ماذا تشتري ؟ 7.8 مليون دولار ثمنا لأشهر قلعة في البرتغال

TT

إذا كان لديك بضعة ملايين من الدولارات، وكنت من أشد المعجبين بالسينما، خاصة بأفلام من نوعية «شفرة دافنشي» و«ملائكة وشياطين»، فعليك بالتفكير في الاستثمار في بعض المشاريع العقارية الرئيسية في منطقة دوردوني بفرنسا، حيث أشارت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية إلى أن قلعة فرسان المعبد الشهيرة في فرنسا معروضة للبيع مقابل 7.8 مليون دولار. وتعود هذه القلعة إلى القرن الثاني عشر الميلادي، وكانت ذات مرة مقرا لجيش فرسان المعبد الذي تسبب في كثير من الدمار لسكان المنطقة، وجلب الشهرة والمال للكاتب دان براون في القرن الحادي والعشرين.

وتحول كتاب براون إلى أفلام شهيرة في هوليود، وجسد الممثل العالمي توم هانكس دور المفكر روبرت لانجدون، وهو ما أثار جدلا واسعا. ويقال إن القلعة مليئة بمجموعة من الرموز التي تعود للقرون الوسطي والأشياء الغريبة التي يتصادف وجودها بشكل غريب في هذه القلعة، علاوة على وجود كنيسة صغيرة ومواقد ضخمة ونوافذ ملونة وحجرة كبيرة للفرسان. ولا تزال الأجزاء الثانوية للمبنى، مثل مخزن الأغذية والروافد الخشبية والتفاصيل المنحوتة على الخشب يدويا، لا تزال جميعها سليمة على الرغم من مرور كل هذه السنوات.

ويتم التعامل مع مسألة بيع العقار مع شركة «لا بيرلا إنترناشيونال ليفينج». ويقول بيتر بومانز، وهو مدير المبيعات بالشركة: «تمثل هذه القلعة فرصة ثمينة لإعادة البناء والتطوير، حيث يمكن تحويلها إلى فندق فاخر، علاوة على أن القيمة التاريخية للمكان سوف تعطيه أهمية قصوى وسحرا كبيرا. وتم بالفعل إعادة تجديد جزء كبير من القلعة، ولكن وجود هذه المساحة الشاسعة والملحقات المتعددة يجعل من هذه القلعة بمثابة فرصة ثمينة لإقامة مشروع عظيم في منطقة دوردوني».

وتم بناء دير المسيح وقلعة فرسان المعبد في تومار بوسط البرتغال في عام 1160، بناء على تعليمات من غولديم دي بايس، قائد فرسان المعبد الإقليمي، أما الأرض المقام عليها الدير والقلعة فتم منحها لفرسان المعبد من قبل دوم أفونسو هينريكيس، وهو أول ملك للبرتغال.

وتم بناء القلعة في موقع استراتيجي على تلة مرتفعة فوق نهر التاج، ولذا تتمتع القلعة بجدار خارجي دفاعي، علاوة على أنها محصنة بشكل جيد من الداخل. وتعد قلعة تومار جزءا من النظام الدفاعي الذي أقامه حراس المعبد لتأمين حدود مملكة البرتغال التي تمت إقامتها حديثا ضد عرب الأندلس. وبفضل هذا النظام الدفاعي، كانت قلعة تومار قادرة على مقاومة الهجمات التي يشنها الخليفة أبو يوسف المنصور في عام 1190. وكان المنصور قد استولى على بعض المعاقل البرتغالية بالفعل في الجنوب. وهناك لوحة تذكارية لهذا العمل بالقرب من مدخل كنيسة القلعة.

وأصبحت قلعة تومار هي المقر الرئيسي لفرسان المعبد بعد الانتهاء من تشييدها بوقت ليس بالطويل. وعندما تم تفكيك فرسان المعبد من قبل البابا كليمنت الخامس، دخل الحاكم البرتغالي دوم دينيس في مفاوضات لتأمين أصول القلعة وقاتل من أجل الاعتراف بالجيش الجديد المعروف باسم جيش المسيح. وبفضل تدخل دوم دينيس، أصبحت قلعة حراس المعبد ودير المسيح المقر الدائم لجيش المسيح في عام 1357.

وقد تم الانتهاء من الكنيسة ذات الثمانية أضلاع (المدورة) في قلعة تومار خلال النصف الثاني من القرن الثاني عشر، ويقال إنه قد تم بناؤها على الطراز المعماري لمسجد قبة الصخرة في فلسطين.

وتضم الكنيسة ثمانية أعمدة حجرية كبيرة، وهو ما يتيح للفرسان الصلاة وهم يمتطون ظهور الخيل. وكان من بين أهم قادة جيش المسيح الأمير هنري البحار الذي أمر ببناء «مقبرة الدير» و«ديل التغسيل»، فضلا عن القيام بتحسينات في مدينة تومار نفسها.