المشاهير والنجوم يهجرون بيفرلي هيل ويتجهون إلى بريطانيا

الكثير منهم اختار مناطق ديفون وأحياء مايفير في لندن

جانب من منطقة الريفيرا الإنجليزية على الساحل الجنوبي الغربي من إنجلترا
TT

غادر الكثير من المشاهير بيفرلي هيلز، قاصدين أحياء لندن الراقية مثل مايفير وتشيلسي ونايتسبريدج وهولاند بارك، فيما فضل بعضهم الريف والطبيعة الخلابة في مناطق ديفون وتحديدا في الريفيرا الإنجليزية الواقعة جنوب غربي إنجلترا. وإذا رغبت في مشاهدة مشاهير العالم، فعليك أن تتوجه إلى مناطق مثل كورنوال وديفون ودورسيت وسومرست في الجنوب الغربي من الريف البريطاني.

لقد تحول عدد كبير من النجوم والمشاهير إلى هذا الجزء الساحر الخلاب من بريطانيا، حيث تتوفر الطبيعة والهدوء وملاعب الغولف والبحر. من بين المشاهير الذين يعيشون في هذه المنطقة غولدي هون وابنتها كيت هودسون اللتان تقطنان توبشام الواقعة في مدينة ديفون الهادئة. وكيت مخطوبة لمات بيلامي، صاحب مزرعة محلية والذي قدر له أن يصبح مدير أعمال نجم موسيقى الروك «موس». كما يعيش جوليان فيلوز، النجم الحائز جائزة أوسكار وصانع فيلم «داونتون أبي»، في دورسيت. وكثيرا ما تتم مشاهدة عازف الطبول بفريق «رولينغ ستونز»، تشارلي واتس، يقود سيارته في الممرات بالقرب من منزله في دولتون شمال مدينة ديفون. وتنوي الممثلة كاري موليغان الحائزة جائزة الأكاديمية البريطانية لفنون الفيلم والتلفزيون «بافتا»، نجمة «التعليم والقيادة» تغيير سكنها والعيش في منطقة ديفون. وحسب تقارير عقارية بريطانية، فإن الممثلة الشهيرة تخطط بعد انتهائها من تصوير فيلم «ذي غريت غاتسبي في أستراليا» للبحث عن منزل ريفي في ديفون. وهي تخطط للعيش هناك مع خطيبها الجديد ماركوس موموفورد، مغني فريق الروك الشعبي «مامفورد آند سانز». ولكن كيف حدث هذا؟ وما الذي يجذب الناس إلى الريف الغربي تحديدا؟

يقول بعض وكلاء العقارات إن الطبيعة والهدوء، أهم السمات التي تجذب النجوم والمشاهير إلى الريف البريطاني. ويبدو أن الكثير منهم مل حياة المدينة الصاخبة ومطاردة المصورين في المدن الكبرى ويبحث عن مكان يعيش فيه حياة عادية. ويشرح ويد جورج من «بروبرتي فيجن» لصحيفة «الديلي تلغراف» البريطانية ذلك بقوله: «مع اكتساب مناطق أخرى شهرة وبريقا، مثل أجزاء من كوتسولدز، اتجه المشاهير إلى البحث في مناطق نائية عن منازل توفر لهم الخصوصية». ويضيف ويد: «منطقة الريف الغربية ضخمة جدا، ومن ثم، تكون هناك فرصة كبيرة لإيجاد منازل تكفل درجة من الخصوصية».

ويرغب المشاهير في شراء عقاراتهم بهدوء بعيدا عن أعين الإعلام وبالتالي يختارون وكلاء بعينهم لإخفاء صفقاتهم. ويعتبر وكلاء الشراء مفيدين لأنهم يعملون كوسطاء بين المشاهير والبائعين الموثوق بهم. وهم يوظفون علاقاتهم في العثور على أفضل المنازل المعروضة للبيع وفحصها، ثم يعدون قائمة صغيرة بها، من دون أن يكشفوا النقاب عن أن المشتري المحتمل هو أحد المشاهير. وفي النهاية، يقوم المشاهير بزيارة المنازل الواردة في القائمة أحيانا متنكرين تفاديا لجذب الانتباه. بعدها، يدخل وكيل الشراء في مفاوضات على المنزل الذي وقع الاختيار عليه.

وبالطبع لا تأتي هذه الخدمة مجانا، ففي المعتاد، يحصل الوكيل على نسبة اثنين في المائة من سعر شراء المنزل. ربما لا تبدو نسبة كبيرة، ولكن الوكيل سيحصل على مبلغ 20.000 جنيه إسترليني على منزل سعره مليون جنيه إسترليني. وبالنسبة لنجم يبحث عن منزل ريفي، يعد هذا هو أدنى مستويات الأسعار.

وعلى الرغم من تباين ميزانيات المشاهير، فإن قليلا منها هو الذي لا يتعدى نطاق المليون. فقد أشيع أن الممثلة الكوميدية جنيفر سوندرز دفعت مليون جنيه إسترليني ثمنا لمنزلها الجديد، الذي يضم 45 فدانا في شاغفورد في ديفون، فيما دفعت شريكتها الممثلة الكوميدية دون فرينش ضعف ذلك المبلغ مقابل شراء قصر يضم 40 غرفة في فوي في كورنوال. وفي عام 2004، دفعت المغنية الشهيرة مادونا وزوجها في ذلك الوقت غاي ريتشي نحو 9 ملايين جنيه إسترليني مقابل شراء عقار مساحته 1.100 فدان على الحدود بين ويلتشاير ودورسيت.

وعلى الرغم من تلك الصفقات الشهيرة، يقول وكلاء المشترين إن أكثر المواقع المفضلة هي إكسمور، الممتدة من شمال ديفون وسومرسيت؛ وساحل دروسيت الجنوبي ومنطقة الأثرياء في ساندباكس؛ وساوث هامز في ديفون. وتضم منتجعات بحرية مثل دارتماوث وخلجان صغيرة خلابة وقمم المنحدرات الوعرة في كورنوال.

وتضم قائمة الضروريات مساحات أراض مخصصة لمزاولة أنشطة مختلفة بدءا من ركوب الدراجات الرباعية، في ريك مايال في ديفون، إلى ركوب الخيل، في مارتين كلونز في دورسيت. كذلك، عادة ما يطلب المشاهير من الوكلاء التأكد من أن التصميم الداخلي مرن بالدرجة الكافية ليسمح بإجراء المقابلات الحميمية وإقامة الحفلات الضخمة المترفة.

ويمتنع الوكلاء عن إفشاء أسماء المشاهير، لكنهم قد يقولون مثلا إن نجما أميركيا يبحث حاليا عن منزل في ديفون والذي يجب أن يشتمل على مساحة لهبوط وإقلاع طائرته المروحية، فيما رفض أحد نجوم الحلقات التلفزيونية القصيرة البريطانيين الانتقال إلى منزله الجديد في سومرست حتى يتم تركيب حوض ساخن مساحته 10 أمتار في الحديقة.

ويجمع الوكلاء على أن جميع المشاهير يرغبون في التمتع بالخصوصية التامة. وهذا يجعلهم يستبعدون المنازل المبنية على مقربة من الطرق أو الأراضي التي تعبرها الطرق العام أو في أي مكان يمكن أن تقع عليه أعين المعجبين أو تلتقطه عدسات كاميرات الصحافيين المتطفلين. لقد اضطرت المغنية كيت بوش إلى التعاقد مع أفراد أمن لتأمين منزلها في تشيلفرستون، بالقرب من سالكومب، لهذا السبب. وقد ذهب البعض لما هو أبعد من ذلك، يقول جورج واد: «عندما اشترت مادونا (أشكومب استيت) على حدود دورسيت، كان هناك ممر مشاة أسفل الطريق ويمر عبر المنزل الرئيسي. وتمكنت من تحويله بصورة مؤقتة أثناء فترة امتلاكها للمنزل، وإلا كانت ستواجه سيلا لا ينتهي من المعجبين الذين سيتدافعون أمام منزلها ويسارعون بالتقاط صور لها، كل ذلك في إطار القانون».

ويقول وكيل آخر يدعى غيديون سامبتيون، الذي يدير قسم استفسارات المشاهير في ديفون لحساب شركة «ستاكس بروبرتي سيرش»، إن المشترين من المشاهير يكونون مولعين في البداية بنمط الحياة المترف في المدينة، ثم لا يلبثون أن يفتنوا بنمط الحياة البسيط في الريف الغربي. وقال: «إنهم يأتون بحثا عن السلام وفرصة العيش على سجيتهم من دون أن ترصدهم أعين المعجبين. وعادة ما تكون منازلهم الريفية مريحة وغير مبهرجة ومحمية بشكل جيد من خلال الأراضي المحيطة بها. وفي البداية، يبدأون بتجهيز منازلهم بتجهيزات مترفة، لكن بعد وصول الأطفال، عادة ما يفسح نظام الصوت مكانا لإسطبلات الخيول». ومن بين الأسباب الأخرى التي تجعل المشاهير مولعين بالريف الغربي أن السكان المحليين لا يكترثون بفكرة الشهرة.

في هذا الصدد يقول جوليان فيلوز، الذي يعيش في دورشيستر في دورسيت: «لا وجود لثقافة الشهرة، إذ يتم تقييم الأفراد اعتمادا على ما يقومون به من أعمال، لا على ما يملكونه من ثروة أو ما يحظون به من شهرة».

ويقوم الكثير من النجوم والمشاهير بمشاريع خيرية للمنطقة، خاصة الذين قدموا من جنوب غربي إنجلترا، مثل النجم مارتين كلونز الذي قام بتصوير برنامجه «دوك مارتين» في قرية كورنيش بميناء إيزاك ويبيع قبلاته في مزاد خيري سنوي يقيمه في مزرعته التي تبلغ مساحتها 20 فدانا في قرية باكخام بدورسيت. وليس من المعروف حجم الأموال التي يدرها هذا الحدث، لكنه لغرض طيب. كما يقوم ريتشارد مادلي وجودي فينيغان، اللذان يملكان منزلا على أطراف ميناء كورنيش في بولبيرو بإعارة اسميهما لحفلات الصيد الخيرية بالمنطقة. ويقوم الناقد السياسي أندرو مار برعاية محطة إكسموث لقوارب النجاة الكائنة بالقرب من المنزل الذي يقضي فيه إجازته في ديفون. وتشير الوكيلة العقارية أماندا أكي في تصريحات لصحيفة «ديلي تلغراف» إلى أن منطقة الريف تكفل للمشاهير أن يعيشوا حياة طبيعية. تقول أكي: «يمكنهم أن تراهم وهم يشجعون أبناءهم في المباريات الرياضية بمدارسهم مثل الآباء العاديين من غير المشاهير». مع هذا النوع من السلوك، لا يكون من المحتمل أن يغير المشاهير الطبيعة البكر التي جذبتهم منذ أول وهلة إلى منطقة الريف الغربي.

ولا يوجد نجم يتكبر على الطبيعة الخلابة للمنطقة، حيث قام النجم براد بيت بطلب طعام أثناء إقامته في ميناء كورنيش بفلاموث هذا الصيف ولم يكن هذا الطعام كافيارا أو كبد أوز، بل فطيرة بسيطة. إنك لن تستطيع الحصول على هذه الأشياء في بيفرلي هيلز.