11.5 مليار دولار مشتريات الأجانب من مساكن لندن الاستراتيجية

مناطق نايتس بريدج وكنغستون وهايد بارك وبيلاغرافيا استحوذت على كبرى الصفقات

جانب من عقارات وسط لندن الفاخرة
TT

لا تزال عقارات مناطق «نايتس بريدج» وكنغستون وهايد بارك وبيلأغرافيا وسط لندن، تواصل سحرها للمستثمرين الأجانب، وسط توقعات تدهور سعر صرف الإسترليني وتواصل مخاطر الاقتصاد العالمي. مع هذه الظروف، تتوقع وكالات عقارية كبرى أن تحافظ الاستثمارات الأجنبية في مساكن العاصمة البريطانية الاستراتيجية على مستوياتها وإن كان لن تحدث حركة كبيرة في الأسعار. واستحوذت عقارات وسط وغرب لندن على كبرى الصفقات، خاصة من المستثمرين القادمين من الصين وهونغ كونغ، وإلى حد ما من منطقة الخليج. وقالت وكالة «جونز لانغ لاسيل» العقارية، في تقريرها الصادر بداية الأسبوع، إن حجم مشتريات العقارات السكنية في منطقة وسط وغرب لندن الاستراتيجية بلغ 15.4 مليار جنيه إسترليني (نحو 25 مليار دولار) في عام 2012. وقالت إن مشتريات الأجانب في هذه العقارات بلغت 7.3 مليار جنيه إسترليني (نحو 11.5 مليار دولار)، وهو ما يمثل أكثر من 40% من إجمالي المشتريات. وقالت الوكالة الدولية إن 4.2 مليار إسترليني من بين هذه الصفقات نفذت في الربع الأخير من العام الماضي وحده. ويعد هذا الحجم من الصفقات هو الأعلى منذ عام 2008 الذي شهد الأزمة المالية. ويذكر أن حجم الصفقات العقارية في لندن تراوح في المتوسط بين 6.5 و11.6 مليار جنيه إسترليني بين الأعوام 2008 و2011. وكان أعلى حجم للصفقات نفذ في العامين 2005 و2006، حيث بلغ حجم الصفقات في عقارات لندن 17.3 و18.7 مليار جنيه إسترليني على التوالي.

من جانب آخر، تواصل ارتفاع أسعار سوق عقارات وسط لندن الفاخرة مع بداية العام الجديد، لكن ما الذي أحدثه انخفاض قيمة الجنيه الإسترليني الأخير على هذا القطاع؟ حسب ليام بيلي رئيس قسم الأبحاث العالمية في مؤسسة «نايت فرانك» للبيانات في توقعاته لعام 2013، فإنه لن يحدث تغير كبير.

يقول بيلي في تحليل اطلعت عليه «الشرق الأوسط»: «استمرت الزيادة في حجم المبيعات التي شهدناها نهاية عام 2012 في أعقاب نشر مسودة القانون المالي والإيضاحات المتعلقة بشأن ضرائب العقارات التي تزيد قيمتها على مليوني جنيه إسترليني مع بداية العام الحالي». ويضيف: «رغم الصعوبات المالية العالمية والمحلية، ارتفعت قيمة العقارات الفاخرة في سوق وسط لندن بنسبة 0.4% في يناير (كانون الثاني)».

ويلاحظ أن الإيضاح الذي جاء ضمن بيان الخريف ومسودة القانون المالي أسهما في زيادة حجم المبيعات، ويحرر الطلب المكبوت الذي شهدناه في الفترة بين شهري يونيو (حزيران) ونوفمبر (تشرين الثاني) 2012 عندما فضل المشترون اتباع سياسة «الانتظار». وقد ساعد الطلب على منازل لندن الفاخرة من المشترين الأجانب الباحثين عن ملاذ آمن لأموالهم وقدر من حياة لندن، في قيادة ارتفاع الأسعار خلال الأشهر القليلة الماضية. وكان انخفاض قيمة الجنيه الإسترليني في الشهور الأخير قد جعل العقارات استثمارا أكثر جاذبية.

وكانت المخاوف المتزايدة بشأن التوقعات الاقتصادية البريطانية قد زادت من الضغوط على الجنيه خلال الأشهر القليلة الماضية. وقد أظهر البحث أنه رغم ارتفاع أسعار عقارات وسط لندن الفاخرة 0.5% منذ شهر نوفمبر، لكن تحرك العملات يعني انخفاضا فعليا في قيمة العقارات بالنسبة للمشترين ممن يهيمن اليورو على تعاملاتهم المالية بنسبة 4% في تلك الفترة، مما جعل السوق أقل تكلفة بالنسبة للمشترين الأوروبيين.

على الجانب الآخر، شهد المشترون الذي امتلكوا عقارات أواخر العام الماضي انخفاضا في قيمة استثماراتهم في الشهور الأخيرة. لكن في ظل استمرار أزمة منطقة اليورو، لا يتوقع خبير العقارات بيلي أن تتلاشى جاذبية امتلاك عقار في ملاذ آمن مثل لندن. وبحسب البحث الذي نشر في آخر أعداد «لندن ريفيو»، اجتذبت منطقة ساوث كنغستون أكبر عدد من المشترين الدوليين من حيث نسبة المبيعات عام 2012. تلاها مناطق نايتس بريدج وكنغستون وهايد بارك وبيلاغرافيا التي استحوذت على قدر كبير من الاهتمام الدولي. وكان المشترون من فرنسا وإيطاليا أكثر الأوروبيين نشاطا في السوق خلال عام 2012. ولا تزال منطقة نايتس بريدج المنطقة صاحبة الأداء الأفضل من ناحية نمو الأسعار، بزيادة بلغت 1.5% في شهر يناير. أما منطقة «نوتنغ هيل غيت» التي شهدت انخفاضا مستمرا في الأسعار منذ سبتمبر (أيلول) فبدلت خسائرها بارتفاع في الأسعار بنسبة 0.8% خلال شهر يناير. ولا تزال توقعات وكالة «نايت فرانك» لعام 2013 ثابتة لم تتغير، وهي ألا يشهد العام حركة بارزة في سوف عقارات وسط لندن الفاخرة هذا العام، قبل حدوث ارتفاع معتدل للأسعار بداية من عام 2014 وما بعدها.