سوق العقار الأميركية تتحسن.. والشركات المتعثرة تبدأ في سداد عمليات الإنقاذ

فريدي ماك للتمويل العقاري قدمت 10 مليارات دولار أرباحا للحكومة الأسبوع الماضي

مقر شركة «فريدي ماك» للتمويل العقاري في أمريكا
TT

تعتزم مؤسسة «فريدي ماك» الأميركية للتمويل العقاري التي كانت على شفا الإفلاس أثناء الأزمة المالية التي تفجرت أواخر 2008 وأنقذتها الحكومة الأميركية تقديم أرباح نقدية للحكومة الأميركية بقيمة 10.4 مليار دولار كحصة من أرباح المؤسسة عن العام الماضي ككل.

وترفع هذه الأرباح قيمة الأموال التي قدمتها المؤسسة للحكومة الأميركية منذ إنقاذها إلى 81.8 مليار دولار، وهو ما يزيد بمقدار 10 مليارات دولار تقريبا عن تكاليف عملية الإنقاذ التي نفذتها الحكومة الأميركية بحسب بيان لـ«فريدي ماك» صدر يوم الجمعة من الأسبوع الماضي. وتخضع «فريدي ماك» وشقيقتها «فاني ماي» لإشراف الوكالة الاتحادية للتمويل العقاري في الولايات المتحدة منذ سبتمبر (أيلول) 2008.

يذكر أن مؤسستي «فريدي ماك» و«فاني ماي» تعملان في مجال التمويل العقاري بفائدة أقل من الفائدة السائدة في السوق بهدف دعم السوق العقارية. وذكرت «فريدي ماك» أن أرباح الربع الأخير من العام الماضي بلغت 8.6 مليار دولار لتواصل تحقيق أرباح للربع التاسع على التوالي.

واستفاد نشاط المؤسسة من تحسن حالة الاقتصاد الأميركي والسوق العقارية والمزايا الضريبية والتسويات القانونية المختلفة التي أنجزتها مع عدد من البنوك الكبرى للحصول من هذه البنوك على تعويضات هائلة عن الخسائر التي تكبدتها أثناء الأزمة المالية. وكانت منافستها وشقيقتها «فاني ماي» قد أعلنت يوم الجمعة الماضي عن تحقيق أرباح قدرها 6.5 مليار دولار خلال الربع الأخير من العام الماضي، وأرباح خلال العام الماضي ككل قدرها 84 مليار دولار، وهو تقريبا خمسة أمثال أرباح العام السابق وكانت 17.2 مليار دولار، فيما بلغ إجمالي أرباح «فريدي ماك» خلال العام الماضي ككل 48.7 مليار دولار، أي أربعة أمثال أرباح 2012.

وتعتزم شركة «فاني ماي» للرهون العقارية، والتي تم إنقاذها من قبل الحكومة الفيدرالية الأميركية إبان الأزمة المالية العالمية في عام 2008، دفع أرباح تقدر بـ59.4 مليار للخزانة الأميركية، وذلك وفق ما أعلنته الشركة في مايو (أيار) 2013، مما يجعل من دافعي الضرائب الأميركيين يتلقون عائدا جيدا من خطة الإنقاذ التي نفذتها الحكومة رغم الانتقادات اللاذعة التي وجهت لها. وقالت صحيفة «فاينانشيال تايمز» حينها إن الشركة حصلت على تمويل مالي ضخم من المال العام وصل إلى 116.1 مليار دولار، لتغطية الخسائر التي منيت بها وبلغت تريليونات الدولارات من الرهون العقارية التي قامت بشرائها أو ضمانها، وبدفع الشركة لمبلغ الـ59.4 مليار دولار سيصل إجمالي المبالغ التي دفعتها الشركة إلى الخزانة الأميركية على هيئة أرباح إلى نحو 95 مليار دولار.

وتأتي تلك الأنباء عن تحسن أداء الشركات العقارية بالتزامن مع إعلان بيانات نشرت الأسبوع الماضي أظهرت زيادة غير متوقعة في مبيعات المساكن الجديدة في الولايات المتحدة خلال يناير (كانون الثاني) الماضي لتصل إلى أعلى مستوى لها منذ أكثر من 5 سنوات، وهو ما يظهر قوة أداء القطاع العقاري في منتصف فصل الشتاء الذي شهد طقسا باردا بصورة غير طبيعية.

وزادت مبيعات المساكن الجديدة خلال يناير 2014 بنسبة 9.6 في المائة إلى ما يعادل 468 ألف مسكن سنويا، متجاوزة أعلى تقديرات المحللين الذين استطلعت وكالة «بلومبرغ» للأنباء الاقتصادية رأيهم. كما أنه أعلى مستوى للمبيعات منذ يوليو (تموز) 2008، بحسب البيانات الصادرة عن وزارة التجارة الأميركية. وقد تحسن الطلب على المساكن في 3 من 4 مناطق في الولايات المتحدة.

في الوقت نفسه، أبدت شركات إعادة تصميم المساكن مثل «موهاوك إنداستريز» تفاؤلا بشأن آفاق السوق العقارية خلال العام الحالي مع ارتفاع قيمة العقارات وتحسن أوضاع الاقتصاد، كما أن نقص المعروض مع ارتفاع تكاليف الاقتراض واستمرار الشروط الصارمة للقروض عوامل تحول دون تحسن القطاع العقاري بصورة أكبر.