«باب جدة».. مشروع يغير ملامح وسط المدينة

عقاريون سعوديون يعترضون على الموقع ويدعون لإقامة المشاريع الكبيرة خارج العمران للمساهمة في التمدد

مشروع باب جدة استقطب مستثمرين من السعودية والخليج («الشرق الأوسط»)
TT

سجلت أسعار الأراضي المجاورة لمشروع «باب جدة» الجديد ارتفاعا بنسبة 90 في المائة عما كانت عليه في السابق، من 800 ريال إلى 1500 ريال سعودي (399.9 دولار). وتوقع عقاريون سعوديون ان يحدث المشروع الجديد تحولا في بوصلة المواقع في جدة، ويحول وسط المدينة الى حيث يقع المشروع. وفي المقابل سجل عقاريون اخرون اعتراضهم على موقع المشروع باعتبار هذه المنطقة تعد الاكثر ازدحاما، داعين إلى إقامة مثل هذه المشاريع خارج نطاق المدينة حتى تكون نواة لتمدد مدينة جدة في جميع الاتجاهات بدلا من التزاحم في الداخل كما يحدث.

لكن المؤيدين والمعارضين حول موقع المشروع يتفقون على ان المشروع غير موقع قلب جدة ووسطها فبعد ان كانت عدة أحياء تتنافس على هذا المسمى، يبدو ان هذا الموقع حظي به دون منافس قبل ان تكبر دائرة الاستثمار فيه اذ تشير الملامح الاولية الى ان هذه المنطقة ستكون الابرز خاصة، بعد تضاعف أسعار الأراضي المحيطة بالمشروع والقريبة منه عدة مرات.

المشروع الذي تقوم بتنفيذه شركة «إعمار الشرق الأوسط»، وشركة التطوير العقاري الإقليمية التابعة لـ«إعمار العقارية» التي تتخذ من دولة الإمارات مقراً لها، بدأت آليات العمل والبناء فيه.

وأوضح المهندس علاء ساعد، الرئيس التنفيذي لشركة إعمار الشرق الأوسط ان باب جدة هو مشروع متكامل، ممتد على مساحة تزيد عن نصف مليون متر مربع في وسط مدينة جدة الجديد. وتبلغ تكلفة المشروع 6 مليارات ريال سعودي (1.6 مليار دولار).

وأضاف ان المشروع سيسهم في تحويل المنطقة إلى وسط جدة الجديد، كما سيساهم في استقطاب مستثمرين من السعودية ومنطقة الخليج، مما يعني توفير عدد أكبر من فرص الاستثمار، وهذا بدوره سيقود المنطقة لنمو أسرع.

وتابع ساعد، ان المشروع يتميز بموقعه الاستراتيجي في قلب وسط مدينة جدة الجديد، واحتضانه لنخبة من المرافق السكنية والتجارية والترفيهية التي اجتذبت كبار المستثمرين محلياً ودولياً. وبين الساعد أن مثل هذه المشاريع تسهم في تنشيط قطاع العقار، وتتماشى مع النمو السكاني المطرد في المملكة وتدعم النمو الاقتصادي عن طريق توفير فرص عمل للكوادر السعودية.

وفي الجانب الاخر انقسم العقاريون بين مؤيد ومعارض لموقع المشروع، ففي حين رأى البعض ان المشروع احدث ثورة وتحولا عقاريا في تلك المنطقة التي اقيم فيها وما حولها، رأى آخرون أن مشروعا كهذا كان الأجدر أن يقام خارج نطاق السكان ليسهم في عملية التمدد العمراني والتوسع للمدينة.

وأفاد عبد الله بن سعيد الاحمري نائب رئيس اللجنة العقارية بالغرفة التجارية أن مشروعا ضخما كهذا كان من الأجدر وضعه في اطراف المدينة، مشيرا إلى أن المشروع سيسهم مستقبلا في زيادة زحام الحركة المرورية في المنطقة. وشدد على ضرورة إقامة مشاريع طرق وكباري وأنفاق خاصة بالمشروع. مستدلا بما أصاب مخطط الحرمين الذي يشهد حاليا ازدحاما شديدا عند الدخول إليه والخروج منه.

وأكد محمد العدواني الخبير العقاري في جدة، أن المشروع ضخم ولكن الموقع المناسب له كان خارج النطاق العمراني، لأنه سيسهم في التمدد العمراني لمدينة جدة خاصة باتجاه الشمال، إضافة إلى انه سينشأ في منطقة خالية من الزحام.

ويتابع ان المنطقة التي انشئ فيها المشروع، تضاعفت أسعارها. ففي المطار القديم وصل المتر الداخلي الى 1500 ريال بينما كان في السابق في حدود 800 ريال او مايقاربها. مضيفا أن المشروع حول هذه المنطقة التي انشئ فيها سيكون اهم منطقة في جدة مستقبلا بعد انتهاء كافة التجهيزات باعتبار ان شركة اعمار ستقيم عددا من المشاريع التسويقية والمركزية في تلك الانحاء. وأضاف العدواني أن الأيام القادمة ستكشف أخطاء إقامة مثل هذا المشروع الضخم في هذا المكان نظرا للزحام والكثافة، وهو ما يتطلب من الشركة سرعة إقامة مشاريعها الخاصة وتجهيزاتها وتحملها نفقة إقامة الطرق بشكل سريع.

وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة «إعمار الشرق الأوسط» أن المشروع يتألف من موقعين رئيسيين يمتد أولهما على مساحة 413 ألف متر مربع بالقرب من شارع الملك عبد الله، في حين يمتد الثاني على مساحة 140 الف متر مربع بمحاذاة شارع عبد الله السليمان وعلى مسافة قريبة من محطة القطار الرئيسية الواصلة بين مكة المكرمة والمدينة المنورة.

مضيفا أنه من المقرر أن يحتضن «باب جدة» 6 آلاف وحدة سكنية و230 ألف متر مربع من المساحات الإدارية و75 ألف متر مربع من المساحات التجارية، كما تبعد عنه مكة المكرمة بـ45 دقيقة من جدة.

ويضم المشروع مجموعة من المرافق المتكاملة مثل الحدائق وأحواض السباحة ومراكز اللياقة البدنية وملاعب الأطفال، إضافة إلى ممرات التنزه المخصصة للمشاة التي تنتشر على جانبيها مجموعة من أفخم المطاعم والمقاهي والمتاجر العالمية، وسيتم تزويد كافة الوحدات السكنية بأحدث خدمات الاتصال السريع بالإنترنت وأنظمة الصيانة والأمن التي تعمل على مدار اليوم.

الى ذلك تستمر أعمال إنشاء البنية التحتية في المشروع الجديد، وقامت مؤخراً شركة «إعمار الشرق الأوسط» بتوقيع اتفاقية مع شركتين كبيرتين لإنشاء البنية التحتية. وبموجب الاتفاقية، تعمل الشركتان على إنشاء شبكة المياه وشبكة الصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار وتمديدات الإضاءة والكهرباء ورصف وتشييد الأرصفة وممرات المشاة والممرات الداخلية بالمشروع.

ورغم ان مصادر في شركة «اعمار الشرق الاوسط» تحفظت عن الكشف عن حجم المبيعات حتى الان، الا ان علاء الساعد اكد ان عمليات البيع شهدت إقبالا لافتا.

ويشير الساعد الى ان الوحدات السكنية في مجمع «أبراج الهلال» الواقع ضمن مشروع «باب جدة» شهدت إقبالاً كبيراً جداً، غير متوقع عند إطلاق عمليات البيع للمرحلة الأولى من المشروع.

الأمر الذي عكس مدى أهمية المشروع بوصفه أحد أهم ركائزه والبداية الفعلية لوسط مدينة جدة الجديد، ويعبر في الوقت ذاته عن مدى ثقة المستثمرين بمشاريع «إعمار» التطويرية التي حققت سمعة مرموقة في أهم الأسواق العالمية.

وتتم عمليات البيع وفق الية معينة حيث يتم تسليم 5 في المائة من القيمة عند الحجز وبعد 30 يوما تسلم 15 في المائة وتستمر الاقساط الى عام 2010.

ويمثل هذا المجمع العمراني إضافة قيمة إلى مشاريع أنماط الحياة العصرية الراقية في السعودية، وسيساهم في اجتذاب المزيد من الاستثمارات إلى أسواق المملكة.