مواقع مفضلة للاستثمار العقاري في زمن الركود العالمي

من بينها مناطق توسكاني وفلوريدا وسواحل فرنسا

مدينة أكسفورد الانجليزية تشتهر بجامعتها العريقة
TT

قد تكون أسواق العقار خاملة في بعض أنحاء أوروبا، ولكن الفرص العقارية ما زالت متاحة في الكثير من مناطق العالم الواعدة. ومع انخفاض الأسعار في الأسواق في الوقت الحاضر فإن الكثير من الخبراء ينصحون بالشراء الآن. ويشير بحث أجراه الجناح الدولي في بنك لويدز إلى أن الأسعار تراجعت بنسبة 25% في فلوريدا وبنسبة أكبر في إسبانيا. ولكن بوادر ارتفاع طفيف في الأسعار الفرنسية للمرة الأولى منذ عام 2007 قد تعني، وفقا للتقرير، أن مؤشرات بداية الانتعاش إلى أسواق العقار الدولي بدأت تظهر في الأفق مرة أخرى.

ويقول باري لومان من بنك لويدز إن الكثير من المشترين ينتظرون ما سوف يسفر عنه الكساد الحالي ليس فقط من حيث التأثير على أسواق العقار وإنما أيضا على ميزانياتهم وأحوالهم المالية. ولكن فترة الهدوء الحالية قد لا تطول وعند عودة الطلب على العقارات الدولية قد تكون فرص الشراء الرخيص قد انتهت.

ويقول لومان إن تأثير بقاء البريطانيين في بلادهم هذا الصيف بدلا من السفر في عطلات في الخارج لأسباب اقتصادية رفع من الطلب العقاري على المناطق الساحلية والسياحية. ويمكن للمستثمر استغلال هذه الفرصة بالتركيز على هذه العقارات وضمان أعلى عوائد إيجارية هذا الصيف. وتبدو مؤشرات هذه العقارات هي الأفضل منذ بداية موجة التراجع العقاري.

وتقول شركة «سافيلز» العقارية إن أسعار العقارات السياحية في المدن البريطانية لا تزيد عن نسبة 90% عما كانت عليه في عام 2007، وتضيف أنها تعتقد أن أسعار هذه العقارات سوف تزيد بنسبة 5% في العامين القادمين مع زيادة في العوائد الإيجارية، إلى نسبة 7% سنويا. وهذه النسبة أكبر من أي حساب ادخار مصرفي.

وتقول الباحثة في شركة «سافيلز» جاكي دالي إن استراتيجية شراء العقارات ذات الإيجارات العالية بأقل نسبة ممكنة من رأس المال تبدو مربحة. وسعيا وراء تطبيق هذه الاستراتيجية على نطاق عالمي استشارت الشركة عددا من خبراء العقار في مواقع متفرقة من العالم من أجل ترشيح أفضل 10 مواقع عقارية مؤهلة للشراء حول العالم، مع تكوين لائحة أخرى لأفضل مواقع الشراء داخل بريطانيا.

وكانت تلك هي أفضل المناطق التي رشحها التقرير:

- مناطق توسكاني وإمبريا وبحيرة كومو في إيطاليا: ويتوجه التقرير إلى هذه المواقع باعتبارها مواقع كلاسيكية تصمد أسعارها حتى في أوقات الأزمات. وهي مناطق لم تنخفض أسعارها بنفس النسب التي تراجعت بها أسعار مناطق إيطاليا الأخرى. وتستفيد هذه المناطق أيضا من ارتفاع نسبة للطلب الأجنبي عليها. وهو توفر أسلوب حياة مميز وبنية تحتية من الطراز الأول بمطارات قريبة وطرق جيدة ومناخ معتدل. وهو توفر الكثير من التسهيلات السياحية على مدار العام من شواطئ إلى أرياف ومدن وفرص تزلج على الجليد، ويمكن الوصول السهل إليها من جميع أنحاء العالم. وفي الوقت الحاضر يمكن اختيار بعض الشقق الصغيرة في مواقع سياحية جيدة توفر الإقبال عليها طوال العام بأسعار تبدأ من 220 ألف يورو.

- ولاية فلوريدا: تنخفض الأسعار في فلوريدا بنسبة 30% عما كانت عليه في ذروتها. ولكن المبيعات في بعض المناطق السياحية فيها عاودت الارتفاع هذا العام ومعها أيضا الأسعار. وتعتقد بعض الشركات المحلية أن هذه هي بداية مؤشرات عودة الانتعاش العقاري. وتبدأ الأسعار للفيللات من نحو 225 ألف دولار، ويمكن بإضافة 30 ألف دولار أخرى شراء فيللا بها حمام سباحة.

- كوت دا زور، فرنسا: تقول شركة «تشسترتون» إن هذه المنطقة في فرنسا حافظت على معدلات الأسعار فيها لزيادة شعبية هذه المنطقة سياحيا. ولا تبعد المنطقة أكثر من ساعة عن مدينة تولوز، ولكنها ليست منطقة رخيصة حيث تبدأ الأسعار من نحو نصف مليون يورو لمنزل صغير، ولكنها تتميز بأن عقاراتها تحتفظ بقيمتها.

- فرانشهوك، جنوب أفريقيا: وهي منطقة راقية تقع في غرب مدينة كيب تاون ويعتبرها الخبراء المحليون منطقة غير مكتشفة بعد من المستثمرين الأجانب. ورغم أن مباريات كأس العالم السابقة لم تلهب الأسعار أو تثير الكثير من الطلب الأجنبي على عقارات جنوب أفريقيا كما كانت التوقعات، فإن المناطق الجيدة في هذه الدولة الأفريقية حافظت على مستواها. وما زالت جنوب أفريقيا من الوجهات السياحية المشهورة صيفا. وتتبع العقارات الأفريقية أسلوب وعمارة هولندية وتبدأ الأسعار من نحو 320 ألف دولار.

- باربادوس: على رغم استمرار ارتفاع الأسعار في هذه الجزيرة الكاريبية فإن الطلب ما زال يتصاعد عليها من كل أنحاء العالم. وفي الوقت الحاضر يمكن التفاوض من أجل الحصول على فرص جيدة نظرا لبقاء العقارات في السوق فترة قبل البيع. وتبدأ الشقق من نحو 450 ألف دولار أما الفيللات التي تقع على الشاطئ فهي تباع بعدة ملايين من الدولارات وفقا للموقع والمساحة. وتصلح باربادوس للمشترين للمدى البعيد وهي ذات عوائد إيجارية جيدة وتحافظ عقاراتها على قيمتها.

- برلين: النمط الشائع في ألمانيا هو الإيجار وليس الشراء. ولذلك توفر برلين أفضل موقع استثماري أوروبي بغرض العوائد الإيجارية، حيث يعتبرها البعض عاصمة أوروبا بأكملها وليس فقط ألمانيا. وتعتبر منطقة شرق برلين حاليا من المناطق الواعدة. وهي أغلى من غرب برلين وتبدأ الأسعار فيها من 350 ألف يورو للشقق ذات المواقع الجيدة.

- تركيا: تنتشر الشقق السياحية في أنحاء تركيا بأسعار رخيصة تبدأ من 37 ألف دولار، ولكن مع وفرة هذه الشقق فإن العوائد الإيجارية منها ضعيفة ولن تتحسن كثيرا في المدى المنظور. ويمكن للمستثمر الجريء أن يستثمر في شقق إسطنبول على أمل حدوث طفرة عقارية في حال دخول تركيا إلى الاتحاد الأوروبي. ولكن حتى مع بقاء تركيا خارج أوروبا فإن العقارات في مدنها الكبرى توفر إيجارات جيدة وبأسعار تبدأ من 190 ألف دولار.

- بروكسل: يمكن اعتبار بروكسل عاصمة الإيجار الأوروبية لوجود عدد كبير من الموظفين الأوروبيين في منظمات وهيئات الاتحاد الأوروبي، إلى جانب السياحة إلى المدينة. وتوفر عقارات المدينة عوائد تصل إلى 5.5% ويمكن تأجيرها على المدى الطويل لموظفي الاتحاد الأوروبي أو لأسابيع معدودة للسياح. وتعتقد أوساط العقار الأوروبية أن عقارات بروكسل هي الأكثر مقاومة للكساد. وتبدأ الأسعار فيها من 180 ألف يورو.

- مالطا: يتوجه الكثير من المتقاعدين البريطانيين إلى مالطا من أجل استئجار الشقق فيها خلال فترات الشتاء. وهناك الكثير من الشركات المحلية التي تساعد أصحاب العقارات على تأجير عقاراتهم وتساعد الباحثين عن شمس الشتاء في العثور على العقارات التي يريدون تأجيرها. وتبدأ أسعار مالطا من نحو 90 ألف دولار، وهي قريبة نسبيا من المنطقة العربية ومن أوروبا. وتطير إلى مالطا كافة شركات الطيران العربية والأوروبية. وهي مصيف ومشتى يستمر الطلب على عقاراتها طوال شهور العام.

- أطلانطا: أحدث صيحات الشراء في أطلانطا هي الشقق الشعبية التي تباع رخيصة مع سكان وضمان دفع الإيجارات لمدة عامين على الأقل. ومعظم هذه الشقق مصادرة من أصحابها ومؤجرة لطبقات شعبية بمساعدة من البنوك والحكومات المحلية. والميزة الأساسية في هذه العقارات أنها رخيصة السعر وتبدأ من 60 ألف دولار، ويمكن شراء هذه العقارات من أي مكان في العالم.