هبوط في مبيعات المنازل الخاصة الأميركية لم تشهده منذ 25 عاما

انخفاض متوسط الأسعار بمستويات لم تحدث في 40 عاما

انخفاض متوسط أسعار المنازل الخاصة لم تشهده أميركا منذ 4 عقود («الشرق الاوسط»)
TT

واشنطن ـ ا.ب: أغلق سوق المنازل الاميركي في ديسمبر (كانون الاول) الماضي على عام «كئيب» من حيث مبيعات المنازل الخاصة، والتي انخفضت بأكبر معدل لها منذ 25 عاما. كما أنخفض متوسط سعر المنازل للعام بأكمله، بمعدلات لم تحدث منذ 4 عقود.

وأشار الاتحاد القومي للوسطاء العقاريين الى أن مبيعات المنازل المنفصلة والمشتركة انخفضت بنسبة 2.2 في المائة في ديسمبر الماضي لتقابل النسبة السنوية الموسمية المقدرة بـ 4.89 مليون وحدة. وانخفضت مبيعات المنازل الخاصة بنسبة 13 في المائة، والتي قدرت بأكبر الانخفاضات منذ العام 1982 والتي كانت بنسبة 17.7 في المائة، وانخفض متوسط سعر المنزل بنسبة 1.8 في المائة ليصل الى 217 الف دولار. ويعد هذا هو الانخفاض السنوي الاول رجوعا بالذاكرة الى 1968. من جانبه أشار لورينس يون، رئيس الوسطاء الاقتصاديون ان الولايات المتحدة لم تشهد هبوطا في أسعار المنازل منذ الإحباط الكبير الذي ضرب البلاد في العام 1930، مفيدا ان الأسعار الجديدة وضعت خطا تحت قسوة الهبوط التي تعرض لها السوق العقاري الاميركي، والتي ابتلى بها السوق في العامين الماضيين بعد الاستمتاع بازدهار لخمس سنوات من النجاح المتواصل. وبعثت الأزمة العقارية بموجات الهبوط على الاقتصاد بأكمله، ناتجا عنه خسارة مليارات الدولارات لأكبر الأجهزة التمويلية ذات استثمارات في الرهون العقارية التي تضررت. وهناك قلق أن المشكلات الائتمانية ومشاكل الإسكان قد تدفع الدولة إلى تراجع كامل، بعد الانخفاضات التى واجهتها الأسواق المالية بداية الأسبوع، وإعلان البنك المركزي الاميركي لخفض ثلاثة أرباع النقطة من الفائدة ووعد بالمزيد من توالي خفض النسب، وعلى هذا الصدد حاولت حكومة بوش وزعماء الكونغرس عقد مفاوضات سريعة وبذل الجهود لإعادة الثقة بالعملاء والمستخدمين. وانخفضت المبيعات بجميع القطاعات بالدولة في الشهر الماضي، وانخفضت في الشمال الشرقي بـ7.4 في المائة، و1.7 في المائة من ولاية اوهايو الى جبال روكي، و2.1 في المائة في الغرب. وانخفضت قائمة الجرد للمنازل التي لم يتم بيعها بنسبة 7.4 في المائة، مما أعاد الأمل أن المرتجع الذي حقق أرقاما قياسية في طريقه للانخفاض. وتوقع يون أن المبيعات سترتد بعد ارتطامها في الربيع المقبل، بينما أشار محللون آخرون الى أن السوق سيظل راكدا حتى نهاية العام 2008، وينعكس على الازمة الائتمانية التي جعلت الأمر أصعب على المقترضين للنجاح في الحصول على قرض للرهن العقاري بعد تقنين المعايير وتصعيبها. وورد في بعض الانباء الاقتصادية من قسم العمال ان عدد المتقدمين للحصول على طلبات إعانة معيشية من الدولة انخفض للأسبوع الرابع على التوالي بالف طلب وصولا الى 301 ألف طلب. وحذر الكثير من الاقتصاديين من احتمالية حدوث تسريحات من العمل خلال الأسابيع القليلة المقبلة، منعكسة على الأزمة الاقتصادية التي ألحقت العالم. بينما تسارع الاقتصاد في الربع الثالث من العام الماضي ليوصل الفائدة السنوية الى نسبة 4.9 في المائة، ليظهر ضعف بنسبة 1 في المائة في الربع الأخير من العام، وربما ينخفض الى منطقة السالب في الربع الاول من العام الجاري. ويتبلور هذا الارتداد بانخفاض في ربعين متتاليين من العام، وتوقع اقتصاديون أن مخاطر الانكماش الاقتصادي مقدرة بالنصف. وجذب الاهتمام الزائد بالاقتصاد في عام الانتخابات، اهتمام الرئيس بوش وزعماء الكونغرس الذين يعملون على ضخ مبلغ 150 مليار دولار، كجرعة منبهه للاقتصاد المحلي، لدعم دافعي الضرائب من اصحاب التجارة او الرهون العقارية. وسجل الانخفاض في طلبات الإعانة لغير العاملين 301 ألف طلب في نهاية الشهر الجاري تاركا الرقم عند اقل المستويات منذ شهر سبتمبر (ايلول) الماضي عندما انخفضت الى 300 ألف طلب. وسجلت 36 ولاية ارتفاعا في الطلبات، و17 ولاية تم رفض الطلبات فيها، وكانت كاليفورنيا لها النصيب الأكبر الذي وصل الى 27 ألف طلب وذلك لرقم التسريحات الكبير الذي سجلته قطاعات البناء والتشييد. ويذكر أن كاليفورنيا وفلوريدا كانا الأكثر تأثرا بالأزمة العقارية.