المساكن المحيطة بملاعب الدوري الإنجليزي «تسجل» ارتفاعات «ممتازة»

أسعارها قفزت بمعدلات قياسية وصلت إلى 271% خلال السنوات العشر الماضية

جانب من ملعب «الاتحاد» لنادي مانشستر سيتي الذي احتل أعلى معدلات ارتفاع أسعار المساكن بقفزة قياسية بلغت 271% خلال السنوات الـ10 الماضية
TT

عاد الدوري الإنجليزي الممتاز للنشاط لهذا الموسم 2012 - 21013، وبقدر ما خطفت نتائجه وأخبار تنقلات لاعبيه العناوين، فإن أسعار المساكن القريبة من النوادي التي تلعب فيه خطفت هي الأخرى العناوين، حيث أظهرت دراسة أخيرة أن أسعار المساكن القريبة من ملاعب نوادي الدوري الإنجليزي الممتاز سجلت أعلى معدلات ارتفاع في إنجلترا وويلز.

وأظهرت الدراسة التي أعدها بنك «هاليفاكس» البريطاني أن المساكن القريبة من العشرين ناديا، التي تلعب في الدوري الإنجليزي الممتاز ارتفعت بمعدلات أسرع من معدل ارتفاع أسعار المساكن في بريطانيا، حيث زادت أسعار المساكن القريبة من النوادي التي تلعب في الدوري الإنجليزي الممتاز بما مجموعه 137 في المائة، أي بما يعادل 404 جنيهات إسترلينية أسبوعيا منذ 2002، أو بمتوسط سعر يصل 210 آلاف جنيه إسترليني في السنوات العشر الأخيرة مقارنة بارتفاعات بـ90 في المائة في باقي المساكن.وبحسب مسح لبنك «هاليفاكس» البريطاني، فإن المساكن القريبة من ملعب «الاتحاد»، وهو ملعب حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز نادي مانشستر سيتي في مدينة مانشستر، احتلت أعلى معدلات ارتفاع أسعار المساكن بقفزة قياسية بلغت 271 في المائة خلال السنوات العشر الماضية.

والنادي الإنجليزي العريق مملوك للشيخ منصور بن زايد آل نهيان. وقد تم إطلاق اسم شركة «طيران الاتحاد» الإماراتية على اسم ملعب النادي بموجب صفقة بين الشركة الإماراتية والنادي الإنجليزي قيمتها نحو 120 مليون جنيه إسترليني (نحو 191 مليون دولار) تمتد لـ10 سنوات. وتقوم الشركة الإماراتية أيضا برعاية قميص النادي.

وبعد أن تعرض للأفول لعقود طويلة، وأصبح ظلا لنادي المدينة الآخر الأشهر إنجليزيا وأوروبيا وعالميا مانشستر يونايتد، عاد نجم نادي مانشستر سيتي إلى البزوغ، بعد أن قام بشرائه الملياردير الإماراتي وأصبح فريقا له كلمته، ومنافسا عنيدا في الدوري الإنجليزي الممتاز وخطف، في الموسم الماضي، لقب الدوري الإنجليزي الممتاز من غريمه التقليدي مانشستر يونايتد. وقد ضخ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان ملايين الدولارات في نادي مانشستر سيتي، واستقدم النادي مجموعة من ألمع نجوم كرة القدم، من بينهم لاعب آرسنال الإنجليزي، الدولي الفرنسي (الجزائري الأصل) سمير نصري.

وإذا كانت الملايين التي أنفقها الشيخ منصور بن زايد آل نهيان قد أسهمت في القفزة التي يحققها مانشستر سيتي، المرشح بقوة للحفاظ على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، فإن ملايين أخرى هي في الحقيقة التي أسهمت في القفزة التي سجلتها أسعار المساكن القريبة من ملعب مانشستر سيتي، وهي الملايين التي أنفقتها الحكومة البريطانية والمجلس المحلي لتطوير المنطقة القريبة من ملعب «الاتحاد»، التي أسهمت في ارتفاع الإقبال على المساكن الرخيصة فيها، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار بنسبة 350 في المائة خلال الـ10 سنوات الأخيرة، مما جعل متوسط سعر المنزل في المنطقة يصل إلى 91 ألف جنيه إسترليني.

وهذا السعر يبقى رخيصا جدا مقارنة بمتوسط أسعار المنازل القريبة من ملعب «الإمارات» التابع لنادي آرسنال بشمال لندن، والمقدر بـ540 ألف جنيه إسترليني. وقد قفزت أسعار المنازل القريبة من الملعب بنسبة 90 في المائة خلال الـ10 سنوات الأخيرة. وافتتح الملعب في يوليو (تموز) 2006، بسعة قدرها 60432 متفرجا، مما يجعله ثاني أكبر ملعب في الدوري الإنجليزي الممتاز بعد ملعب «أولد ترافورد» الخاص بنادي مانشستر يونايتد، الذي تصل سعته إلى 74 ألف متفرج.

وكانت شركة «طيران الإمارات» اتفقت مع نادي آرسنال في 2004 على إطلاق اسم «الإمارات» على الملعب الجديد لمدة 15 عاما على الأقل في صفقة قيمتها 100 مليون جنيه إسترليني، وتشمل الصفقة أيضا عرض اسم «الإمارات» على قمصان اللاعبين لمدة 8 أعوام، بداية من موسم 2006 - 2007.

وكان آرسنال قرر الانتقال من ملعبه القديم «هايبري» غير البعيد عن ملعبه الجديد والأوسع «الإمارات» في 2006. وقرر تحويل الملعب القديم إلى مشروع عقاري يتضمن شققا من مختلف المساحات، وقد شهد المشروع إقبالا كبيرا عليه، شمل لاعبين في نادي آرسنال، الذين قاموا بشراء شقق في مشروع الملعب القديم، ومن بينهم الفرنسيان تييري هنري، وروبرت بيريس. ونفدت الشقق المعروضة للبيع في وقت قياسي، وبيعت بأسعار قياسية أيضا، بل وحتى مبالغ فيها. وقد كان لمشروع «هايبري» العقاري مفعول كبير، سواء على الشقق المطورة داخله أو المنطقة المحيطة به، حيث بيعت مؤخرا شقة من 3 غرف في «هايبري» بنحو مليون جنيه إسترليني. وإذا كانت أسعار المساكن القريبة من ملعبي آرسنال، الجديد «الإمارات» والقديم «هايبري»، في شمال لندن تفوق بمعدلات كبيرة أسعار المساكن القريبة من ملعب «الاتحاد» التابع لمانشستر سيتي وحتى ملعب «أولد ترافورد» التابع لمانشستر يونايتد (ارتفعت أسعار المساكن قربه بـ154 في المائة خلال السنوات العشر الماضية بمعدل بلغ 155 ألف جنيه إسترليني) بسبب فروق الأسعار المعروفة بين العاصمة لندن ومدينة مانشستر، فإن أسعار المساكن في محيط ملعبي آرسنال، الجديد والقديم، في شمال لندن، تبقى أرخص من المساكن القريبة من ملعبي الجارين «ستانفورد بريدج» التابع لنادي تشيلسي (المملوك للملياردير الروسي رومان أبراموفيتش) و«كرافان كوتج» التابع لنادي فولهام (المملوك للثري المصري محمد الفايد)، في غرب لندن، حيث قفزت أسعارها بنسبة 100 في المائة خلال السنوات العشر الأخيرة، ليبلغ متوسط سعر المسكن حول الملعبين 750 ألف جنيه إسترليني.

ومن ملاعب الدوري الإنجليزي الممتاز التي شهدت أسعار المساكن القريبة منها ارتفاعات قياسية، واحتل المرتبة الثانية في الارتفاعات القياسية بعد ملعب «الاتحاد» لمانشيستر سيتي، ملعب «فيلا بارك» التابع لنادي آستون فيلا، الذي ارتفعت أسعار المساكن القريبة منه بـ126 في المائة، لتبلغ 98 ألف جنيه إسترليني. واحتل ملعب الضوء «ستاديوم أوف لايت»، التابع لنادي ساندرلاند، المرتبة الثالثة، حيث ارتفعت أسعار المنازل القريبة منه بنسبة 125 في المائة خلال الـ10 سنوات الأخيرة، مما رفع متوسط سعر المساكن في المنطقة ليصل إلى 92 ألف جنيه إسترليني.

وسجلت أسعار المساكن القريبة من ملعب «ذا ليبرتي» التابع للصاعد الجديد الموسم الماضي فقط للدوري الإنجليزي الممتاز نادي مدينة سوانزي، الواقعة في مقاطعة ويلز، قفزة معتبرة، حيث احتلت المرتبة الرابعة في الارتفاعات القياسية بنسبة بلغت 115 في المائة خلال العشر سنوات الماضية، وبمتوسط سعر بلغ 114 ألف جنيه إسترليني.

وفي المقابل، سجلت المساكن القريبة من ملعب نادي نيوكاسيل، الاستثناء الوحيد، حيث سجلت تراجعا بنسبة 7 في المائة خلال السنوات العشر الماضية.

واللافت أنه حتى وإن سجلت أسعار المساكن القريبة من ملعبي ناديي مدينة ليفربول، نادي ليفربول ونادي إيفرتون، اللذين احتلا المرتبة السادسة في الارتفاعات بنسبة زيادة بلغت 103 في المائة، فإن أسعار المساكن حول ملعبي الناديين العريقين تبقى منخفضة جدا مقارنة بالنوادي الأخرى؛ إذ تصل إلى 63 ألف جنيه إسترليني فقط. وهو مبلغ منخفض جدا إذا قارناه مثلا بمكانة ناد مثل ليفربول، الذي له شهرة عالمية، ويعتبر أكثر الأندية الإنجليزية تتويجا محليا وأوروبيا بثمانية عشر لقبا في الدوري الإنجليزي الممتاز، وخمسة ألقاب في رابطة أبطال أوروبا. ويرجع تواضع أسعار المساكن في مدينة ليفربول إلى الوضعية الاقتصادية الهشة للمدينة، التي لا تتوفر على نشاط اقتصادي واستثماري جذاب وقوي ينعكس على أسعار المساكن فيها مقارنة بالعاصمة لندن مثلا، التي لم يعد بالإمكان إيجاد شقة محترمة فيها، حتى في ضواحيها، فما بالك بوسطها، بمبلغ 200 ألف جنيه إسترليني.