«آيكيا» تكشف الجزء الأول من مدينة «البندقية الصغيرة» التي تبنيها في لندن

تقع قرب الحظيرة الأولمبية وتعتبر «خبطة» عقارية للشركة السويدية العملاقة

مجسم لمشروع «آيكيا» في شرق لندن
TT

كشفت شركة «آيكيا» (IKEA) العالمية المتخصصة في بيع الأثاث وتجهيزات المنازل عن الجزء الأول من مشروعها العقاري الضخم بقرب الحظيرة الأولمبية بشرق لندن، التي احتضنت الألعاب الأولمبية 2012. المشروع العقاري يقع بمنطقة «ستراند إيست»، ويمتد على مساحة 26 فدانا، وسيضم 1200 مسكن جديد ومكاتب على مساحة 480 ألف قدم مربعة، وفندقا من 350 غرفة بمنطقة ستراتفورد.

وكان مشروع الشركة السويدية العملاقة للتطوير العقاري هذا خطف الأضواء حتى قبل انطلاقه، وأطلق على المشروع اسم «البندقية الصغيرة»، لأنه سيتم تطويره جنب القناة المائية في المنطقة، وستكون هناك خدمة «تاكسي باخرة»، وقوارب عائمة للاستعمال مطاعم وأماكن للترفيه.

واللافت أن هذه المدينة الصغيرة التي تبنيها «آيكيا» لن تتوفر على متجر للشركة العالمية المتخصصة في بيع الأثاث وتجهيزات المنازل.

وقد كان عمدة لندن بوريس جونسون رحب بشدة بمشروع «آيكيا» العقاري، واعتبر أنه دلالة أخرى على الفائدة الكبيرة التي جلبتها الألعاب الأولمبية 2012 للعاصمة البريطانية، وأكد أن مشروع «آيكيا» سيسهم في بناء حي جديد عامر بالحياة العائلية والنشاط وبالفوائد الاقتصادية واستحداث فرص العمل.

وذكرت تقارير بريطانية أن شركة «لاند بروب»، وهي الذراع العقارية لمجموعة «آيكيا» السويدية، يعتقد أنها دفعت 25 مليون جنيه إسترليني (40 مليون دولار) لشراء موقع المشروع العقاري.

وإن كان هذا هو المشروع العقاري الأول للشركة السويدية في بريطانيا، فإن لها مشاريع عقارية في دول أخرى، خاصة في أوروبا، مثل لاتفيا، وبولندا، وهولندا.

وذكرت تقارير أن الشركة تخطط لإطلاق مشروع عقاري آخر في ألمانيا، وتحديدا في مدينة هامبورغ.

وكان هارولد مولر المدير التنفيذي لـ«لاند بروب» قال إن المشروع سيكون موجها بشكل أساسي للعائلات بمساكن مكونة من ثلاث غرف وأكثر، وإنه سيساعد في تطوير منطقة ستراتفورد، التي تعتبر من المناطق الفقيرة في لندن. وشرق لندن تاريخيا أفقر من غربها. ويأتي المشروع بالتزامن مع التطوير الكبير الذي استفادت منه المنطقة الواقعة في شرق العاصمة البريطانية بمناسبة احتضانها الألعاب الأولمبية لهذا العام (لندن 2012).

وقد أكد المدير التنفيذي للذراع العقارية لـ«آيكيا» أنه، على الرغم من أن الشركة ستركز نشاطها في بريطانيا على العاصمة لندن، فإن لها خططا لمشاريع في أنحاء أخرى من المملكة المتحدة.

وإن فاجأت «آيكيا» الكثير من المتابعين بدخولها القطاع العقاري ببريطانيا، فإن كثيرا من الخبراء العقاريين اعتبروا مشروع الشركة السويدية قرب المدينة الأولمبية بشرق لندن خطوة استثمارية عقارية جريئة، بل وحتى «خبطة» عقارية، وستجني عوائد كبيرة منها، خاصة مع التطور الذي شهدته المنطقة بالتزامن مع الألعاب الأولمبية الأخيرة، والآفاق الاستثمارية الكبيرة التي فتحها.

ويأتي مشروع «آيكيا» في شرق لندن، بعد مشروع مركز التسوق الفخم «واستفيلد»، الذي اعتبر حينها بمثابة شهادة ثقة في المنطقة المزدهرة رويدا رويدا، والتي زادها احتضان الألعاب الأولمبية الأخيرة ثقة.