لندن: تحذيرات من «قنبلة موقوتة» مع الارتفاع القياسي لإيجارات السكن

أسعارها قفزت بمعدل سنوي بلغ 7%

TT

ارتفعت أسعار الإيجارات بلندن 7% خلال العام الماضي، مما أدى إلى ارتفاع أصوات تحذر من «قنبلة موقوتة» في العاصمة البريطانية. وارتفع معدل الإيجار الشهري في لندن متجاوزا 11% بقليل، أي ما يعادل 13224 جنيها إسترلينيا (21 ألف دولار) في السنة، مما يمثل أكثر من نصف متوسط الدخل الشهري أو السنوي لموظف في لندن.

وارتفعت الإيجارات في المناطق الغنية من لندن مثل حي تشيلسي بصورة أكبر، حيث سجلت قفزة سنوية بـ11%، أي بمعدل سنوي يتجاوز 44 ألف جنيه إسترليني.

وتسجل الإيجارات ارتفاعات تفوق بثلاث مرات معدلات التضخم وبأربع مرات معدلات زيادات المرتبات، خصوصا مع الوضع الاقتصادي، الذي تمر به بريطانيا عموما ومع عودة البطالة إلى الارتفاع في لندن، بعد أن انتعشت سوق العمل بمناسبة الألعاب الأولمبية، التي احتضنتها لندن مؤخرا.

وارتفع الطلب على الإيجارات في بريطانيا بسبب تشديد البنوك على معايير الإقراض العقاري بعد أزمة الائتمان في عامي 2007 و2008 التي تفجرت عندما بدأ التخلف عن سداد قروض منحت للأكثر فقرا في الولايات المتحدة لشراء مساكن.

ويعتبر تملك المساكن من الأشياء المقدسة في بريطانيا على خلاف الجيران في أوروبا مثلا، وخصوصا في دولتين كبيرتين مثل فرنسا وألمانيا، حيث السائد هو التأجير، وليس هناك «هوس» كبير بالتملك. غير أن الأزمة المالية العالمية، التي تفجرت في 2008 وفجرت الفقاعة العقارية في بريطانيا، خلطت الكثير من الأرقام في معادلة سوق العقار البريطاني وفي مقدمتها مسألة تملك المساكن.

ويعتبر قطاع المشترين لأول مرة عربة دفع مهمة لسوق العقارات البريطانية ولسلسلة تملك المساكن، لكن القطاع الذي يركز على الشباب يواجه صعوبات كبيرة، خصوصا مع تشديد البنوك معايير الإقراض العقاري بعد أزمة الائتمان في عامي 2007 و2008. ورغم بعض الانفراج في هذا الجانب مع تخفيف البنوك لتشددها وتخفيض قسط الرهن العقاري المطلوب من المشترين الأولين حتى 5% من قيمة المسكن في بعض الأحيان بدلا من الـ25% المطلوبة من قبل، فإن الوضع ما زال صعبا بالنسبة للمشترين لأول مرة.

وفي هذا السياق أكد استطلاع أجراه مؤخرا بنك «هاليفاكس»، الذي يعتبر من أبرز البنوك العقارية في بريطانيا، أن نصف السكان في بريطانيا يعتقدون أن الأسواق العقارية في المملكة المتحدة ستكون أسواقا للإيجار، وأن جيلا من الشباب لن يكون بمقدوره تملك العقار.. وتشير الإحصاءات الأخيرة إلى أن 77 في المائة من الذين لم يشتروا عقارهم حتى الآن لا يزالون يتمنون شراء عقارهم الخاص بهم، ولكن 64 في المائة قالوا إنهم لا يعتقدون أنهم سيتمكنون من ذلك أبدا. وكشف الاستطلاع أن 46 في المائة من الشباب في المملكة المتحدة، الذين تتراوح أعمارهم بين العشرين والخامسة والأربعين، يعتقدون أن بريطانيا أصبحت مشابهة عقاريا لأوروبا أو البلدان الأوروبية الأخرى، حيث الإيجار هو الشيء الطبيعي الذي يلجئ الناس إلى السكن، وأن بريطانيا ستصبح بلدا يكون الإيجار هو الاتجاه السائد خلال العقد المقبل.

ولا تزال نسبة كبيرة من الشباب أو المشترين للمرة الأولى، وبنسب لا تقل عن 85 في المائة، يعتقدون أن إحجام البنوك عن منح القروض وفرض شروط تعجيزية، وخصوصا ضرورة الدفعة الأولى التي لا تقل في المتوسط عن 30 ألف جنيه إسترليني (45 ألف دولار تقريبا)، عقبة رئيسية، إن لم يكن من المستحيل تجاوزها.

وبحسب الاستطلاع يسلم نحو 61 في المائة من الشباب البريطاني بأنهم لن يحاولوا الحصول على قرض أو توفير المبلغ المطلوب لدخول سوق العقار، بسبب تشدد البنوك في منح قروض.