مصر: ركود الموسم الصيفي يجبر قرى الساحل الشرقي على تخفيض الايجارات بأكثر من 30%

سماسرة: شائعات الوضع الأمني أثرت على معدلات الإشغال بشكل كبير

أحد شواطئ مرسى مطروح
TT

بدأ موسم الصيف في مصر مخالفا للتوقعات، وبدا واضحا حالة الركود في السياحة الداخلية خاصة في منطقة الساحل الشمالي التي تعد الأكثر جذبا للمصريين منذ أكثر من عشر سنوات.

وعلى الرغم من التوقعات التي كانت تشير إلى أن الموسم الصيفي الحالي سيشهد إقبالا كبيرا من المصريين على المحافظات الساحلية وقرى الساحل الشمالي، بسبب قصر مدته التي ستقتصر فقط على الشهر الجاري، فإن الواقع عكس صورة مخالفة.

ويعتبر الساحل الشمالي وجهة المصيفين من الطبقات فوق المتوسطة والعليا في المجتمع المصري، ويشهد إقبالا كبيرا خلال أشهر الصيف بداية من انتهاء موسم الامتحانات في شهر يونيو (حزيران) وحتى بداية العام الدراسي في شهر سبتمبر (أيلول) من قبل المصيفين المصريين والعرب، وهو الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أسعار الإيجارات بشكل كبير على مدار السنوات الماضية.

وبعد انتهاء موسم الدراسة بالجامعات والثانوية العامة، لا تزال معدلات إشغال الفنادق والشاليهات بالقرى السياحية بالساحل الشمالي ضعيفة قدرها البعض بنحو 40 في المائة، وهو ما أدى إلى انخفاض الإيجارات بنسب جاوزت في بعض الأحيان 30 في المائة، كما خفضت الفنادق أسعارها بشكل كبير، وقام أحد أفخم الفنادق هناك بتخفيض أسعار الغرف إلى النصف تقريبا.

ويبرر البعض ضعف إقبال المصيفين هذا العام على القرى السياحية في الساحل الشمالي نتيجة حالة الانفلات الأمني التي أعقبت أحداث الثورة إلى جانب الشائعات بوجود خلل أمني بالطريق المؤدي إلى الساحل الشمالي.

ويقول مالك إحدى الفيللات بقرية «مارينا» السياحية التي يقوم بتأجيرها، إن الوضع هذا الصيف في غاية السوء فالجميع متخوفون من السفر، وحتى الملاك ينتابهم الخوف من أن يؤجروا عقاراتهم ثم يستولى عليها البلطجية، وأكد أنه لامس رغبة لدى الكثيرين في السفر إلى الخارج لقضاء عطلة الصيف هناك.

ويرى عصام عباس أحد ملاك الوحدات السكنية بمنطقة الساحل الشمالي، ويقوم بتأجيرها في موسم الصيف، أن أسعار التأجير تراجعت بنسب تتراوح بين 20 في المائة و30 في المائة، بسبب التخوف من الحالة الأمنية، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «خلال السنوات الماضية كنت أؤجر عقاري في هذه الفترة بما بين 900 جنيه (151 دولارا) و1000 جنيه (168 دولارا) في اليوم، أما الآن فأقوم بتأجيره بـ700 جنيه (117 دولارا) وسأخفض أسعار الإيجار أكثر مع حلول شهر رمضان».

والساحل الشمالي في مصر هو أطول ساحل في أفريقيا على البحر المتوسط وتعتبر شواطئه من أروع شواطئ العالم وخلال العقود الماضية تم تشييد قرابة خمسين قرية سياحية على طوله من أطراف مدينة الإسكندرية وصولا إلى منطقة العجمي حتى العلمين ومرسى مطروح.

وقال صفوان محمد أحد سماسرة الشاليهات بالساحل الشمالي، لـ«الشرق الأوسط»، إن أسعار الإيجار على طول الساحل الشمالي بداية من العجمي وحتى مرسى مطروح انخفضت بنحو 30 في المائة عن العام الماضي.

وأضاف محمد: «على الرغم من الانخفاض الكبير في أسعار الإيجارات سواء للشاليهات أو الفيللات أو الشقق، فإن نسبة الإشغال لا تتعدى 40 في المائة بالمقارنة بنفس الفترات من السنوات السابقة، وعلى الرغم من التخفيضات الكبيرة والعروض المقدمة فإن الإقبال لا يزال ضعيفا».

وتابع: «أعتقد أن تناقل الشائعات بشأن الحالة الأمنية زاد من قلق المصطافين، ولكن القرى جميعها مؤمنة من قبل شركات أمنية وحتى خلال أيام الثورة لم يكن هناك أي مصدر للقلق في الساحل على الإطلاق».

وتختلف أسعار الإيجار باختلاف القرى ومدى قرب العقار أو بعده عن المسطحات المائية سواء البحر أو البحيرات الصناعية، ووصلت أسعار الشاليهات البعيدة عن البحر والخالية من أي كماليات إلى 500 جنيه (83 دولارا) لليلة الواحدة في أي قرية سياحية في الموسم الماضي، أما الآن فاختلف الوضع إذ امتلأت الجرائد بإعلانات التأجير لشاليهات وفيللات فخمة وكبيرة مطلة على البحر أو البحيرات الصناعية في قرية مثل «مارينا» (تعد من أكثر القرى السياحية رقيا والأعلى سعرا في منطقة الساحل الشمالي) إلى 700 جنيه (117 دولارا) لليوم الواحد بعد أن كانت تصل إلى 1100 جنيه (185 دولارا). وتعتبر قرية «مارينا» السياحية هي مؤشر الإقبال السياحي في الساحل الشمالي، وتلقى إقبالا كبيرا من المصطافين، لكونها تعد معقلا لمشاهير الفن والسياسة في مصر، إلى جانب الحفلات التي يقيمها مشاهير الغناء العربي بها على مدار موسم الصيف.