رغم المخاطر.. شركات إماراتية تقبل على الاستثمار العقاري في كربلاء بالعراق

توقعات بنمو القطاع بأكثر من 6% خلال العامين المقبلين

TT

يقولون إن رأس المال جبان، لذا قد يكون العراق آخر وجهة للاستثمارات الكبرى بسبب الأوضاع الأمنية غير المواتية السائدة فيه، إلا أن شركات عقارية إماراتية خالفت ذلك وذهبت للاستثمار هناك بملايين الدراهم مدفوعة بحماسة واضحة للخوض في هذه السوق «البكر»، حتى ووصل معدل نمو قطاع البناء في العراق بحسب خبراء إلى 4.4 في المائة في عام 2010، ومن المتوقع أن يستمر في النمو بمعدل 6.18 في المائة حتى عام 2014، كما أن هناك عددا كبيرا من المشاريع قيد التطوير حاليا مع استثمارات ضخمة تسمح بخلق جو استثمار وغني بالفرص في قطاعات التطوير العقاري والإنشاءات وأيضا في قطاع صناعة مواد البناء بحسب خبراء.

ولعل من أبرز المشاريع العقارية الضخمة في العراق هو ما أعلنت عنه مؤخرا شركة «بلوم العقارية» الإماراتية للتطوير العقاري، أحد أعضاء مجموعة «الوطنية القابضة» التي وقعت مع الهيئة الوطنية للاستثمار ومحافظة كربلاء في العراق عقد تطوير وإنشاء مدينة «ضفاف كربلاء»، التي ستقام على مساحة 20 كيلومترا مربعا على ساحل بحيرة الرزازة غرب مدينة كربلاء، وهو مشروع متعدد الاستخدامات يهدف لتكوين مدينة متكاملة وشاملة لكل نواحي الحياة، فيما سيتم تشييد المشروع على عدة مراحل وفي فترة زمنية تقدر بـ8 سنوات، بحسب القائمين عليه.

ويؤكد سامي الأعرجي، رئيس الهيئة الوطنية للاستثمار، أن «هذا المشروع المهم سوف يسهم في تنمية مدينة كربلاء المقدسة، وسوف يوفر مدينة عصرية مفعمة بالحياة يتم من خلالها تحسين توزيع كل من الكثافة السكانية والمراكز الحضرية، كما يضم شبكة من المراكز العصرية المتعددة، إلى جانب إنشاء سلسلة من النظم البيئية، ضمن استراتيجية لنشر المساحات الخضراء على مستوى المناطق كافة».

وبدوره، يرى سيمون عزام، الرئيس التنفيذي لـ«بلوم»، أنه «عند توقيع هذا التعاقد سيبدأ الطرفان في الإعداد لكل مستلزمات المرحلة التحضيرية، ويعد المشروع أحد أكبر المشاريع العقارية على مستوى الجمهورية العراقية، وسيتم تنفيذه على عدة مراحل مع مراعاة مستوى الجودة والمعايير لمثل هذا المشروع»، مضيفا أنه سيراعى في مشروع مدينة «ضفاف كربلاء» تلبية احتياجات جميع فئات المجتمع وقطاعات السوق لتوفير مختلف أنواع المساكن، معتبرا أنه «مما لا شك فيه أن هذا المشروع سوف يسهم في خلق الآلاف من فرص العمل للعراقيين من مختلف التخصصات، كما سيشكل بيئة خصبة لاجتذاب المزيد من فرص الاستثمار عبر مراحله المختلفة». ويبدو هذا المشروع العقاري من أضخم المشاريع في العراق، كما أنه يعكس طمأنينة الشركة في خوض غمار الاستثمار العقاري في العراق بميزانيات ضخمة، حيث يتوقع أحمد خلف، مدير عام «بلوم العقارية» في العراق، أن «يبلغ مجموع عدد الوحدات السكنية في المشروع نحو 40.000 وحدة موزعة على أربعة أقسام، كما أنه من المتوقع أن يصل إجمالي عدد سكان مدينة (ضفاف كربلاء) إلى نحو 200 - 250 ألف نسمة، حيث تحتوي هذه الأقسام على الوحدات السكنية بكل أنواعها، من الفيلات والبيوت السكنية والشقق الفندقية، والفنادق من مختلف الفئات، والمراكز التجارية، والأسواق المفتوحة، والمكاتب التجارية، والعيادات والمستوصفات، والمدارس، والمساجد، والحدائق العامة، وملاعب الأطفال، والمرافق الحكومية والاجتماعية والرياضية، والمطاعم والمقاهي وقاعات المناسبات والبنى التحتية».

وتعد «بلوم» إحدى شركات «الوطنية القابضة»، ويقع مقرها في أبوظبي عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة. ولا تعتبر «بلوم» أول من يخوض غمار الاستثمار العقاري في العراق كشركة إماراتية، فقد سبق لشركات أخرى أن أقدمت على ذلك مع نظرة تفاؤلية لمستقبل المدينة، حيث لم يثن الوضع الأمني والسياسي المضطرب في العراق إحدى الشركات الإماراتية عن القيام باستثمار عقاري ضخم في مدينة كربلاء جنوب العراق، فقد أكدت شركة «رينغ هوسبيتالتي» الإماراتية أنها بدأت في تشييد مشروع سياحي ضخم في العراق تصل قيمته الإجمالية إلى 175 مليون دولار أميركي، ويكتسب المشروع أيضا أهمية استثنائية على اعتبار أنه يقام في مدينة كربلاء جنوب العراق أيضا وهو عبارة عن فندق خمس نجوم.

وتعتبر الشركة الإماراتية أن الوضع الأمني في العراق لا يؤثر على استثماراتها، مشيرة إلى أنها واثقة جدا بخصوص استثماراتها في العراق، لا سيما أن فرص البناء المحتملة في العراق تكاد تكون «بلا حدود». ووصل معدل نمو قطاع البناء في العراق بحسب خبراء إلى 4.4 في المائة في عام 2010، ومن المتوقع أن يستمر في النمو بمعدل 6.18 في المائة حتى عام 2014. وهناك أيضا عدد كبير من المشاريع قيد التطوير حاليا مع استثمارات ضخمة تسمح بخلق جو استثمار غني بالفرص في قطاعات التطوير العقاري والإنشاءات وأيضا في قطاع صناعة مواد البناء.

كما سيكون هناك الكثير من الخيارات لمشاريع التطوير المتعددة الاستخدامات في ظل توافر كل المرافق والتسهيلات اللازمة، وهو ما من شأنه أن يسهم إيجابيا في خطط التنمية الحضرية للدولة، بحسب مناف علي، الرئيس التنفيذي لـ«رينغ هوسبيتالتي» العقارية، الذي عبر في وقت سابق عن ثقته في استثمارات شركته في العراق «نحن واثقون جدا بخصوص استثماراتنا في العراق لا سيما أن فرص البناء المحتملة في العراق تكاد تكون بلا حدود. وهناك العديد من المشاريع المخطط لها في خطط العراق المستقبلية لتطوير حقول النفط والتي ستنعكس بشكل مباشر على شبكة الطرق والبنية التحتية العامة في الدولة. كما أن الحاجات التنموية للعراق تزداد باستمرار من بناء المشاريع الصغيرة إلى مشاريع التطوير العملاقة».