مانشستر سيتي يفوز بالدوري الإنجليزي.. والعقارات القريبة من ملعبه مرشحة لمكاسب أخرى

أسعار المساكن القريبة من ملعب «الاتحاد» قفزت 350% خلال 10 سنوات

TT

فاز نادي مانشستر سيتي بالدوري الإنجليزي الممتاز لهذا الموسم يوم الأحد الماضي بطريقة دراماتيكية بعد أن خطف الفوز بعد أن قلب تأخره أمام ضيفه كويز بارك رانجرس بهدفين لهدف واحد إلى فوز في آخر دقيقة من آخر مباراة في الموسم بثلاثة أهداف لهدفين، ليخطف مانشستر سيتي الفوز واللقب من غريمه وجاره اللدود مانشستر يونايتد، الذي كان يعتقد أنه ماض للفوز باللقب بعد أن أنهى المباراة فائزا في ملعب نادي ساندرلاند «ستاديوم أوف لايت».

عمت الفرحة ملعب مانشستر سيتي الملقب بملعب «الاتحاد»، وستعم الفرحة بالتأكيد أصحاب المساكن القريبة من الملعب، وحتى ربما لو كانوا من غير أنصار مانشستر سيتي، وحتى ربما أنصار غريمه اللدود مانشستر يونايتد. فمن شأن فوز مانشستر ليس زيادة شهرة نادي مدينة مانشستر «الأزرق»، وبالتالي زيادة قيمة المساكن القريبة من ملعب النادي، والتي كانت قد حققت في السنوات العشر الماضية زيادة قياسية. وبحسب مسح لبنك «هاليفاكس» البريطاني فإن المساكن القريبة من ملعب «الاتحاد»، وهو ملعب نادي مانشستر سيتي في مدينة مانشستر، احتل أعلى معدلات ارتفاع أسعار المساكن بقفزة قياسية بلغت 350 في المائة خلال الـ10 سنوات الماضية.

والنادي الإنجليزي العريق مملوك للشيخ منصور بن زايد آل نهيان. وقد تم إطلاق اسم شركة «طيران الاتحاد» الإماراتية على اسم ملعب النادي بموجب صفقة بين الشركة الإماراتية والنادي الإنجليزي قيمتها نحو 120 مليون جنيه إسترليني (نحو 191 مليون دولار) تمتد لـ10 سنوات. وتقوم الشركة الإماراتية أيضا برعاية قميص النادي.

وبعد أن تعرض إلى الأفول لعقود طويلة، وأصبح ظلا لنادي المدينة الآخر الأشهر إنجليزيا وأوروبيا وعالميا مانشستر يونايتد، عاد نجم نادي مانشستر سيتي إلى البزوغ، بعد أن قام بشرائه الملياردير الإماراتي وأصبح فريقا له كلمته، ومنافسا عنيدا في الدوري الإنجليزي الممتاز وخطف لقب الدوري الإنجليزي الممتاز من غريمه التقليدي مانشستر يونايتد.

وقد ضخ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان ملايين الدولارات في نادي مانشستر سيتي، واستقدم النادي مجموعة من ألمع نجوم كرة القدم، من بينهم لاعب آرسنال الإنجليزي، الدولي الفرنسي (الجزائري الأصل) سمير نصري.

وإذا كانت الملايين التي أنفقها الشيخ منصور بن زايد آل نهيان قد أسهمت في القفزة التي يحققها مانشستر سيتي، المرشح بقوة للمنافسة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، فإن ملايين أخرى هي في الحقيقة التي أسهمت في القفزة التي سجلتها أسعار المساكن القريبة من ملعب مانشستر سيتي، وهي الملايين التي أنفقتها الحكومة البريطانية والمجلس المحلي لتطوير المنطقة القريبة من ملعب «الاتحاد»، والتي أسهمت في ارتفاع الإقبال على المساكن الرخيصة فيها، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار بنسبة 350 في المائة خلال الـ10 سنوات الأخيرة، مما جعل متوسط سعر المنزل في المنطقة يصل إلى 91 ألف جنيه إسترليني.

وهذا السعر يبقى رخيصا جدا مقارنة بمتوسط أسعار المنازل القريبة من ملعب «الإمارات» التابع لنادي آرسنال بشمال لندن، والمقدر بـ540 ألف جنيه إسترليني. وقد قفزت أسعار المنازل القريبة من الملعب بنسبة 102 في المائة خلال الـ10 سنوات الأخيرة. وافتتح الملعب في يوليو (تموز) 2006، بسعة قدرها 60432 متفرجا، مما يجعله ثاني أكبر ملعب في الدوري الإنجليزي الممتاز بعد ملعب «أولد ترافورد» الخاص بنادي مانشستر يونايتد، الذي تصل سعته إلى 74 ألف متفرج.

وكانت شركة «طيران الإمارات» اتفقت مع نادي آرسنال في 2004 على إطلاق اسم «الإمارات» على الملعب الجديد لمدة 15 عاما على الأقل في صفقة قيمتها 100 مليون جنيه إسترليني، وتشمل الصفقة أيضا عرض اسم الإمارات على قمصان اللاعبين لمدة 8 أعوام، بداية من موسم 2006 - 2007.

وكان آرسنال قرر الانتقال من ملعبه القديم «هايبري» غير البعيد عن ملعبه الجديد والأوسع «الإمارات» في 2006. وقرر تحويل الملعب القديم إلى مشروع عقاري يتضمن شققا من مختلف المساحات، وقد شهد المشروع إقبالا كبيرا عليه، شمل لاعبين في نادي آرسنال، الذين قاموا بشراء شقق في مشروع الملعب القديم، ومن بينهم الفرنسيان تيري هنري، وروبرت بيريس. ونفدت الشقق المعروضة للبيع في وقت قياسي، وبيعت بأسعار قياسية أيضا، بل وحتى مبالغ فيها.

وقد كان لمشروع «هايبري» العقاري مفعول كبير، سواء على الشقق المطورة داخله أو المنطقة المحيطة به، حيث بيعت مؤخرا شقة من 3 غرف في «هايبري» بنحو مليون جنيه إسترليني. وإذا كانت أسعار المساكن القريبة من ملعبي آرسنال، الجديد «الإمارات» والقديم «هايبري»، في شمال لندن تفوق بمعدلات كبيرة أسعار المساكن القريبة من ملعب «الاتحاد» التابع لمانشستر سيتي وحتى ملعب «أولد ترافورد» التابع لمانشستر يونايتد بسبب فروق الأسعار المعروفة بين العاصمة لندن ومدينة مانشستر، فإن أسعار المساكن في ملعبي آرسنال، الجديد والقديم، في شمال لندن، تبقى أرخص من المساكن القريبة من ملعبي الجارين «ستانفورد بريدج» التابع لنادي تشيلسي (المملوك للملياردير الروسي رومان أبراموفيتش) و«كرافان كوتج» التابع لنادي فولهام (المملوك للثري المصري محمد الفايد)، في غرب لندن، حيث قفزت أسعارها بنسبة 116 في المائة خلال العشر سنوات الأخيرة، ليبلغ متوسط سعر المسكن حول الملعبين 768 ألف جنيه إسترليني.

ومن ملاعب الدوري الإنجليزي الممتاز التي شهدت أسعار المساكن القريبة منها ارتفاعات قياسية ملعب الضوء «ستاديوم أوف لايت»، التابع لنادي ساندرلاند، حيث ارتفعت أسعار المنازل القريبة منه بنسبة 159 في المائة خلال الـ10 سنوات الأخيرة، مما رفع متوسط سعر المساكن في المنطقة ليصل إلى 98 ألف جنيه إسترليني.