يعود تاريخ هذا المنزل إلى العشرينات من القرن الماضي، وقد تم بناؤه في جزيرة بويوك اضه، وهي أكبر جزيرة في جزر الأميرات التسع قبالة العاصمة التركية إسطنبول. ويتكون المنزل من طابقين، بالإضافة إلى مكان فسيح بمساحة 3800 قدم مربع، على مساحة إجمالية تصل إلى 12400 قدم مربع في الجزيرة، التي لا تسمح بدخول السيارات إليها. ويأخذك المدخل الموجود في الطابق الأرضي إلى قاعة كبيرة، بحيث تكون غرفة الطعام إلى اليسار، وغرفة المعيشة التي تحتوي على موقد إلى اليمين. وهناك مطبخ خلف غرفة الطعام مزين بالبلاط الأزرق، وهو مطبخ قديم وغير ملائم للاستخدام الحديث. وثمة غرفة صغيرة بجوار المطبخ يمكن استخدامها كغرفة نوم أو مكتب.
وتكتسي معظم الأرضيات بالأخشاب، ونفس الأمر ينطبق على الأسقف التي تم تصميمها بأنماط هندسية مزخرفة. وهناك حمام صغير في القاعة الرئيسية تحت سلم خشبي محاط بدرابزين مزخرف، وتحتوي غرف الطعام والمعيشة على أبواب فرنسية مفتوحة على شرفة خشبية أمامية مغطاة بشكل جزئي.
ويضم الطابق الثاني ست غرف نوم وحمام صغير وآخر كبير به دش وشطافة وحوضان. وتحتوي معظم حجرات النوم، المغطاة بورق حائط أبيض اللون، على نوافذ وخزائن فرنسية. ويمنحك المنزل إطلالة رائعة على بحر مرمرة من خلف الأشجار الشاهقة، كما يمكنك رؤية مضيق البوسفور الذي يربط البحر الأسود ببحر مرمرة ويقسم إسطنبول إلى شقين، أحدهما أوروبي والآخر آسيوي.
وعلى بعد نحو 30 قدما خلف المنزل يوجد مبنى صغير مكون من طابق واحد كان في السابق بمثابة مسكن للخدم، ويضم غرفة نوم ومطبخا مفتوحا وحماما. ولا يوجد نظام تدفئة، سواء في المنزل الرئيسي أو في المنزل الصغير، لأن ذلك لم يكن مألوفا في المنازل القديمة الموجودة على تلك الجزيرة التي لم تصل إليها أنابيب الغاز الطبيعي إلا خلال السنوات الأخيرة فقط.
ويمكن الوصول إلى جزيرة بويوك اضه خلال 20 دقيقة أو ساعة ونصف، حيث يتوقف ذلك على وسيلة المواصلات التي تستخدمها سواء كانت قاربا خاصا أو حافلة بحرية أو عبّارة. وهناك محطة للعبّارات على بعد خمس أو عشر دقائق سيرا على الأقدام من المنزل. ولا يُسمح بدخول أي سيارات إلى الجزيرة باستثناء سيارات الطوارئ، ولذا لن يكون هناك خيارات أخرى لوسائل النقل سوى المشي سيرا على الأقدام أو ركوب الدرجات أو العربات التي تجرها الخيول.
وعلى الرغم من أن جزيرة بويوك اضه تعد أحد أحياء العاصمة إسطنبول من الناحية التقنية، فإنها تبدو من عصر مختلف، لأنها تضم مزيجا من التلال الخضراء المورقة والمناطق المشجرة والمنحدرات والشواطئ. وتتمتع هذه الجزيرة بتاريخ عريق يعود إلى الإمبراطورية البيزنطية التي تتميز بفن العمارة الرائع. وعلى مقربة من المنزل توجد المطاعم والمحلات التجارية والمصارف والمقاهي.
*خدمة «نيويورك تايمز»