صفقة «ثكنات تشيلسي العسكرية» الأغلى في لندن خلال 10 أعوام

ضخ 1.87 مليار دولار في «ماي فير وبلغرافيا القرن الـ21»

منظر يوضح حدود المنطقة السكنية الجديدة في حي تشيلسى («الشرق الأوسط»)
TT

من خشونة عسكرية إلى أرقى الأحياء السكنية والأغلى ثمنا في وسط العاصمة البريطانية لندن، وهو المشروع السكني الذي شرع فيه الأخوان كريستيان ونك كينيدي وديار القطرية قبل أسابيع قليلة، بشراء مجمع ثكنات تشيلسي العسكري التابع لوزارة الدفاع البريطانية، الذي طرح للبيع قبل عامين ونصف العام. استثمرت فيه 959 مليون جنيه إسترليني (1.87 مليار دولار) على مساحة 12.8 فدان، أي ما يعادل 48.5 ألف متر مربع، وستكون أغلى منطقة سكنية عند إعادة تطوير المنطقة ليبلغ سعر الفدان الواحد حوالي 75 مليون جنيه إسترليني (146 مليون دولار).

وتعد عملية بيع الثكنات أهم صفقة عقارية في لندن خلال العشر سنوات الماضية وأغلاها ثمنا، وذلك في إطار مشروع عقاري تهدف من خلاله شركة «بروجكت بلو غيرنزي» المملوكة لديار القطرية إلى بناء مجمع بطابع مميز. أسست شركة «بروجكت بلو غيرنزي» بشراكة بين كل من شركة الديار القطرية، وشركة CPC Group المملوكة للأخوين كينيدي، التي تتخذ من غيرنزي في لندن مقرا لها.

ويقع المشروع الجديد الذي أطلق عليه الأخوان كينيدي «ماي فير وبلغرافيا القرن الواحد والعشرين»، نظرا لرقي المستوى السكني بهما، قرابة ميدان سلون وليس بعيدا عن نهر التايمز بوسط مقاطعة تشيلسي، الذي يقزم حجم الاستثمار بمشروع الوحدات السكنية بنايتس بريدج، المطل على حديقة هايد بارك الذي أشرفوا على الانتهاء منه وسيتم طرحه في السوق العام المقبل 2009 باستثمار 150 مليون جنيه إسترليني (292 مليون دولار).

يشار إلى أن حمد بن جاسم، رئيس وزراء ووزير خارجية قطر، في شهر مارس (آذار) عام 2007، وضع اسمه على إحدى الوحدات السكنية المقابلة لحديقة هايد بارك بتكلفة 100 مليون جنيه إسترليني مقابل الوحدة الواحدة!. وتم بيع وحدتين أخريين بنفس السعر، ليحطم الرقم القياسي لأسعار الوحدات السكنية في لندن الذي كان 27 مليون جنيه إسترليني لشقة في حي تشيلسي، بينما طبقا للأخوين، كما ورد في جريدة «الاندبندنت» البريطانية، أن أكثر البيوت غلاء التي تم بيعها كان سعرها 70 مليون جنيه استرليني منذ عامين في مدينة ويندليشهام، في مدينة ساري غرب بريطانيا.

وذكر الأخوان في وقت سابق بعد إتمام الصفقة التي سيتم تسديد أقساطها على مدى 5 سنوات، أن خطة هدم الثكنات العسكرية، متوقع أن تبدأ في غضون الأشهر القليلة المقبلة، وحسب الخطة الأولية سيتم بناء فندق ضخم و1500 منزل وشقق سكنية لتماثل حي ماي فير الراقي، وسيتم الانتهاء من المشروع خلال الخمس سنوات المقبلة. وأضاف نك كينيدي أن المشترين سجلوا بشكل مبدئي أسماءهم لشراء منازل منذ أعلن عن المشروع العام الماضي، وسيتم البدء في بيع الشقق العام المقبل بعد الحصول على تصريح البناء الجديد من بلدية تشيلسي.

وأشار إلى أن المجمع السكني الجديد سيحتوي على كل عناصر الأمان والفن والآليات الحديثة، وسيكون أكثر الأحياء السكنية غلاء، موجها إلى الأغنياء الباحثين عن قاعدة لهم في لندن، مضيفا انه تم تعيين فريق محترف ذي خبرات عالمية، يعمل على تنفيذ المشروع من أجل تحويل موقع الثكنات إلى تحفة فنية في التصميم المعاصر. إذ ان تأثيره سيكون محدودا في عوامل تغير المناخ والاحتباس الحراري، وذلك من خلال استخدام نظام موحد للتبريد والتدفئة والكهرباء يراعي السلامة البيئية عبر استخدام مدروس للطاقة.

وقد اختيرت شركة «روجرز ستيرك هاربور» العملاقة للأعمال الهندسية، لترسم المشروع بحيث يكون معلما فريدا متعدد الاستخدامات، ينسجم مع محيطه المطل على المستشفى الملكي وعلى حدائق رانيغالد الساحرة. مشددا على أن المجمع الجديد سيكون الأغلى في العالم رغم ضعف السوق العقاري، وقد يصل سعر القدم المربع إلى 5 آلاف جنيه إسترليني (9.7 ألف دولار). وأوضح الأخوان أن المشروع قد تتعدى قيمته عدة مليارات استرلينية بعد إتمامه نظرا إلى أن مبلغ 300 مليون جنيه ستحصل عليه وزارة الدفاع البريطانية، و58.3 مليون جنيه إسترليني لهيئة تقدير الأصول الحكومية حسب تقديراتها.

وعين الأخوان صاحبا أكثر المباني غلاء في لندن، المهندس المعماري لورد روجر لتصميم الواجهات الخارجية للمباني التي ستستبدل بالبنايات العسكرية، بينما سيتولى الأخوان التصميمات الداخلية، وسيعملان كمديرين تنفيذيين.

وسيصمم المجمع السكني الجديد الذي أطلق عليه «الدرجة العالمية» ليكون مجمعا سكنيا يحتذى به، ليحتوي على العديد من التسهيلات الاجتماعية، من وحدات سكنية وشقق فاخرة، بالإضافة إلى محال تجارية وعدد من المرافق والخدمات المختلفة المساندة.

هذا وستعرض الوحدات السكنية للبيع في خلال أشهر قليلة، وسيشمل المشروع المقترح المناظر المحيطة وسينسجم مع جمال الطبيعة الخضراء التي تضم أراضي مشجرة ومتنزهات وحدائق عامة استحدثت وفق المعايير الفنية والبيئية المحلية والدولية بداخل المجمع.

وسيبنى فندق ذو منتجع ترفيهي على قمة الفندق، لاستفادة نزلائه وسكان المجمع السكني.

وسيتكون المجمع من حوالي 1500 منزل و600 شقة مصممة بأسلوب خاص بحيث يستمتع كل ساكن بمميزات وحدته السكنية على جميع الوجوه. ويملك الأخوان حوالي 20 فدانا من أراضي العقارات في وسط العاصمة، أغلبها في مقاطعة ويستمينستر، بالإضافة إلى بعض الممتلكات في مناطق تجذب الأذهان، منها موناكو وبفرلي هيلز وقطر.

حول الأخوان كينيدي قرضا قيمته 6 آلاف جنيه إسترليني إلى ما يقرب من 9 مليارات جنيه إسترليني وإمبراطورية عقارية، عندما اشتريا شقتهما الأولى في منطقة ايرلز كورت عام 1995، وكانت مكونة من غرفة نوم واحدة بمبلغ 122 ألف جنيه إسترليني. واقترضا 6 آلاف جنيه لتشطيبها من الداخل، وتغيير تصميماتها، ثم باعاها بعد 18 شهرا بـ 172 ألف جنيه إسترليني.

وبفارق 50 ألف جنيه إسترليني (100 ألف دولار)، بدأ البحث عن شقة مماثلة لا تحتاج إلا لبعض التحديث من الداخل، وبعد 8 أشهر ارتفع المكسب إلى 90 ألف جنيه إسترليني وبدأت الكرة تدور.

يبلغ الأخوان من العمر 33 و34 عاما ويجلسان على ثلاثة من أكبر المشروعات الخاصة في العالم. أحد المشروعات «هايد بارك» بمنطقة نايتس بريدج، يتراوح ثمنه ما بين 20 إلى 100 مليون جنيه إسترليني، ليصبح الأغلى ثمنا في التاريخ البريطاني.

وبينما يصدر التصريح لإعادة بناء مبنى مستشفى ميدلسيكس شمال «أكسفورد ستريت» الشهير ليتحول إلى «نوهو سكوير» ويضم عقارات سكنية ومجمعا تجاريا، تحتوي على 273 منزلا جديدا و33 ألف قدم كمساحات لمكاتب، بالإضافة إلى حديقة، باستثمارات تصل إلى 1.5 مليار جنيه إسترليني، الذي تم شراؤه منذ 3 سنوات، يضع الأخوان في دائرة التحكم في 20 فدانا بوسط العاصمة البريطانية.