السعودية: طرح 500 وحدة سكنية في مشروع تلال المدينة المنورة.. و1000 في مرحلة ثانية

«دار الأركان» مطور المشروع: يمثل نموذجا لتكامل القطاعين العام والخاص

رسم تخيلي لفلل مشروع التلال الإسكاني في المدينة المنورة («الشرق الاوسط»)
TT

كشفت دراسة حديثة أجريت على قطاع الإسكان في المدينة المنورة بالسعودية عن وجود فجوة في السوق الإسكاني في المدينة، التي يصل تعداد سكانها حوالي مليون نسمة، حيث ذكرت الدراسة أن الحاجة لفلل سكنية عالية الجودة، بأسعار معقولة تناسب أصحاب الدخل المتوسط يمكن امتلاكها ببدائل تمويلية متنوعة.

ويعتبر سوق المدينة المنورة من انشط الأسواق العقارية نظراً لوجود الحرم النبوي الشريف، بالإضافة إلى الأعمال التطويرية التي تعمل عليها الحكومة السعودية، حيث أعلنت أخيراً عن تطوير مدينة اقتصادية تعتمد على الصناعة المعرفية.

أمام ذلك، أوضحت شركة دار الأركان العقارية عن مشروع التلال الإسكاني الذي تنفذه في نطاق الحرم النبوي الشريف، حيث ستطور 500 وحدة سكنية كمرحلة أولى وطرحت للبيع حتى شهر يوليو (تموز) المقبل، يتبعها تطوير 1000 فيلا كمرحلة ثانية.

وذكرت الشركة أن مشروعها الذي يقع في الجهة الجنوبية للمدينة المنورة، يتم تنفيذه وفقاً للتكامل بين القطاعين العام والخاص في تحقيق الأهداف التنموية، إذ طورت الشركة كامل البنيتين التحتية والعلوية للمشروع على مساحة 2.2 مليون متر مربع يقع ثلثاها في منطقة الحرم النبوي الشريف، إذ يقع جزء كبير من المشروع على بعد 12 كيلومترا من المسجد النبوي.

وأشارت الشركة إلى ان توجهها لخدمة السوق الإسكاني للمدنية المنورة يأتي لتغطية الطلب الكبير على الوحدات الإسكانية في المدينة، الامر الذي دفع بالشركة أيضا للتعاون مع الشركة السعودية لتمويل المساكن «سهل» ومؤسسات تمويلية أخرى لرفع القدرة الشرائية للافراد في منطقة المدينة وما جاورها من شراء تلك الفلل بتمويل إسكاني يمتد لأكثر من عشرين سنة بأقساط شهرية تقارب قيمة الإيجارات السائدة في المنطقة.

ويتكون مخطط التلال من 1437 قطعة خصص منها 13 قطعة لبناء مساجد محلية وجوامع، كما خصصت 8 قطع لبناء مدارس للبنين والبنات، اضافةً الى تخصيص 15 قطعة كحدائق، إضافة لأرض خصصت لبناء مستوصف صحي. ويحتوي المشروع على 1420 قطعة سكنية بمتوسط 900 متر مربع للقطعة الواحدة وسيتم تخصيص الأراضي المطلة على طريق الجامعات كمراكز تجارية تخدم المشروع الذي تتوافر فيه كل الخدمات الأساسية.

وذكرت الشركة أن تطوير البنية التحتية لمشروع التلال اشتمل على إدخال خدمات الكهرباء، الماء، الهاتف، الصرف الصحي وشبكات الري، بينما اشتمل تطوير البنية العلوية على الطرق المعبدة، الأرصفة، الممرات، الإنارة والتشجير.

وأشارت الشركة إلى أنها حرصت على تمييز المشروع بمزيج من المشاريع الخدمية كالحدائق، المتنزهات، المرافق الإدارية ومرافق الخدمات العامة لخدمة منطقة المشروع والمناطق المجاورة.

واستعرضت شركة دار الأركان استراتيجيتها في المشروع إذ بدأت بالتطوير المرحلي للوحدات السكنية حسب حاجة السوق في المدينة المنورة، حيث انطلقت أعمال المرحلة الأولى منذ سنتين بتطوير 500 فيلا سكنية في 15 بلوكا بنموذجين رئيسين عربي وكلاسيكي. وينقسم كل منهما إلى خمسة نماذج بمسطحات بناء تتراوح مساحاتها من 303 أمتار مربعة إلى 360 مترا مربعا، وتوقعت الانتهاء من تسويق وتسليم كامل المرحلة الأولى في نهاية يوليو المقبل.

كما أطلقت الشركة أعمال تطوير أكثر من ألف فيلا سكنية تمثل المرحلة الثانية من تطوير المساكن في مشروع التلال، والتي اعتمدتها الشركة بعد دراسة شاملة للسوق الإسكاني في المدينة المنورة، حيث أثبتت الحاجة لأعداد كبيرة من الفلل السكنية لموازنة العرض والطلب، ومن المتوقع أن تنتهي أعمال تلك المرحلة في نهاية عام 2010.

وأبانت أنها سعت في مشروع التلال الى تطبيق فكر الشركة في تنويع استثماراتها في المدن الرئيسية في السعودية، حيث تشكل حركة «دار الأركان» كمطور عقاري كبير حافزا للتنمية العقارية في الأماكن التي تستثمر بها، إذ توقعت ان تطوير مشروع التلال سيزيد من عرض الأراضي والمساكن لموازنة العرض والطلب، الأمر الذي سيعود حتما على المنطقة وساكنيها بالفائدة.

يذكر أن «دار الاركان» عملت عدة دراسات على المشروع وتأثيره على المجتمع من الناحية الثقافية والاجتماعية، وتأثير التشكيل المعماري، وذلك للمساعدة في تكوين مجتمع متجانس يحافظ على الأصالة، ويتماشى مع العصر وينخرط في البيئة المحلية. كما درست الشركة كيفية تطوير الحلول التقليدية للوصول إلى مسكن يتناسب مع الوقت الحاضر وتحقيق الكفاءة الوظيفية بالتصميم المعماري مع ربط العناصر الأفقية والرأسية وسهولة الحركة فيها.

وبينت الشركة أنها اخذت في الاعتبار توفير المسطحات الخضراء وأماكن الترفيه مما ينعكس على إيجاد حياة جديدة، إضافة لتحقيق السبق كأول مشروع في المدينة المنورة يعطي ممرات للمشاة وعرضا اكبر للشوارع، مشيرة إلى أنها راعت الاهتمام بالتشجير والمواقف وأماكن الجلوس.

وراعت الشركة في التصاميم الخارجية للوحدات إعطاء جزء من الصورة الاجتماعية السائدة في المجتمع ، حيث تظهر في بعض تصاميم فلل التلال المحافظة على البيئة والهوية المعمارية للمنطقة وربط الحاضر بالماضي باستخدام مفردات معمارية محلية ظهرت في الزخارف المعمارية والفتحات الصغيرة والشبابيك الشريطية.