ضواحي لندن واسكوتلندا تخالف توقعات تراجع أسعار العقارات

بقيت على رأس المناطق الأكثر غلاء رغم ترجيحات ركود السوق العقاري البريطاني

TT

توقعت كبرى المؤسسات العقارية في بريطانيا، ومنها بنك «هاليفاكس» ان يتعرض قطاع العقارات السكنية في بريطانيا الى ركود او فتور نسبي العام الحالي، رغم نسب الارتفاع العالية التي حظي بها خلال العقد الماضي التي وصلت على المستوى الوطني الى 197 في المائة.

وفي هذا الاتجاه رصدت المؤسسات العقارية المعروفة مثل «نيشين وايد» و«هاليفاكس» و«بروبارتي فايندر» المناطق التي شهدت اعلى معدلات لنمو الاسعار العام الماضي وتلك التي شهدت تراجعات مهمة.

لكن رغم هذه التوقعات المتشائمة، فإن عدة مناطق عبر انحاء بريطانيا ستخالف الاتجاه العام ومن المرجح ان تنتعش بقوة، وبناء على ذلك الرصد والمعلومات والارقام المتوفرة، فإن تلك المؤسسات المالية والعقارية تمكنت من تسليط الضوء على عدد من المناطق التي يتوقع ان تكون من المناطق العقارية الساخنة في عام 2008، الامر الذي يهم معظم انواع المستثمرين أكانوا محليين أم أجانب. انجلترا: لا تزال المناطق الجنوبية الشرقية القريبة من لندن واسكوتلندا على رأس هذه المناطق التي يتوقع ان تشهد نموا في اسعار العقارات اعلى من بقية المناطق الاخرى في بريطانيا عام 2008.

وفي الجنوب، وفي لندن بشكل خاص، تشير الارقام والتحليلات الى ان المناطق الشرقية او ضاحية لندن الشرقية، خصوصا منطقة «هاكني» Hackney، ستشهد نموا وانتعاشا عقاريا ملحوظا اكبر بكثير من بقية المناطق الاخرى بسبب ورشة تحضير البنى التحتية للألعاب الاولمبية التي ستبدأ عام 2012، إذ ان هذه الورشة من المنتظر ان تشجع المستثمرين على الشراء في تلك المناطق والمناطق القريبة منها.

كما يتوقع ان ترتفع اسعار المنازل والعقارات بشكل عام في المناطق التي سيمر بها خط سكة الحديد الجديد، الذي سيبدأ العمل به هذا العام، وسيتم ذلك في إطار مشروع ضخم تحت اسم «كروسريل» Crossrail سينتهي العمل به عام 2017، وسيربط العاصمة لندن ووسطها بالكثير من المناطق والضواحي البعيدة من ستراتفورد في الجنوب الشرقي الى ميدانهيد في الجنوب الغربي. ولهذا السبب ايضا يقدر الخبراء في لندن ان تشهد الاسعار في كل من «تشاثم» Chatham، وبعض المناطق الاخرى في «كنت»، ارتفاعا في اسعار العقارات العام الحالي، إذ يتوقع ان يرتفع الطلب على العقارات بسبب خط السكة الحديد الذي سيصلها بلندن نهاية العام المقبل.

كما يتوقع ان ترتفع الاسعار في «دارتفورد» Dartford والمناطق المحيطة بها في «كنت»، بعد ان افتتحت محطة القطار الدولية في «ايبسفليت» Ebbsfleet. ويوجد في المنطقة كما هو معروف مركز «بلو ووتر» للتسوق وهو مركز شهير. وسيكون بامكان الفرد استقلال القطار من المحطة الى محطة «كينغز كروس» وسط العاصمة، كما هو الحال مع العاصمتين الفرنسية والبلجيكية باريس وبروكسل، من دون منغصات.

بأية حال، فإن كافة التوقعات تشير الى ان منطقة «كنت» Kent كما يبدو، ستحظى بنصيب الاسد من نسب النمو العقاري في بريطانيا والجنوب بشكل عام بسبب تحديث المواصلات وربطها بالخارج ورغبة البعض العيش قريبا من الساحل.

اما في شمال انجلترا، فالحديث يجري عن ارتفاع الاسعار في مدينة ليفربول هذا العام، بنسب اكبر من غيرها من المدن (عدا لندن)، على خلفية الاحتفال بها كعاصمة اوروبا الثقافية هذه السنة. فقد ادى ذلك الى زيادة الاستثمارات الخارجية في المدينة، وزيادة الطلب على العقارات وارتفاع عدد المشاريع التحديثية في بعض الضواحي والوسط التجاري والجهة البحرية الشهيرة.

وعلى هذا الصعيد، يقول الخبير العقاري كولين كيمب «الطلب العالي على العقارات في بعض المناطق سيتواصل كما هو الحال مع الاسعار، بغض النظر عما يتوقع من تراجع اقتصادي عام. والمناطق التي سيكون اداؤها ممتازا من ناحية الاسعار، هي المناطق التي تتمتع بمواصلات جيدة مع المدن الكبرى واسعار مقبولة حتى الآن. كما ان بعض المناطق ستشهد انتعاشا سعريا بسبب مشاريع البنى التحتية التي تجري فيها»، كما هو الحال مع مدينة ليفربول.

من جهته قال لـ «الشرق الأوسط»، الخبير الاقتصادي والعقاري مارتين إليس من «هاليفاكس»، أكبر المؤسسات العقارية في بريطانيا: «المناطق التي ستشهد ارتفاعا في الاسعار لا بد ان تتمتع بمواصلات جيدة واسعار عقارية رخيصة نسبيا على المستوى الوطني العام. لا شك ان بعض المناطق ستشهد ارتفاعا في الاسعار بسبب مشاريع البنى التحية ومنها شرق لندن وحول موقع المدينة الاولمبية، وبعض مناطق «كنت» لربطها مباشرة بلندن». وحول ما إذا كانت مسألة تشديد شروط الحصول على القروض العقارية كما هو متوقع هذا العام بسبب ازمة الائتمان الدولية، ستؤثر في حجمي الاستثمار والنمو في المناطق الساخنة عقاريا هذا العام، يقول إليس «هذه المسألة ستؤثر في حجم الطلب على العقارات في كل مكان، ومنها المناطق الساخنة. من الصعب التكهن حول ما إذا كانت الامور ستتجه الى الاسوأ أم لا، لكننا نتوقع ان يكون عام 2008 عاما صعبا على مؤسسات الإقراض العقاري».

اسكتلندا: شهدت بعض المناطق في اسكتلندا خلال العقد الماضي نموا ملحوظا ومضطردا لاسعار العقارات فاجأ جميع المعنيين في عالم العقار، إذ ان بعض الاسعار في المدن الكبرى كغلاسكو وادنبرة وأبردين والمناطق المحيطة، بها سجلت نموا جيدا في الاسعار فاق في اهميته النمو الذي شهدته بعض المناطق الجنوبية الإنجليزية المطلوبة لقربها من لندن.

ولهذا يتوقع الخبراء في «رايت موف» و«نيشين وايد» و«هاليفاكس»، هذه السنة، ورغم الاوضاع الاقتصادية الصعبة، ان تنمو الاسعار في كل من «لوخجالي» Lochgelly و«بيزلي» Paisley و«غرينوك» Greenock بشكل ممتاز، خصوصا ان معدل الأسعار في هذه المناطق لا يزال حتى الآن اقل بكثير من المعدل الوطني العام، في الوقت الذي تعتبر فيه من المناطق الموصولة جيدا بالعاصمة ادنبرة وغلاسكو (حافلات وقطارات).

وعلى الارجح ان يقصد المستثمرون هذه البلدات للبحث عن فرص استثمارية عقارية جيدة على المديين القريب والبعيد. وسيتم بالطبع الصراع بين المستثمرين على نخبة العقارات هناك قبل ان تنفد وتذهب الى المستثمرين الاجانب والشركات الكبرى الخاصة بقطاع الإيجار.

واهم المناطق الاسكتلندية التي ستشهد نموا جيدا للاسعار حسب الخبراء هي منطقة «ابردينشاير» Aberdeenshire، التي تضم اهم مدن الشمال ابردين. ورغم ان الاسعار لا تزال جيدة هناك، فإنه يتوقع ان تواصل ارتفاعها العام الحالي لأسباب عدة اهمها: الاقتصاد القوي الذي تتمتع به المنطقة وانتاج النفط والطاقة الذي جعل منها اهم مراكز انتاج النفط في العالم، بالإضافة الى الجامعة المعروفة التي تجذب الطلاب من جميع انحاء العالم. ويقول تقرير خاص بـ «هاليفاكس»، ان اداء اسعار المنازل والعقارات في ابردين منذ عشرين سنة يبدو متناغما ومنسجما مع اداء اسعار النفط، أي انه يرتفع بشكل متواصل من دون توقف.

مقاطعة ويلز: اما على صعيد مقاطعة ويلز، فيتوقع الخبراء ان تكون منطقة «مونماوثشاير» Monmouthshire، من اهم المناطق او النقاط الساخنة عقاريا في البلاد هذه السنة، خصوصا بلدات «نيوبورت» Newport و«بونتيبول» Pontypool، حيث يتوقع ان يرتفع الطلب، ويزداد عدد الباحثين عن منزل ثان. كما ان المنطقة تتمتع بشبكة مواصلات ممتازة تصلها بأي مكان في بريطانيا، وبخدمات ومنافع جيدة، اضف الى ذلك الطبيعة الخلابة والبيئة النظيفة.

وقد سجلت كل من «مونت روز» Montrose و«آنغاس» Angus اكبر نسبة لنمو الاسعار في مقاطعة ويلز عام 2007، وصلت الى 39 في المائة.