«الحقبة الجميلة».. موجة جديدة من التصميمات المعمارية الحديثة في إمارة موناكو

برج «تور أوديون» ومجمع 23 «بوليفار دو بلجيك» يبدآن ثورة الحداثة المعمارية

إمارة السحر والجمال تبدأ رحلة تجديد
TT

يعد مشروع «تور أوديون» العقاري أحد مشاريع التطوير العقاري الجديد الذي يتميز عن أنماط البناء التقليدية في إمارة موناكو التي تشتهر بسحرها الطبيعي وجاذبيتها لأثرياء العالم والطبقة المخملية في أوروبا. وعلى مدى العشرين عاما الماضية اتبعت غالبية المباني الجديدة في موناكو نمط «الحقبة الجميلة»، بدلا من الحقبة التقليدية في الإنشاءات السكنية أو تصميمات غير ملهمة. إضافة إلى ذلك، فقد ارتفع عدد محدود جدا من المباني الطويلة الجديدة في أفق المدينة، وهو ما يرجع بدرجة كبيرة إلى قيود التخطيط.

لكن مع تزايد الضغط على الكم المحدود من الأراضي المتاحة، يبدو أن السلطات تخفف من حدة موقفها وتصدق على طلبات لتنفيذ مشروعات أكبر وأكثر معاصرة. وينافس بعض من هذه العقارات تلك المعروضة في المراكز العالمية الرئيسية، مثل لندن ونيويورك، كما تتنافس من أجل جذب انتباه المشترين العالميين الأثرياء الفطنين.

والمثال الرئيسي على هذا الاتجاه الجديد يجسده برج «تور أوديون»، وهو برج مصنوع من الزجاج والصلب مؤلف من 49 طابقا ويبلغ ارتفاعه 170 مترا. وسيكون بهذا الارتفاع أطول برج في موناكو ومن بين أعلى 10 أبراج في فرنسا وموناكو مجتمعتين. ويشتمل البرج، الذي قام بتصميمه المهندس المعماري المحلي، ألكسندر جيرالدي، على مساحات لمتاجر التجزئة والأماكن الترفيهية والمكاتب الإدارية، جنبا إلى جنب مع سبعين شقة للخدمات الخاصة وشقتين مزدوجتين وبناء إضافي فوق سطح المبنى، ومساحة عقارية ضخمة تمتد إلى خمسة طوابق مع حمام سباحة وزلاجة مائية.

ومن المقرر افتتاح المبنى في عام 2014، وستكون أولى الشقق الخاصة التي سيتم طرحها هي تلك الكائنة في الطابقين العشرين والثامن والعشرين، بأسعار تبدأ من 5.5 مليون يورو. وهو من المباني التي استثمرت فيها إمارة موناكو لإنشاء منازل لسكان موناكو الذين يجدون صعوبة في الحصول على شقق وسط غلاء الأسعار.

وبحسب جيمس برايس، رئيس فريق تطوير الإسكان الدولي بشركة «نايت فرانك»، التي تم تعيينها مستشارا دوليا للعقارات، يعتبر «تور أوديون» أكثر المباني تميزا وجاذبية في أوروبا. وقال برايس في تصريحات نشرها على موقع الوكالة: «هناك بعض المشروعات الرائعة في المدن والجهات الرئيسية، من خلال إنشاء مساكن حديثة في مبانٍ تاريخية. لكن هذا المشروع يبرز بالفعل كمبنى سكني جديد معاصر وجذاب. ومع سريان العمل، من المتوقع أن يصبح البرج واحدا من المعالم التذكارية الحقيقية في العالم». ويضيف: «موناكو لا تحتاج إلى مقدمة، لكننا موقنون من أن أهمية هذا المشروع، سوف تضيف مزيدا من المصداقية إلى موقعه في قلب سوق العقارات العالمية».

ويعكس هذا الاتجاه خطط السلطات المعمارية لترقية مستوى جودة العقارات السكنية في موناكو. ويطالب المشترون الدوليون الأثرياء بتشطيبات وافرة على نحو متزايد ويدفعون مقابل هذا الامتياز، مما يجعل إعادة تطوير المساحة المبنية القائمة أكثر قابلية للتطبيق من الناحية التجارية. وتشمل الأمثلة الأخرى للمطورين العقاريين الذين يستجيبون لهذا الطلب مشروعات متاجر التجزئة الأصغر مثل عقار رقم 23 في «بوليفار دو بلجيك» (بالأدنى)، الذي تم الانتهاء منه مؤخرا، وهو مشروع تطوير عقاري يضم 24 شقة فاخرة مستلهمة من «الحقبة الجميلة».

وضمن الاستراتيجيات المحفزة ماليا أقرت السلطات في موناكو قانونا يخفض ضرائب التسجيل، التي تتشابه مع ضريبة الدمغة في المملكة المتحدة، بنسبة تقدر بنحو 40 في المائة، على نحو يهبط بالرقم إلى ما يتوقع أن يكون نحو 4.5 في المائة من قيمة العقار. ويخفض القانون الذي لن يتم تفعيله قبل أواخر العام الحالي الضريبة التي يدفعها الأفراد لشراء عقار في مدينتهم بأسمائهم أو عبر شركة محدودة خاصة مقرها موناكو، «سوسيتي سيفيلي إيموبيليير»، في الوقت الذي تزيد فيه نسبيا قيمة الضرائب عند الشراء عبر كيان خارجي. ويقول خبراء إن القواعد الجديدة سيكون لها تأثير إيجابي على سوق الإسكان في الإمارة. ويضيفون: «هذا انخفاض كبير في واحد من عدد قليل من الضرائب المفروضة في موناكو. ونتوقع أن تزيد من جاذبية الإمارة وتشجع على شراء العقارات».

إن هؤلاء المتجهين إلى موناكو لتجاذب الحديث بهدف الحصول على مكسب قد يجدون المنازل الراقية رفيعة المستوى التي سيتم الانتهاء من إنشائها عما قريب في عقار 23 بوليفار دو بلجيك، الذي بات جذابا جدا بعد أخبار تخفيض الضرائب.

وعلى الرغم من كونه مقرا لبعض أغلى العقارات في العالم، فإن معظم المباني السكنية في موناكو أقل من ملهمة من الناحية المعمارية. يعتبر عقار رقم 23 واحدا من بين عدد قليل من العقارات الجديدة في موناكو وتم تصميمه على طراز «الحقبة الجميلة» الجذاب، مما يجعله بمعزل عن المباني الأخرى في المنطقة. وقام بتصميم المناطق المشتركة جاك غارسيا، أحد أشهر المصممين في فرنسا. ويشتهر غارسيا بتصميمه الأجزاء الداخلية من 24 فندقا في باريس، من بينها فندق «كوستيس» و«رويال مونسو»، إضافة إلى «هوتيل ميتروبول» في موناكو.

وعلى الرغم من أن مشروع التنمية العقارية لن يتم الانتهاء منه حتى نهاية الصيف، فإنه قد تم بيع 10 شقق من بين 21 شقة، وأعطيت تعليمات لشركة «نايت فرانك» ببيع الإحدى عشرة شقة المتبقية بالتعاون مع الوكيل التابع لها، شركة «بيتر فان نايلتويك» (بي في إن) للاستثمارات العقارية.