مواقع الإنترنت العقارية.. البحث يرتفع والإيرادات تنمو

TT

كان الوقت أواخر أكتوبر (تشرين الأول) وكانت ريدفين، شركة سمسرة عقارات على الانترنت تتخذ من سياتل مقرا لها، قد تلقت قبل ثلاثة اشهر فقط استثمارا بقيمة 12 الف دولار تقوده شركة دريبر فيشر جيرفتسون. وفي غضون ذلك انهار قطاع الاقراض العقاري، وتزايد الرهن، وهبطت مبيعات البيوت. وكان أحد أكبر أسواق ريدفين، وهي لوس انجليس، تصارع سلسلة من حرائق الغابات وتوقفت مبيعات ريدفين.

ولم تكن ريدفين الضحية الوحيدة للتوقيت السيئ. ووضعت شركات المشاريع الاستثمارية الجديدة حوالي 50 مليون دولار في ثلاثة مواقع عقارات اخرى على الانترنت العام الماضي، وهي زيلو وتيرابيتز وتروليا، فقط لتشهد دخول السوق الى هبوط تاريخي.

وفي الوقت الحالي فانه على الرغم من أن جميع قطاعات العقارات تتمنى لو أنها تعمل بصورة أفضل خلال عام 2008، فان هذه المشاريع الجديدة على الانترنت تواصل عملها بصورة جيدة. وأظهرت كل شركة أخيرا تقارير عن مبيعات قوية وزيادات في العمل من خلال شبكة الانترنت. وصعدت تروليا الى القمة بحلول نهاية عام 2007، من المركز السادس في عام 2006، وفقا لمؤسسة نيلسون أونلاين. وعلى الرغم من أن هذه المواقع لا تنمو بالسرعة التي كانت ممكنة خلال سوق متفائلة فانها على الأقل تشهد نموا.

وقال غلين كيلمان الرئيس التنفيذي لشركة ريدفين انه «في سبتمبر كنا نعتقد انها ربما كانت بداية هبوط طويل الأمد. ولكن أيا كان السبب كانت الأشهر الثلاثة الأخيرة بالنسبة لنا ايجابية جدا».

وقال الرؤساء التنفيذيون لشركات تروليا وزيلو وتيرابيتز انهم تشجعوا ايضا بسبب النتائج الخيرة. واضافوا ان شركات العقارات على الانترنت يمكن أن تكون نسخة اليوم من شركات السفر على الانترنت التي ازدهرت بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر، وهي بديل زهيد الثمن للمجهزين الذين ينظرون الى منتج في السوق يهبط عليه الطلب فجأة.

وفي هذه الحالة يشهد السماسرة والوكلاء ميزانيات تسويقهم تنكمش بالتوافق مع العمولات وهم يصارعون من أجل بيع البيوت.

وقال بيت فلينت الرئيس التنفيذي لشركة تروليا لأبحاث العقارات التي تتخذ من سان فرانسيسكو مقرا لها، انه «ليس هناك من شك بأن كثيرا من السماسرة يشعرون بشيء من الألم في الوقت الحالي. انهم ينفقون على الاعلانات اقل من السابق، ولكنهم ينفقون حصة أكبر على الانترنت لأنها أرخص ويصلها الجمهور بصورة اسهل».

ولم يكشف فلينت عن ارقام المبيعات ولكنه قال ان البحث ينمو بنسبة تزيد على 10 في المائة شهريا، وان الايرادات تنمو بصورة اسرع من ذلك بكثير.

غير ان وضع ردفين مختلف بعض الشيء لأنها لا تقبل اعلانات من السماسرة والعملاء. وبدلا من ذلك يتنافس الموقع مع شركات السماسرة التقليدية لتقديم طريقة للناس لشراء وبيع البيوت من دون اتصالات مباشرة مع العملاء.

ويتصل المشترون والبائعون مع عملاء ردفين ـ الذين هم في الواقع ممثلون لخدمة العملاء على الانترنت ـ عن طريق الهاتف والبريد الالكتروني للتفاوض على العقود وترتيب زيارات المنازل، ضمن اشياء اخرى. ويدفع العملاء اجرا اقل بكثير الى ردفين اكثر مما يمكن ان يدفعوه للعملاء التقليديين.

واوضح كيلمان انه مع انخفاض مبيعات البيوت، «كان علينا النظر نظرة جدية الى ما هو يمكن ان ينجح وما لا يمكن نجاحه بالنسبة للبائع». وقد اطلع مندوبو الشركة على قواعد معدلات البيع ووجدوا انه، ضمن اشياء اخرى، فإن القوائم التي ظهرت يوم الجمعة جذبت 7.7 في المائة من الزوار اكثر من تلك التي طرحت يوم الجمعة. كما تبين ان اسعار البيوت التي ثمنها 351001 دولار تتلقى اهتماما اقل عبر الانترنت من تلك المعروضة بسعر 350 الف دولار فقط، بسبب الطريقة التي تصفي بها محركات البحث المعلومات. وقد بدأت الشركة في تقديم تلك المعلومات الى الزبائن في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، في نفس الوقت التي بدأت في نتائج ردفين. ومنذ اواخر سبتمبر، ارتفع نصيب الموقع من بيع العقارات التي تمثل فيها ردفين البائع بنسبة 23 في المائة في سياتل الى 2.5 في المائة، وانخفض بنسبة 176 في المائة في منطقة سان فرانسيسكو الى 1 في المائة. اما شركة زيلو التي تمكنت من الحصول في شهر سبتمبر على قرض بلغ 30 مليون دولار من شركة ليغ ماسون كابيتول ماندجمنت واخرين، فقد جذبت 20 في المائة اكثر من الزوار في شهر ديسمبر الماضي بالمقارنة بنفس الفترة من العام الأسبق، طبقا لما ذكره سبنسر راسكوف المسؤول المالي في زيلو.

وقال زاسكوف ان حجم عائدات الاعلانات الذي تحصل عليه لكل الف صفحة في موقعها تضاعف بالمقارنة بعام سابق، بعدما اضاف الموقع المزيد من عملاء البيع والمنتجات الاعلانية التي تسمح بالوصول الى اصحاب المنازل في منطقة معينة.

اما شركة تيرابيتز التي حصلت على 10 ملايين دولار من تيودور كابيتال في شهر يوليو (تموز) الماضي، فهي تؤسس مواقع لسماسرة العقارات والعملاء. وقد بدأت الشركة في بيع خدماتها في شهر سبتمبر الماضي. الا ان اشفاق منشي الرئيس التنفيذي لتيرابيتز قال انه سعيد بالتقدم الذي حققته الشركة. وقدمت الشركة هذا الشهر اول 6 مواقع للسمسرة. والسؤال الذي لم يجد اجابة حتى الان هو ما اذا كان نجاح الشركات الجديدة سينتشر الى مزيد من المواقع أولا كما ذكر كينيث كسار المحلل في نيلسن اونلاين. وقال «هناك انفصال مع ما يجري في هذا المجال، عندما يتعلق الامر بالزوار والمعلنين». ففي الوقت الذي يزداد فيه عدد الزوار، فإن عدد الاعلانات في مواقع العقارات انخفض بنسبة 31 في المائة في العام الماضي بالمقارنة بالعام الأسبق.

وقال كسار انه في العام الماضي كان المستهلكون الذين زاروا تلك المواقع يبحثون عن مساكن جديدة او قرض عقاري جديد لمساعدتهم على تطوير المسكن. واضاف «اما اليوم فإنهم يريدون فهم تأثير السوق بصفة عامة في سوقهم المحلية». ومع انتشار الانباء السيئة في هذا القطاع، لم يعد المستهلك هدفا للذين يريدون بيع ارائك جديدة او مساكن جديدة او قروض عقارية جديدة. واضاف كسار «غير ان الناس يريدون الحياة في مكان ما والتنقل من وقت لآخر. ولذا فستوجد قاعدة مستمرة من النشاط ستجعل العديد من اللاعبين سعداء.

* خدمة «نيويورك تايمز.»