن كجسم السفينة.

وتعرض شقة ميلر، بنافذتها وشرفتها الضخمتين، منظرا أخاذا لمنهاتن وهي تطل على نهر «إيست ريفر». وقال ميلر: «أحب والدي دوما الكتابة في وجود منظر طبيعي».

هناك أيضا مساحة في الهواء الطلق على السطح حيث يمكن الوصول إليها من منصة المراقبة.

بالإضافة إلى ذلك، توجد غرفة أخرى في الطابق السفلي، يتعذر الوصول إليها من الجناح الرئيسي، ويمكن استخدامها كحجرة ضيوف. ويوجد بها حمام خاص، ولكن نظرا لحجمها الصغير، فلن يكون من الممكن ربط الأجنحة ببعضها. وذكر مايكل ميلر أن والده استخدم الغرفة في فترة من الفترات كمكان للكتابة، مستكملا كتابة «أغنية الجلاد» التي حازت على جائزة «بوليتزر» في 1979.

* خدمة «نيويورك تايمز»