العقارات البعيدة عن وسط لندن بساعة أرخص بـ580 ألف دولار

الكثيرون يفضلون العمل فيها والإقامة خارجها

TT

في ظل الارتفاع القياسي الذي تعرفه أسعار العقارات في العاصمة البريطانية لندن، ليس فقط في وسطها، وإنما حتى في ضواحيها القريبة، يلجأ العاملون فيها غير القادرين على شراء مساكن فيها بسبب غلائها الفاحش إلى «الهروب» إلى مناطق بعيدة حتى بأكثر من ساعة تنقل بالقطار عنها، وشراء مساكن أرخص وحتى أوسع، وتجشم متاعب التنقل اليومي للعمل إلى لندن ودفع مبالغ باهظة على التنقل اليومي، حيث يدفع البعض آلاف الجنيهات سنويا للتنقل إلى لندن للعمل من مقر سكناهم، رغم أن أغلبهم يلجأ إلى دفع اشتراك سنوي للتنقل، خاصة عبر القطار وبتخفيض معقول نسبيا، يكلف أقل من الدفع اليومي. لكن وحتى إن كانت تكلفة التنقل عالية جدا، فإن دراسة أخيرة لبنك «هاليفاكس» أظهرت أنه بحساب الربح والخسارة فإن الذين يعملون في لندن ويعيشون خارجها يحققون أرباحا لا غبار عليها إذا أخذ في عين الاعتبار قيمة المنازل في لندن وفي المناطق التي يتنقل منها هؤلاء العمال.

ووجدت الدراسة أنه مع تذكرة للسكك الحديدية بتكلفة 4400 جنيه إسترليني في السنة، فإن المتنقلين من مدن مثل بيتربورو سويندون للعمل بإمكانهم توفير مبلغ يعادل التنقل إلى لندن من نفس المدينة لمدة 80 عاما.

وخلصت الدراسة إلى أن سعر المنازل في المناطق البعيدة عن لندن بنحو ساعة بالقطار أرخص بقيمة 375 ألف جنيه إسترليني (580 ألف دولار) عن سعر المنازل في وسط لندن. أما في المناطق التي تبعد عن لندن إلا بنحو نصف ساعة فإنه تكون حتى أرخص من ذلك، ففي مدينة ريدينغ أو ميلتون كينغس يبلغ متوسط سعر المنازل 275 ألف جنيه إسترليني، بينما يبلغ متوسط سعر المنزل في وسط لندن 620 ألف جنيه إسترليني.

وبإمكان المسافرين إلى لندن من هذه المواقع الأقصر زمنا والأرخص من حيث سعر التذاكر، أي نحو 3100 في سنة، يكون تسديد قروضهم العقارية أرخص بنسبة 66 في المائة.

وحتى سكان الأحياء في ضاحية ويمبلدون، التي لا تبعد سوى بـ15 دقيقة من وسط مدينة لندن، يدفعون في المتوسط أقل من 300 ألف جنيه إسترليني للسكن فيها ودفع 1400 جنيه إسترليني فقط للتنقل إلى وسط لندن بالقطار.

وأكد نيتش باتل، الخبير العقاري في «هاليفاكس»: «إنه ليس من المستغرب، في لندن على الأقل أنه على قدر ابتعادك منها على قدر دفعك لمبلغ أقل لشراء مسكن».

ولكن لا يمكن فقط اعتبار أن العوامل المالية هي التي تدفع الكثيرين إلى «الهروب» من لندن، فهناك عوامل اجتماعية مثل المدارس وتحسن نوعية المنازل تفسر لماذا يفضل المسافرون التنقل لمسافات بعيدة للوصول إلى العمل. لكن تبقى لندن استثناء في بريطانيا، ففي برمنغهام، وهي ثاني أكبر مدينة في إنجلترا، فالعكس هو الصحيح، حيث إن أسعار المنزل في وسط برمنغهام أقل من بعض ضواحيها التي تبعد عنها، بنحو نصف ساعة بنحو 10 آلاف جنيه إسترليني. ويكلف التنقل من هذه المناطق إلى وسط المدينة 1500 جنيه إسترليني في السنة.

لكن هناك بالطبع نقاطا تفرض نفسها فيما يخص لندن، حيث إن أولئك الذين اشتروا منازل في وسط لندن في عقود سابقة من المرجح أن تكون قد شهدت زيادة أكبر في قيمتها مقارنة بالمناطق الأخرى.

كما أن تكلفة السفر بالسكك الحديدية في زيادة مستمرة وهي مرشحة لزيادة كبيرة في العام المقبل تفوق متوسط زيادة أجور العاملين المتنقلين إليها من المناطق القريبة.

وكان وزير النقل البريطاني فيليب هاموند قد أثار جدلا مؤخرا باعترافه بأنه وبسبب ارتفاع أسعارها فإن التنقل بالقطارات «لعبة الأغنياء».