مستثمرو العقارات الشرق أوسطيون يفضلون نيويورك على غيرها من المدن الأميركية

بسبب نسبة الإشغال العالية

TT

أكد تقرير عقاري متخصص، أن مدينة نيويورك الأميركية لا تزال تتمتع بنفس الزخم والازدهار اللذين أكسباها شهرتها، وهي مهيأة لإتاحة عوائد قوية لمستثمري منطقة الشرق الأوسط خلال السنوات المقبلة، على اعتبار أنها إحدى أقل المدن في معدلات نزع الملكية على نطاق الولايات المتحدة الأميركية، حيث تصل نسبته إلى 0.003 في المائة، كما تصل نسبة الوحدات الإيجارية الشاغرة إلى أقل من 1 في المائة.

في حين يشير التقرير إلى أن سان فرانسيسكو في ولاية كاليفورنيا الأميركية تتألق مدعومة في ذلك بحالة من النجاح والتفاؤل، إذ ارتفع مؤشر السوق العقارية إلى نحو 3.9 في المائة بين شهري أبريل (نيسان) ومايو (أيار) خلال هذا العام، وذلك وفقا لمؤشر «ستاندرد آند بورز/ كيس شيلر لأسعار المنازل»، نتيجة للنقص الحاد في المعروض من الوحدات السكنية بشكل أكبر عما هو عليه الوضع في نيويورك.

وتفخر سان فرانسيسكو هي الأخرى بأنها إحدى أقل المدن في معدلات نزع الملكية على نطاق الولايات المتحدة ككل، حيث تصل إلى 0.006 في المائة، كما أن الوحدات الإيجارية الشاغرة تصل نسبتها إلى أقل من 1 في المائة، ومن جهة أخرى، لا تبدو جارتها لوس أنجليس تتمتع بنفس القدر من الازدهار، مثلما هو الحال في سان فرانسيسكو، وعلى الرغم من ذلك، فقد بدا معدل الوحدات الإيجارية الشاغرة هي الأخرى منخفضا، حيث وصل إلى 4.2 في المائة، وهو ما أعطى مؤشرا عادلا على الأمد الطويل بالنسبة للعوائد المتحصلة من الاستثمارات العقارية.

ويشير تقرير «آي بي غلوبال» (IP Global)، المتخصصة في الاستثمارات العقارية في الأسواق الناشئة إلى أن الوضع في مدن ديترويت وميامي ولا فيغاس يتسم بالهبوط، حيث تعاني مصانع تصنيع السيارات في ديترويت من صعوبات اقتصادية من جميع الجوانب على الرغم من الارتفاع الذي دب في أوصال صناعة المحركات في الولايات المتحدة، إضافة إلى أن معدلات نزع الملكية في ميامي تبدو مرتفعة، حيث وصلت النسبة 1 إلى 30، مما ضاعف من ذلك ارتفاع معدل البطالة وارتفاع معدلات الوحدات السكنية الشاغرة. وفي السياق ذاته، فإن لاس فيغاس التي تحظى بشهرة كبيرة ترزح حاليا تحت بعض الصعوبات، مع ارتفاع معدلات نزع الملكية في الدولة ككل.

وبحسب التقرير الذي ركز على المدن الأميركية فإن كندا تعتبر خيارا مغريا بديلا لأميركا الشمالية، حيث يصل معدل البطالة فيها إلى أقل من النصف مقارنة بالولايات المتحدة في حين تتصدر مدينة تورنتو المكانة الأولى، حيث تتمتع بمعدلات منخفضة جدا بالنسبة للوحدات الإيجارية الشاغرة، إضافة إلى قوة أسعار المنازل، والأفق الاقتصادي الرائع في المستقبل، خاصة إذا عرفنا أن نسبة الوحدات السكنية غير المؤجرة في المدينة وصلت نسبتها إلى 1.4 في المائة فقط خلال العام الماضي، ومما يعزز من كل ذلك قوة الاقتصاد الكندي، ورسملة مصارفها الجيدة، الأمر الذي يدعم من استمرار الاستقرار في سوق الوحدات العقارية فيها. ويقول تيم ميرفي، الرئيس التنفيذي لـ«آي بي غلوبال»: «إن الأساس الذي استند إليه دائما في اتخاذ القرارات الاستثمارية الصائبة يرتكز على الأبحاث والأرقام والمعطيات الدقيقة البعيدة كل البعد عن القرارات الانفعالية»، معتبرا أن من السهل أن نفترض أن مناطق الجذاب مثل ميامي ولوس أنجليس تعتبر خيارات استثمارية جيدة لأنها مدن عالمية نابضة بالحركة والنشاط ذات اقتصادات متنوعة، على الرغم أن تلك النظرة «لا تعتبر الخيار الأفضل للاستثمارات العقارية في الولايات المتحدة نظرا لأن كل ولاية تعتبر ذات طبيعة متفرّدة، وهو ما يتطلب قدرا من التمحيص الدقيق قبل الإقدام على أي خطوة»، لافتا إلى أنه من هنا تأتي أهمية تقرير «مقياس العقارات» الذي يعد ذا فائدة كبيرة، ويتيح إحصائيات تفصيلية تعتبر في أساسية ومحورية عند اتخاذ أي قرار استثماري جيد.

إلى ذلك، أعلنت «إنفستكورب»، المؤسسة المالية العالمية المتخصصة في توفير الاستثمارات البديلة وإدارتها بمختلف منتجاتها، يوم الاثنين الماضي عن قيامها بعملية استثمار في الدين وعمليتي شراء بقيمة 140 مليون دولار، استثمر من خلالها في 7 عقارات مكتبية عالية الجودة في أسواق أميركية، تفوق مساحتها الإجمالية 900 ألف قدم مربعة. وشملت عمليتا الاستحواذ 3 عقارات في مجمع مكاتب كيستون في منطقة رالي بولاية نورث كارولينا، وعقارا في مجمع مكاتب دوك بريدجز والذي يقع في منطقة فريسكو بولاية تكساس، وهي إحدى ضواحي مدينة دالاس. واستحوذت «إنفستكورب» كذلك على قرض ميزانين مضمون بعقارين مكتبيين يقعان في ضواحي مدينة ليكوود في منطقة دنفر بولاية كولورادو.

وتعكس هذه الصفقات التزام «إنفستكورب» بالاستثمار، سواء من خلال استثمارات الملكية أو الدين، في عقارات عالية الجودة تمتاز باستقرار مستوى الإشغال وبقربها من المراكز التجارية والاقتصادية. وتتمتع العقارات التي استحوذت عليها «إنفستكورب» بنسب إشغال تتجاوز 95 في المائة، وهي مؤجرة لأجل طويل بما فيهم المعهد الوطني للصحة في رالي؛ وشركة «أوراكل» في فريسكو؛ ومكتب بايكر هوستتلر للمحاماة في ليكوود.

وقال محمد الشروقي، رئيس منطقة الخليج لدى «إنفستكورب»: «يمتلك فريق الاستثمار العقاري في (إنفستكورب) سجلا حافلا، أثبت من خلاله قدرته على إيجاد أصول عالية الجودة في مناطق تتميز بنمو قوي ومتنوع على صعيدي الاقتصاد والعمالة، يفوق معدلات النمو الوطنية، مما يوفر تدفقات نقدية مستقرة ومجزية. وتظهر هذه المميزات بشكل جلي في هذه الصفقات الأخيرة».

وأضاف الشروقي: «تشهد العقارات المكتبية في الأسواق عالية النمو، والتي تمتلك محفزات قوية للطلب، انتعاشا متزايدا، ويمكن شراؤها بتقييمات أفضل من العقارات المماثلة في المدن الكبرى. وانطلاقا من نهجنا الاستثماري المستند إلى عنصر القيمة، نرى أيضا فرصا كبيرة في استثمارات الدين عالية الجودة والمدرة للعوائد، والتي يمكن الاستحواذ عليها أو هيكلتها مقابل أرباح مجزية».