كيف أصبح نجوم كرة القدم من أكبر اللاعبين في سوق العقارات ببريطانيا؟

اللاعب السابق كامبل يخطف العناوين بعرض أحد منازله للإيجار مقابل 120 ألف دولار للأسبوع

TT

صنع اللاعب الدولي الإنجليزي السابق سول كامبل العناوين في الصحف البريطانية مؤخرا بعد أن تم إعلان عرض منزله للإيجار مقابل 75 ألف جنيه إسترليني (120 ألف دولار) للأسبوع في الألعاب الأولمبية المقبلة التي ستحتضنها لندن خلال الصيف المقبل. واعتبر هذا الإيجار الأعلى في تاريخ بريطانيا. ويقع منزل نجم ناديي توتنهام وآرسنال السابق، المكون من خمسة طوابق، في حي تشلي الراقي بغرب لندن.

وسول كامبل ليس اللاعب الوحيد الذي له استثمارات عقارية، فغير بعيد عنه وفي المنطقة نفسها يملك لاعب تشيلسي زميله الدولي الإنجليزي فرانك لامبارد منزلا فاخرا قيمته 9 ملايين جنيه إسترليني، وقد قام برفقة خطيبته، المقدمة التلفزيونية كريستين بليكي، بإدخال تعديلات على منزلهما الفاخر شملت بناء مسبح تحت الأرض.

ولم يخف لاعب تشيلسي، نيته التفرغ للعمل الاستثماري في القطاع العقاري، بعد اعتزال لعب كرة القدم. وقد سبق أن صرح لصحيفة «ديلي ميرور» البريطانية: «بعد إنهائي مشواري الاحترافي، أريد إنهاء علاقتي بكرة القدم، فلا أريد أن أصبح مدربا أو مديرا فنيا أو محللا لوسائل الإعلام». وأضاف لامبارد: «أنا أقوم بالتعرف على كل جوانب القطاع العقاري، ليس لشراء منزل فقط، إنما للاستثمار.. إن هذا القطاع يثير اهتمامي. لقد التقيت كثيرا من الناس العارفين بالقطاع وأتعلم منهم».

ويبدو أن لامبارد، البالغ من العمر 34 عاما، والذي يتقاضى 130 ألف جنيه إسترليني في الأسبوع، لم ينتظر حتى اعتزال اللعب للاستثمار في كرة القدم، حيث قام بشراء مخزن للملابس يقع في طابقين بشارع أوفيرديل بمنطقة تشيلسي، التي تعتبر واحدة من أرقى وأغلى المناطق في لندن. وقد تقدم لامبارد بطلب لبلدية كيزينغتون وتشيلسي لتطوير الموقع العقاري، عبر هدم بناية المخزن وبناء بمنزل من أربعة طوابق، بالإضافة إلى مجمع للمكاتب في بهو المنزل. وإذا كان المشروع يقف وراءه فرانك لامبارد، فإنه تقدم بطلب ترخيص الهدم والبناء باسم والده، وذلك لتجنب في ما يبدو أي ضجة حول المشروع، الذي يلقى معارضة من جمعيات محلية في المنطقة.

تعتبر السيولة النقدية عاملا مهما للاستثمار العقاري، حيث تمنح صاحبها فرصة للاقتناص السريع للفرص الاستثمارية التي تتوافر في السوق، وليس هناك ربما من تتوافر لديه سيولة نقدية كبيرة مثل نجوم كرة القدم. وبعملية حسابية بسيطة تكفي مداخيل أقل من شهر لنجم متوسط من الدوري الإنجليزي الممتاز، يتقاضى مرتبا أسبوعيا يصل إلى 50 ألف جنيه إسترليني، لشراء شقة في شمال إنجلترا، حيث الأسعار ليست غالية مقارنة بلندن، وبكل سهولة ونقدا. وقد يحتاج اللاعب المتوسط الدخل في الدوري الإنجليزي إلى مداخيل أشهر قليلة فقط لشراء شقق فاخرة في العاصمة البريطانية، ومنازل فخمة في أنحاء أخرى من المملكة المتحدة. أما النجوم الكبار في الدوري الإنجليزي الممتاز، الذين يتقاضون رواتب خيالية تفوق الـ100 ألف جنيه إسترليني في الأسبوع، وتصل حتى الـ200 ألف جنيه إسترليني، فإن قدرتهم الشرائية ستكون أكبر بالتأكيد.

وقد شجع توافر السيولة النقدية العديد من نجوم كرة القدم الإنجليزية على الاستثمار في القطاع العقاري، ولعل أشهرهم لاعب مانشستر يونايتد، الدولي الإنجليزي ريو فيرديناند، الذي بحوزته مجموعة من الاستثمارات في القطاع العقاري بريطانيا، من بينها مشروعان للتطوير العقاري في منطقة بيمليكو وإيليفنت آند كاسيل في لندن. ويقيم فيرديناند في واحد من أكبر المنازل في منطقة شييشير بشمال إنجلترا، وتفوق قيمة المنزل الواسع، بحديقته الرحبة، أكثر من مليوني جنيه إسترليني.

ولم يكتف فيرديناند بالاستثمار في بريطانيا فقط، بل توجه إلى الاستثمار في الخارج، حيث قام قبل أربع سنوات فقط بشراء فيلا فخمة بمنطقة السعيدية بالمملكة المغربية وبقيمة 500 ألف جنيه إسترليني، أي ما يعادل راتبا شهريا لريو فيرديناند، الذي يتقاضى 130 ألف جنيه إسترليني في الأسبوع. ولم يكن فيرديناند وحده من اشترى فيلا في المنطقة المطلة على البحر المتوسط، الواقعة شرق المغرب قرب الحدود مع الجزائر، حيث كان زميله السابق في مانشستر يونايتد والمنتخب الإنجليزي، الذي اعتزل اللعب، غاري نيفيل، اشترى بدوره فيلا فخمة في المجمع العقاري الفخم نفسه، بالسعيدية. كما اشترى زميله في المنتخب الإنجليزي ولاعب وقائد تشيلسي جون تييري هو الآخر فيلا في المجمع نفسه.