أفخم فيللات في لندن تطرح للبيع.. والسعر يبدأ من 45 مليون دولار

3 وكالات تتنافس على تسويق مبنى «كورنويل تراس» في ريجنت بارك

جانب من مبنى كورنويل تراس
TT

تتنافس ثلاث وكالات عقارية على تسويق أفخم مبنى سكني في لندن، وهو مبنى «كورنويل تراس» الواقع في منطقة ريجنت بارك، ويطلق على المسكن الملكي اسم «إمبسودوريال ريزدنس»، ويتألف من 19 فيلا مطلة على حديقة غناء صممت بعناية. وحسب البيان الذي تلقته «الشرق الأوسط» من شركة «تي تي إيه» تبدأ أسعار الفيلات في المبنى من 30 مليون جنيه إسترليني (نحو 45 مليون دولار). والوكالات العقارية البريطانية التي تقوم بالتسويق هي وكالات «نايت فرانك» و«وسافيل وبيشامب».

يقع مبنى «كورنويل تراس» في الركن الجنوبي الغربي من ريجنت بارك (إن دبليو 1) بجوار محطات قطارات ماريليبون وسانت جونز وود. ويوفر هذا الموقع المركزي الفخم الأمان والعزلة في وسط منطقة ويست إند. ولا تشبه تجربة الذهاب لإلقاء نظرة على مبنى كورنويل تراس تجربة الذهاب لرؤية أي منزل فخم آخر، حيث إن الوكلاء يطلبون منك في المقام الأول، خلع حذائك عند الدخول. وقال كبير الخدم، مايكل لانغ، من ويلز، والذي تم تعيينه لأخذ قبعات ومعاطف المشترين المحتملين وإعداد القهوة لهم لصحيفة «ديلي تلغراف»: «إنه مجرد إجراء احترازي يهدف لحماية الأرضيات والسجاجيد». وبالإضافة إلى ذلك، فإنه يتوجب عليك إما ارتداء أكياس بلاستيكية زرقاء فوق حذائك وإما لبس خف أبيض مفتوح لكي تأخذ جولة في المبنى. وعلى الرغم من أن المبنى يمثل أعلى مستويات الفخامة في سوق العقارات، فإن الكثير من المشترين لا يذهبون إليه بأنفسهم.

ويبدو أن الذهاب لرؤية منزل كهذا يمثل قدرا هائلا من الإزعاج للقلة المحظوظة التي تستطيع شراءه. لذلك، بدلا من أن يذهبوا بأنفسهم، يقومون بإرسال وكلائهم المحترفين لفحص المنزل أولا.

ويقول سيمون باري، من شركة الوكلاء العقاريين «نايت فرانك»، وهو الشخص المسؤول عن تسويق مبنى «كورنويل تراس»: «في كثير من الأحيان نجد أنفسنا نتحدث مع خمسة أفراد مختلفين يبحثون عن عقارات، جميعهم يدعون أنهم يلقون نظرة على المنزل نيابة عن نفس المشتري الثري. ونتيجة لهذا، وعندما يحين وقت الشراء، نجد دائما شخصا ما يلوح بيده قائلا: لقد اختار المشتري شراء هذا العقار فقط لأنني عرضته عليه».

لا يحدث هذا الأمر عادة في الجزء الخاص بالشوارع الرئيسية من سوق العقارات. لكن لا يعتبر هذا العقار منزلا في ضاحية، فهو عبارة عن قصر مؤلف من خمسة طوابق وست غرف نوم وواجهة كلاسيكية ويطل مباشرة على حدود ريجنت بارك.

وقام المهندس المعماري الملكي السير جون ناش، بالاشتراك مع مساعده الشاب ديسيموس، بتصميم «كورنويل تراس» في أوائل القرن التاسع عشر. ويعتبر العقار رقم 6، واحدا من ثمانية مساكن كبيرة، والتي تشكل معا هذا الكنز المعماري الذي يمتد لمسافة 200 ياردة، وجميعها معروضة للبيع. ويتمثل إجمالي ثمن تلك العقارات في مبلغ يسيل له اللعاب، وهو 400 مليون جنيه إسترليني (نحو 600 مليون دولار)، حسب تقديرات نشرتها صحيفة «ديلي تلغراف»، الأمر الذي يجعل من تلك العقارات وبفارق كبير أغلى صف منازل في العالم.

وتم تدمير التصميمات الداخلية جراء الغارات الجوية التي شنها الألمان على إنجلترا في الحرب العالمية الثانية، ثم تم تحويل صف المباني بالكامل إلى مكاتب (كمقر رئيسي لشركة العقارات «بريتش لاند») في فترة السبعينات. ومنذ ذلك الوقت، قامت شركة التطوير العقاري «أوكماين بروبيرتيز» بشراء «كورنويل تراس» وحافظت على شكل الأعمدة الخارجية للمباني المصنوعة من المرمر، ولكنها حولت المساحة الفارغة التي تقع خلف تلك المباني إلى ما تطلق عليه اسم منازل «السفراء».

وبالنسبة للتركيبات والتجهيزات، فلم تبخل الشركة بأموالها في هذا الصدد، حيث يحتوي المنزل رقم 6 على تسعة أنواع مختلفة من الرخام الإيطالي ومدفأة بتكلفة 60.000 جنية إسترليني ومصعد هيدروليكي وحوائط مشطبة بالحرير الخام والبلاتين المطلي بالذهب. وهناك أيضا مطبخ على الطراز المفتوح يعرف باسم بالغ الترف وهو «بوفي» الذي لم يسمع به إلا القلة. ويبدو أن هذا النوع من العقارات على وجه الخصوص يسعى إلى شرائه المليونيرات فقط.

ويقول باري: «منذ عشرة أعوام، كان الانطباع السائد عن مثل هذا المنزل أن كل ما ينبغي على ملاكه عمله هو مجرد وضع قطعة من الخبز المحمص في محمصة الخبز الكهربائية. وكان الإجراء المثالي هو إضافة مطبخ كبير، وربما كان بعيدا عن الأنظار في الطابق الأرضي. أما اليوم، فيفضل المشترون جعل المطبخ يبدو كما لو أنهم سيقومون بالطهي فيه، حتى لو كان ذلك لمجرد التظاهر فقط. نتيجة لذلك، أصبح المطبخ جزءا بارزا». ويضيف باري: «الشيء الآخر الذي يريده المشترون هو بناء حمام خاص بهم في الجناح الرئيسي. وتهدف تلك الترتيبات إلى عدم إزعاج أي من الزوجين للطرف الآخر في حال استيقاظه مبكرا أو ذهابه للنوم متأخرا، لكي يتجنب الطرفان المشاحنات».

وفيما يتعلق بالرغبة في تجنب الانفصال، لا يبدو الأزواج شديدو الثراء مختلفين بدرجة كبيرة عن العائلات العادية. وعلى الرغم من ذلك، فإنه عندما يتعلق الأمر بنمط الحياة، يبدون مختلفين تماما. ويقول باري «من المحتمل أن يمتلك من يشترون هذا المنزل أربعة أو خمسة عقارات أخرى». ويضيف: «سوف يمتلكون شاليها للتزلج في جبال الألب أو منزلا لقضاء الإجازات مطلا على البحر المتوسط أو جزر الكاريبي أو شقة في نيويورك أو باريس (أو ربما يمتلكون الاثنين معا)، إضافة إلى شقة مساحتها أصغر في لندن. أما إذا كانوا من الشرق الأقصى، فسيملكون عقاراتهم الخاصة في سنغافورة وهونغ كونغ، بل وربما في كوالالمبور أيضا».

كل هذا يدفع لتساؤلين، أولا: كم عدد مثل هؤلاء الأفراد على وجه التحديد الذين لديهم القدرة على شراء مثل هذا المسكن؟، وثانيا: كيف يمكن للوكالات الوصول إليهم، مع العلم بأن إعلانا صغيرا في جريدة محلية ربما لا يفي بالمهمة؟

يقول باري من وكالة نايت فرانك «من حيث الأرقام، نحن لا نستهدف سوقا كبرى». ويضيف: «من بين عشرة ملايين صفقة عقارات تتم كل عام في لندن، ربما تكون هناك 100 صفقة فقط لعقارات من هذا المستوى. أما عن كيفية الوصول إلى المشترين المحتملين، فإننا نفضل بدء الترويج خارج السوق. وهذا يعني همسة في أذن مشتر محتمل هنا أو ترتيب مأدبة عشاء لمشترين أثرياء، وهناك جناح العقارات الخاص بالمزايدين في (كريستي) يعمل مع (نايت فرانك). وآخر وسيلة يمكن اللجوء إليها هي الاتصال بشكل مفاجئ بأحد الأثرياء العرب أو بملياردير روسي». أضاف «نحن لا نجري اتصالات بأشخاص يملكون رؤوس أموال ضخمة، بل نتصل بالأفراد الذين لهم تأثير عليهم. نحن نتحدث إلى مستشاري الأثرياء ومحاميهم والمستشارين القضائيين لأسرهم، ونبادر لإقناعهم بأن ما نقدمه لهم هو الشيء الحقيقي. إذا كان صاحب رأس المال أحد المشاهير أو أحد أفراد أسرة ذات سيادة، قد لا نلتقي بهم فعليا قبل يوم من إتمام عملية البيع. وبعيدا عن التجول عبر أنحاء المدينة لمعاينة العقارات بعد انتهاء عملهم، يقوم المشترون ذوو الشأن بإلقاء نظرة على العقارات في الأوقات المناسبة لهم».

وأضاف «أحيانا لا تتلقى اتصالا من مشتر مهم لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر، ثم فجأة تتلقى اتصالا هاتفيا من المشتري يخبرك فيه بأنه سيصل إلى المطار الساعة 2:15، على أن يكون في منطقة العقار الساعة 3:15 ويغادرها الساعة 3:45. ويعني هذا أن المكان الذي تقوم ببيعه يجب أن يبدو في أفضل صورة على الدوام، وفي (كورنويل تراس)، يأخذون هذه المهمة على عاتقهم. فيتم تبديل الأرضيات الرخام بالعقارين رقم 6 و11، ويتم تغيير الزهور أسبوعيا، كما تتم إزالة آثار الأصابع كل ساعة من على المرايا يوميا».

وعلى رأس هذه الأعمال، تأتي ضرورة إبقاء الأجهزة المزودة بشاشات تعمل باللمس في حالة عمل مثالية، على نحو يسمح بارتفاع شاشات التلفزيون من دون صوت من البوفيهات وبإغلاق أبواب المرأب المضادة للرصاص بإحكام.

وهذا النظام الآلي للتحكم غاية في التعقيد، حيث يمكن للمستخدم أن يضغط على زر على الجانب الآخر من العالم وتشغل حماما هنا. ويضيف: «أما عن نظامي الأمن والدخول فيمكن للمشتري أن يمتلك خاصية التحكم البيومتري والتعرف على شبكية العين، حسب الاختيار». ويفسر هذا الصناديق التي في حجم حقائب السفر التي تضم دليل التعليمات المنزلي الخاص بـ«كورنويل تراس»، وهو مجلد سينصح بلا شك فريق العمل المنزلي المؤلف من نحو 6 أفراد المفترض أنه سيعيش في هذا العقار بقراءته. بل إن هناك منازل منفصلة مخصصة للفريق المساعد لصاحب المنزل، وهي متضمنة في سعر العقار.