«العيد» ينعش تأجير العقارات الترفيهية ويرفع أسعارها في السعودية

معظمها حجزت بالكامل قبل العيد بأيام

تشهد الشاليهات والاستراحات في السعودية موجة عالية من الإقبال نتيجة محدودية أماكن الترفيه وارتفاع درجات الحرارة
TT

انتعاش كبير يشهده قطاع تأجير العقارات الترفيهية في العاصمة السعودية بسبب حلول أيام عيد الفطر، حيث بدأ الحجز عليها مبكرا قبل حلول العيد بأيام، وذلك لضمان الحصول على مطرح مناسب لقضاء العيد فيه، الأمر الذي دفعها إلى رفع الأسعار إلى ما يزيد على النصف، إضافة إلى تشغيل جميع الطاقات المتاحة للظفر بالموسم، باعتباره الموسم الأول في تحقيق الأرباح، في ظل محدودية الأماكن الترفيهية المتوفرة محليا.

وتشمل هذه العقارات الشاليهات الترفيهية، والمباني الترويحية، وتسمى محليا بـ«الاستراحات» وهي عبارة عن مبان تحتوي على مسطحات خضراء ومسابح المائية، وتكون عادة ذات خصوصية كاملة لعائلات بمفردها دون الاختلاط مع غيرهم، وبلغت نسبة تشغيل هذا النوع من العقار إلى نحو 100 في المائة، خصوصا في ظل ارتفاع درجات الحرارة في الرياض، الأمر الذي ساعد وبشكل مباشر على اللجوء إلى تلك المواقع الترفيهية.

أحمد هلال الذي يعمل في إدارة سلسلة شاليهات متخصصة بالتأجير اليومي، أكد أن الوضع في العيد يكون مختلفا تماما عن غيره من المواسم الأخرى، نظرا إلى محدودية أيام العيد، ولزيادة الطلب الذي يفوق العرض بأضعاف مضاعفة، فيكون هو المتحكم في وضع الأسعار التي تقفز إلى مستويات كبيرة، خلال هذه الأيام، الأمر الذي لم يثنِ العملاء عن الاستئجار، بل إن الحجز المسبق قبل العيد بأيام مهم للحصول على شاليه مناسب.

وأضاف: «نمتلك ما يزيد عن 22 وحدة سكنية ترفيهية (شاليه) مجهزة بتجهيزات مختلفة وبأسعار متفاوتة، تبدأ من 1200 ريال (320 دولارا) للأصغر، وتنتهي بـ4800 ريال (1280 دولارا) بالنسبة للجناح الملكي، إلا أن آخر شاليه شاغر تم حجزه قبل حلول يوم العيد بأربعة أيام، على الرغم من عدم إعلانهم أو تسويقهم له»، لافتا إلى أن حرارة الطقس ساهمت وبشكل فعال في اللجوء إليهم، خصوصا أن أيام العيد من أهم المناسبات التي تحرص فيه العائلة السعودية على الخروج من المنزل وقصد المزارات السياحية.

يشار إلى أنه لعدم وجود مسطحات مائية طبيعية في الرياض، فقد ساهمت هذه التركيبة الجغرافية الصحراوية على ضرورة إيجاد مسطحات مائية صناعية، التي بدورها ضغطت على الأسعار نحو الارتفاع، نتيجة تكلفتها المرتفعة، بحسب تأكيدات عدد من أصحاب الشاليهات.

وفي ذات السياق، كشف راشد الحماد الذي يمتلك كثيرا من الاستراحات، أنه، وقبيل دخول شهر رمضان المبارك، وهي الفترة التي تعتبر من أقل الفترات التي يخرج فيها الناس إلى التنزه، فإنهم يستغلونها لعمل صيانة عامة استعدادا للعيد والفترة التي تليه، لذلك تجد أن معظم الاستراحات تتغير بعد العيد، باعتبارها فترة للتجديد، ملمحا إلى أن هناك ارتفاعا خاصا في الأسعار في فترة العيد لا يقل عن النصف في أحسن الأحوال.

تجدر الإشارة إلى أن تسعيرة الاستراحات في السعودية بشكل عام، يتم تحديدها عن طريق المالك، ولا توجد أي جهة حكوميه تتبنى تحديد الأسعار ومراقبتها منعا للاستغلال، لذلك تجد أن للمواسم أسعارا خاصة تكون غالبا ذات قيمه مبالغ فيها، ويكون رأي العميل فيها القبول بالاستئجار أو الرفض والبحث عن غيرها، على الرغم من تشابه أسعارها إلى حد كبير.

وعن أسعار الاستراحات في العيد، أوضح الحماد أنها تختلف باختلاف منطقتها أولا، وبحسب حجمها وتجهيزاتها، مبينا أن بعض الاستراحات تكون ذات تكاليف باهظة تصل إلى ملايين الريالات، تتميز بفخامتها ومساحتها الشاسعة وتجهيزاتها الحديثة، لافتا إلى أن بعضها تكون استراحات ذكية، تنفرد عن غيرها بإدخال التكنولوجيا والتقنية عليها لخدمه كبار العملاء، إلا أنها تبدأ على العموم من مبلغ 800 ريال (214 دولارا)، لتصل إلى 15 ألف ريال (4 آلاف دولار) في اليوم الواحد أو خلال فترة عطلة العيد، وهناك حالات شاذة، إلا أن هذه الأرقام تعتبر متوسطة بشكل عام.

يذكر أن السعوديين يفضلون الخروج إلى مثل هذه النوعية من المتنزهات، لتميزها بالخصوصية الكاملة التي توفرها، مقارنة بالمتنزهات العامة أو المختلطة، التي تجمع العائلات جميعها في مكان واحد، إلا أن العادات والتقاليد كان لها أثر كبير في إنجاح هذه النوعية من العقارات الترفيهية الخاصة، التي تحرص على الخصوصية قبل كل شيء.

ومن جهة أخرى، برر ناصر الضعيان المستثمر في قطاع الترفيهي، الأسعار الموضوعة خلال عيد الفطر على الاستراحات، إذ أكد أن التكاليف العامة ارتفعت بشكل كبير، وأنهم، ومع حلول شهر الصيام، صاموا أيضا عن تحقيق الأرباح، نتيجة عزوف العملاء، إلا أن أيام العيد ما هي إلا بداية لتحقيق الأرباح.

وبين الضعيان أن الأسعار بشكل عام معقولة بدليل إتمام تأجير معظم الشاليهات والاستراحات قبل العيد بأيام، لافتا إلى أن معظم العملاء لا يفكرون في الارتفاع الحاصل، نظرا لأنها من المناسبات السنوية القليلة التي تجمع أبناء العائلة في زمان ومكان واحد.

يذكر أن العاصمة السعودية تحتضن كثيرا من المخططات والأحياء المخصصة للشاليهات والاستراحات، أغلاها تلك الواقعة على طريق الدمام والمتجه نحو الشرق، تليها استراحات شرق الرياض المتخصصة في المناسبات، ومن ثم مناطق جنوب الرياض، وانتهاء بالمزاحمية التي تتميز بالمنتجعات ذات المساحة الواسعة الواقعة قريبا من حدود العاصمة الرياض.

وزاد الضعيان أن متطلبات العناية بالمنشأة الترفيهية مكلف للغاية، مثل مبالغ الاهتمام بالمسطحات الخضراء، التي تحتاج إلى عناية خاصة في ظل الطقس الحار، إضافة إلى ضرورة تجديد المياه بالنسبة للمسطحات المائية، من فترة لأخرى، وهي عمليه باهظة السعر، مرورا بارتفاع أجور العمالة والأثاث الذي يجب تبديله من فترة إلى أخرى، موضحا أن هذه الأيام تشهد تشغيل جميع القطاعات الترفيهية طاقاتها الممكنة للاستفادة الكاملة من عيد الفطر المبارك.

ويتراوح العائد المتوسط على هذا النوع من العقارات ما بين 10 إلى 15 في المائة سنويا، وشهد خلال فترة ماضية ازديادا في الاستثمار، وينتظر أن يشهد حركة واسعة خلال الأشهر المقبلة، مع اعتدال الجو وانخفاض دراجات الحرارة.

إلى ذلك، تشهد الاستراحات أو الشاليهات في المنطقة الشرقية نموا خلال الفترة المقبلة، خاصة مع دخول موسم الزواج بعد شهر رمضان، وهو ما قد يسهم في انتعاش حركة هذا النوع من خلال تأجيره لإقامة مثل هذه المناسبات، إضافة إلى نزوح كثير من أهالي المدن القريبة من مدن المنطقة الرئيسية الثلاث - الدمام والخبر والظهران - للاستفادة من الخدمات التي تقدمها تلك المدن من مهرجانات للعيد ومناسبات مختلفة.

وقال محمد القحطاني الخبير العقاري في المنطقة الشرقية إن الاستراحات أو الشاليهات تشهد تداولات واسعة خلال فترة العيد، وهو ما يسهم في انتعاش القطاع خلال الفترة المقبلة، خاصة مع توقف أغلب الأجهزة الحكومية وشركات القطاع الخاص لفترة تصل إلى أسبوع، يسعى فيها الكثير من التمتع عبر المناسبات العائلية.

وأضاف القحطاني أن المنطقة الشرقية تشهد إقبالا كبيرا من مدن قريبة في المنطقة كالجبيل والهفوف وغيرها، إضافة إلى الزوار الأكثر عدد المقبلين من العاصمة الرياض، وهو ما يجعل تلك الوحدات مطلوبة بشكل كبير خلال الفترة الحالية، إضافة إلى أن أسعارها ترتفع نتيجة الطلب الكبير.