منزل في إسبانيا مستوحى من لوحة رسمها الفنان العالمي بابلو بيكاسو

يضم أربع غرف نوم وبُني على شكل مكعبات

جانب من المنزل (نيويورك تايمز)
TT

عمل كل من ميليندا تايلور وجيف روبرتس، المحاميين في المحكمة الجنائية الدولية، في أماكن مختلفة ونائية من العالم مثل كمبوديا وكوسوفو وليبيا ولبنان.

وللاستمتاع بالهدوء وراحة البال فضل الزوجان أن يختارا العيش في بقعة هادئة تقع في كوستا برافا، وهي منطقة سياحية تقع على الساحل الشرقي شمال إقليم كتالونيا الإسباني، حيث قاما ببناء منزل لقضاء العطلات بالقرب من محمية كاب دي كريوس الطبيعية.

ويبدو المنزل، الذي يضم أربع غرف نوم وبُني على شكل 10 مكعبات مطلية بالجص الأبيض، وكأنه لوحة رسمها الفنان العالمي بابلو بيكاسو. يقول روبرتس (35 عاما) «يعطي شكل المكعبات منظرا مدهشا للمنزل، كما يعمل التقسيم إلى مكعبات على الفصل بين غرف النوم المختلفة ويعطي كل غرفة مساحة خاصة لرؤية المناظر الطبيعية بشكل مستقل، ومساحة أقل للشرفات».

كما حاول المهندسان، إدواردو كادافال وكلارا سولا موراليس، زيادة مساحة رؤية البحر الأبيض المتوسط، بالإضافة إلى التأكد من قدرة المنزل على تحمل الرياح الشديدة التي تتسم بها المنطقة التي بني فيها. يقول كادافال «كان ينبغي علينا أن نتوخى الحذر ونستخدم زجاجا مقوى». ويتشارك كادافال وسولا موراليس في مكتب هندسي يسمى كادافال وسولا موراليس، يقع مقره في برشلونة، إسبانيا، ويوجد فرع منه في مكسيكو سيتي. وقد جرى تصميم المنزل بهذا الشكل للحصول على أكبر قدر ممكن من أشعة الشمس داخله.

يقول روبرتس إنه وزوجته بدآ في التفكير في بناء منزل يقضيان فيه عطلتهما في منطقة تتميز بطقس دافئ عندما كانا يزوران جزيرة سانتوريني اليونانية في عام 2004. وكانت تشغل بال الزوجين دائما فكرة أن يكون لديهما بار في منزلهما حيث يستطيع الضيوف الجلوس لمراقبة غروب الشمس بينما يحتسون المشروبات المختلفة، فقاموا بالاتصال بشخص نحت رقم هاتفه على جدار المنزل الذي كان يريد بيعه. يقول روبرتس «لكن لم يجب أحد».

وبدأت تايلور في البحث في مارس (آذار) من عام 2010 عندما كانت تعمل في لاهاي بينما كان روبرتس يعمل في لبنان. يضيف روبرتس «وجدت ميليندا الأرض التي يمكن أن نبني عليها المنزل الذي نحلم به بينما كنت في مهمة في بيروت»، مشيرا إلى أن زوجته «كانت تشعر بالغيرة منه لأنه كان يعمل في بلد يتميز بطقس دافئ، فقضت الوقت في عمل بحث عشوائي على شبكة الإنترنت عن قطعة أرض تقع على شاطئ البحر مباشرة».

لكن أمر الحصول على منزل في منطقة ذات طقس مشمس لم يكن مجرد نزوة بالنسبة لتايلور (37 عاما). فقد نشأت وتربت تايلور في مدينة بريزبن الأسترالية، وأرادت أن يحظى أطفالها بنفس بيئة البحر الهادئة التي اختبرتها في طفولتها (أما زوجها روبرتس فقد ولد في هارتلي وينتني، وهي قرية في مقاطعة هامشير الإنجليزية جنوب ريدينغ).

وتعيش العائلة في مدينة لاهاي حيث يعمل الزوجان في المحكمة الجنائية الدولية. ويعمل روبرتس في مكتب المحامي العام للدفاع، بينما تُعتبر زوجته أحد أعضاء فريق الدفاع بالمحكمة الخاصة بلبنان. وتجري المحكمة، التي بدأت عملها في عام 2009، محاكمات للأشخاص المتهمين في قضية اغتيال رئيس وزراء لبنان الراحل رفيق الحريري في عام 2005 وآخرين.

ولدى الزوجين طفلان هما ياسمينا (4 سنوات) وطارق (8 سنوات)، وكلبان هما آنيا (6 سنوات) خليط من كمبوديا، وفينش (4 سنوات) من نوع كوكر سبانيال. يقول روبرتس، الذي كان يعمل في محكمة الخمير الحمر في عام 2008 «جرى إهداء آنيا لي بينما كنت في حانة في العاصمة الكمبودية بنوم بنه».

وقد اكتمل بناء المنزل المكون من طابقين في إسبانيا في شهر أغسطس (آب) الماضي، وتبلغ مساحته الداخلية 200 متر مربع أو 2.153 قدم مربع، وملحق به استراحة مساحتها 100 متر مربع يوجد بها مسبح كبير.

وقد وجدت تايلور قطعة أرض بالصدفة تبلغ مساحتها 500 متر مربع أثناء بحثها على شبكة الإنترنت. يقول روبرتس «لقد وجدناها على الإنترنت وذهبنا لرؤيتها بعد أسبوعين. ووقعنا في حب الأرض، لكننا لم نكن متأكدين ما إذا كنا سنستطيع تحمل سعرها أم لا. وواصلنا البحث ووجدناها في إعلان آخر معروضة بسعر أقل عند وكيل عقاري مختلف، فقمنا بشرائها على الفور». وقد بلغ سعر قطعة الأرض، التي جرى شراؤها في أغسطس (آب) عام 2010، 260.000 يورو، أو نحو 355.000 دولار.

ومع الأزمة الاقتصادية التي كان يمر بها الاقتصاد الإسباني، كان من الصعب الحصول على قرض عقاري. يقول روبرتس «كان الأمر معقدا، فنحن زوجان من بريطانيا وأستراليا ونعمل ونعيش في هولندا». وبعد الاتصال بخمسة عشر بنكا، نجح الزوجان في الحصول على قرض عقاري بمساعدة مدير أحد البنوك في مدينة روساس المجاورة.

وقد بدأت عملية البناء، التي تكلفت نحو 580.000 يورو، في مايو (أيار) من عام 2012. وتتوسط غرفة المعيشة، في المنزل الذي يحتوي على ثلاثة حمامات، الغرف الأربع، وتتمتع الغرفة بمنظر بانورامي للبحر. وقد جرى تصميمها بحيث تتميز بسقف عال وشرفة ضخمة تسمح لأشعة الشمس بملء أكبر مساحة من الغرفة. كما يحتوي الطابق الأرضي من المنزل على غرفة طعام ومطبخ، بينما تشغل غرف النوم الطابق العلوي.

يقول روبرتس «هذا المنزل هو أكثر الأماكن التي عشنا فيها هدوءا وراحة. ومع وجود الشرفات الضخمة التي تمتد من الأرض وحتى السقف وتحظى بمنظر البحر من أي اتجاه، تشعر بأنك تعيش في قارب في وسط البحر».

* خدمة «نيويورك تايمز»