شركات التكنولوجيا تضع بصماتها على قطاع العقارات في نيويورك

«ياهو» تنتقل إلى المقر السابق لصحيفة «نيويورك تايمز»

TT

انتقلت شركة الإنترنت العملاقة «ياهو» التي وافقت على شراء تامبلر مقابل 1.1 مليار دولار إلى مقرها الجديد في نيويورك الواقع في شارع 43، شرق الجادة الثامنة، حيث تعد خططا لمزيد من التوسع في الشركة.

وأجرت «ياهو» محادثات مع مسؤولي المدينة بشأن إقامة لافتة ضوئية كبيرة تحمل اسمها على قبة أعلى المبنى، حيث كانت تستقر علامة التايمز في السابق.

وتبرز، الخطوة التي أعلن عنها يوم الاثنين، النمو السريع وأهمية صناعة التكنولوجيا في اقتصاد المدينة.

وقعت «ياهو» عقدا طويل الأجل لاستئجار الطوابق من التاسع إلى الثاني عشر في المبنى المؤلف من 15 طابقا، وبذلك تنضم إلى اثنتين من شركات التقنية التي تستأجر طوابق في المبنى وهما شركة «10gen» التي تعمل على صناعة برامج قواعد البيانات، وشركة «Citysearch» محرك البحث المحلي.

يقع مقر «ياهو» في وادي السليكون وقالت الشركة التي يتوزع 500 من موظفيها في ثلاثة مباني في نيويورك إنها تتوقع أن توسع قوتها العاملة في المدينة إلى 700 خلال العامين القادمين، وخصوصا في مجال الهندسة، وسوف تنتقل «مايكروسوفت» إلى 11 تايمز سكوير، وستكون «فيس بوك» على مقربة منها.

وقالت ماريسا ماير، الرئيسة التنفيذية لياهو: «تسعى ياهو منذ فترة إلى البحث عن مقر لها في نيويورك. لدينا عدة مئات من الموظفين ينتشرون في مكاتب عدة، وأنا فخورة بأن أعلن أننا عثرنا عليه».

يعمل موظفو الشركة في نيويورك حاليا في المبنى رقم 1065 أفنيو أوف أميركاز (في شارع 40) وفي 1540 برودواي (في شارع 45) و11 وست شارع 19.

وركزت ماير منذ توليها عملها على إعادة تنشيط الشركة مزودة بمليارات الدولارات من النقد نتيجة بيع نصف أسهم الشركة في شركة الإنترنت الصينية علي بابا. وقد وافقت ياهو على شراء «تامبلر»، خدمة التدوين.

يعمل موظفو «تامبلر» من مكاتبهم في 35 إيست بشارع 21، وسوف ينتقلون إلى تايمز سكوير، وفي محاولة لجذب الموظفين تخطط «ياهو» لتركيب وسائل الراحة في مبنى تايمز السابق الشائعة في شركات التقنية، بما في ذلك شرفات خارجية ومقصف مع قائمة موسعة من الطعام المجاني.

وسيكون مشابها للمبنى في «غوغل»، والتي دفعت 1.8 مليار دولار في تشيلسي، الواقع في 111 الجادة الثامنة، ويعمل نحو 3.000 موظف لـ«غوغل» في المدينة.

ويقول جوناثات باولز، مدير مركز المستقبل الحضري، مؤسسة بحثية: «منذ انهيار بنك ليمان براذرز، عززت التكنولوجيا اقتصاد نيويورك، وكانت محرك النمو وساعدت في تنوع الاقتصاد بخلاف وول ستريت، وهو ما يخلق وظائف ويسهم في شغل المزيد من العقارات.

كانت حظوظ مبنى التايمز السابق وثيقة الصلة بارتفاع وانخفاض سوق العقارات. قد اشترت تيشمان سبير للعقارات المبنى من شركة «نيويورك تايمز» عام 2004 مقابل 175 مليون دولار، بعدما أعلنت التايمز عن خطط لبناء مقرات جديدة على بعد عدة مبان، في الجادة الثاني بين شارعي 40 و41.

وبعد أقل من ثلاث سنوات باعت شركة «تيشمات سبير» المبنى مقابل 225 مليون دولار. وأنفق المشتري 100 مليون دولار في إعادة صيانة العقار في محاولة لتحويله إلى مبنى إداري من الطراز الأول.

لكن انهيار سوق العقارات أدى إلى وقوع شركة «أفريقيا - إسرائيل» تحت وطأة قروض تقدر بنحو 711 مليون دولار. وألغت الشركة خططها الرامية إلى جذب المستأجرين، ووقعت عوضا عن ذلك عقودا مع شركة «بولمور لانز»، مركز البولنغ الراقي، وديسكفري تايمز سكوير، صالة عرض، لاستئجار الأدوار السفلى من المبنى.

وفي عام 2011 اشترت شركة «بلاكستون غروب»، شركة استثمارات جزءا من المبنى، الأدوار الأحد عشر العلوية، مقابل 160 مليون دولار، وتخلت شركة «بلاكستون» عن خططها لجذب المؤسسات المالية والشركات الأخرى إلى المبنى وتركز بدلا من ذلك على قطاع التكنولوجيا المتنامي.

*خدمة «نيويورك تايمز»