مشروع عقاري فريد في لندن بتكلفة 12 مليار دولار

تطوير منطقة «إيرلز كورت» على مساحة 77 فدانا

صورة جوية تخييلية لحي إيرلز كورت بعد الانتهاء من المشروع
TT

يعتبر خبراء العقار في لندن أن مشروع تطوير حي «إيرلز كورت» سوف يكون آخر المشاريع العملاقة في لندن هذا القرن، لأن مساحته التي تبلغ 77 فدانا لن تتكرر في أي مشروع آخر. وحصلت شركة استثمارية اسمها «كابكو» على موافقة عمدة لندن على المشروع، وتنتظر الآن الموافقة النهائية من وزير الشؤون الاجتماعية في الحكومة البريطانية ايريك بيكلز قبل الشروع في أعمال الإزالة للمنشآت الحالية وبناء أربعة أحياء جديدة، تضم 7500 وحدة عقارية. وتقدر تكلفة المشروع بنحو ثمانية مليارات إسترليني (12 مليار دولار).

وسوف تتم إزالة مقر ساحة معارض «إيرلز كورت» الشهيرة التي طالما شهدت كثيرا من المعارض المختلفة منذ الثلاثينات، بالإضافة إلى بعض المنازل الشعبية القديمة التي سوف يتم استبدال بها جديدة لأصحابها. وتشمل أراضي المشروع أيضا محطات ومخازن غير مستعملة لقطارات أنفاق لندن.

وتعترض بعض الأوساط الاجتماعية على المشروع لأنه يقدم في أغلبه عقارات فاخرة للأثرياء، ولكن عمدة لندن قرر الموافقة على المشروع لأنه «سوف يفيد اقتصاد لندن بأسرها ويعزز فرص التوظيف في منطقة «إيرلز كورت».

ويجري التفاوض بين الشركة المطورة وإدارة مواصلات لندن، التي تملك أراضي «إيرلز كورت» بما في ذلك ساحة المعارض ومخازن الشركة من أجل التوصل إلى اتفاق تعاقد إيجاري جديد يتيح لشركة «كابكو» تطوير أرض المشروع بعد هدم قاعات المعارض، وهي مفاوضات مستمرة منذ خمس سنوات.

وتقول إدارة مواصلات لندن إنه تم الاتفاق على جزء من المشروع ويجري التفاوض بشأن الجزء الآخر. ولكن حتى لو تم الاتفاق على كل التفاصيل فإن البدء في أعمال الإزالة قد يستغرق بعض الوقت، خصوصا أن قاعة المعارض محجوزة بالكامل لمعارض ستجرى فيها حتى شهر مايو (أيار) عام 2014. وسوف تنتقل معارض «إيرلز كورت» مع بداية مشروع التطوير إلى مقر آخر قريب يسمى مركز معارض «أوليمبيا».

كما تدرس إدارة مواصلات لندن كيفية تخزين وصيانة قطارات الأنفاق بعد تحول الموقع الحالي إلى مشروع إسكاني فاخر. وأظهرت مفاوضات بين الطرفين جرت في العام الماضي أن إدارة المواصلات تريد أن يتضمن المشروع موقعا لصيانة القطارات يكون تحت أرض المشروع على مساحة مناسبة. وقد يضيف هذا الاقتراح من تكاليف المشروع وصعوبة وفترة تنفيذه.

ومن المقرر أن يشمل المشروع مكاتب وفنادق وحدائق مساحتها خمسة أفدنة، بالإضافة إلى 1500 مسكن رخيص من إجمالي وحدات المشروع البالغ عددها 7500 وحدة. ويوفر المشروع نحو 12 ألف وظيفة، ويستمر العمل فيه نحو 20 عاما على عدة مراحل.

وتعاني لندن من ندرة العقارات الجديدة نظرا لضيق المساحات المتاحة في قلب العاصمة. وخلال عام 2012 تم تسليم 500 وحدة جديدة فقط في كل أنحاء لندن. وسوف يوفر مشروع «إيرلز كورت» دفعة قوية لإمدادات العقار في العاصمة خلال العقد المقبل.

وقال مدير شركة «كابكو» غاري ياردلي إن أبعاد المشروع هائلة لأن من النادر العثور على مساحة بهذا الحجم في لندن مع ملكية لجهات محددة وليس عشرات الملكيات المفتتة أو عقارات تراثية يمنع إزالتها. وأضاف أن لندن تحتاج إلى هذه العقارات وإلى الوظائف التي سوف تولدها.

ولكن المشروع، على الرغم من تعقيداته وتكاليفه وفوائده المعلنة، يواجه معارضة شرسة من السكان المحليين بسبب مخاوف من فقدان مزايا السكن الاجتماعي الذي يملكونه حاليا. وهم لا يثقون في وعود الشركة المطورة التي تعد بجمعيات يملكها السكان، وتملك بدورها المساكن الشعبية التي تمثل 20 في المائة من جملة عقارات المشروع.

هناك أيضا معارضة لعدم الانتباه لتطوير شبكة المواصلات الخاصة بالمشروع. فمحطة الأنفاق التي تحمل اسم «إيرلز كورت» تعد من أكثر المحطات ازدحاما خصوصا للخطوط المتجهة غربا، ومنها خط «ديستركت» الأخضر لونا على خريطة مترو الأنفاق. ومع دخول آلاف السكان الجدد إلى هذه المنطقة من دون تطوير شبكة المواصلات يخشى السكان المحليون من تكدس الركاب على خطوط مترو الأنفاق بطريقة غير مسبوقة.

وتشير الخطة الإجمالية للمشروع، التي قدمها السير تيري فاريل وتمت الموافقة عليها من المجالس المحلية إلى مساحة 11.4 مليون قدم مربع تحوي 7500 عقار مقسمة على أربع قرى منها نسبة 20 في المائة إسكان شعبي، مع شارع رئيس جديد يسمى «إيرلز كورت هاي ستريت». وتتيح الخريطة أيضا مساحات كبيرة مفتوحة كحدائق عامة. وسوف تبدأ الأسعار السكنية من نحو 900 جنيه إسترليني (1350 دولارا) للقدم المربع الواحد. ويركز المشروع أيضا على العقارات ذات المساحات الداخلية الشاسعة التي لا تتوافر في أحياء كنسنغتون أو تشيلسي المجاورة.

وينقسم المشروع إلى أربع قرى أو أحياء، يسمى الأول «نورث إند» وهو يستعير اسم سوق قديمة في المنطقة، ويقدم مناخا اجتماعيا وثقافيا جيدا للسكان. ويقع هذا الحي على الجانب الغربي للمشروع.

أما الحي الثاني، فهو «ويست كنسنغتون»، وهو الحي التجاري في المشروع ويصله بوسط لندن. ويتميز هذه الحي بالمعمار القديم ومزيج من المساكن والمكاتب والمساحات الخضراء التي تناسب العائلات الشابة.

أما الحي الثالث، فهو حي «إيرلز كورت»، وهو بمثابة مدخل المشروع، ويقع على جانبه الشرقي ويتمتع بالهدوء بجوار الشارع الرئيس. وتقع في هذا الحي البنايات الفاخرة والشقق الحديثة. أما الحي الرابع فاسمه «ويست برومتون» وفيه تقع المدرسة الابتدائية ودار الحضانة والمساحات الخضراء ويناسب العائلات ذات الأطفال في سن الحضانة. ويهتم المشروع بالثقافة، ويخصص لكل قرية مركز معارض خاصا بها.

كما كان الاهتمام بالبيئة من عناوين المشروع الجديد حيث تتاح لسكانه مساحات وشوارع للمشاة فقط، كما توجد حارات مخصصة للدراجات الهوائية. وتتوافر كل السلع والخدمات من منافذ محلية بحيث لا يضطر السكان إلى الخروج من أحيائهم من أجل التسوق. وتتوافق جميع العقارات الجديدة مع المعايير البيئية في البناء، كما تحتوي نسبة 10 في المائة من المساكن على تسهيلات معيشية للمعاقين.

وتحتوي الأحياء أيضا على نقاط شحن كهربائي للسيارات الكهربائية لتشجيع استخدامها، كما سيعاد استخدام مواد البناء الناتجة عن إزالة العقارات القديمة للحد من النفايات الناتجة عن المشروع.

وسوف يقام المشروع على سبع مراحل، تبدأ أولها نهاية العام الحالي، وتنتهي آخر مرحلة في عام 2032. وتستغرق المرحلة السابعة وحدها نحو تسع سنوات.

* ملامح سريعة لمشروع تطوير «إيرلز كورت»:

* يغطي المشروع مساحة 77 فدانا (31 هكتارا).

* يشمل المشروع إنشاء 7583 وحدة سكنية في جميع القطاعات منها 670 مسكنا جديدا للسكان الحاليين و740 مسكنا شعبيا.

* شارع رئيس جديد يضم فروعا للمحلات الكبرى ومنافذ تجارية متنوعة.

* إنشاء مدرسة ابتدائية جديدة ومدرسة حضانة وعيادة طبية متكاملة.

* فندق جديد وشقق بخدمة كونسيرج.

* مركز رياضي وترفيهي.

* أماكن لصف 4821 سيارة.

* مساحات لصف 12274 دراجة هوائية.

* نادٍ للسيارات يتبادل فيه السكان قيادة السيارات لبعض الوقت.

* تحسينات لثلاث محطات أنفاق.

* إنشاء مساكن على أحدث المعايير البيئية.

* يوفر المشروع 12 ألف وظيفة جديدة.

* تقدر فوائد المشروع للاقتصاد المحلي بنحو مليار إسترليني (1.5 مليار دولار) سنويا.

* فترة الإنشاء من البداية إلى النهاية 20 عاما على سبع مراحل.