مطورو العقارات يبحثون عن فرص استثمارية وسط ركام الاقتصاد العالمي

يتطلعون لمناطق مثل تايلاند وأوروبا الشرقية للنمو وسط بروز ظاهرة جديدة تتمثل في تطور سوق الشاليهات

برزت في العقارات ظاهرة جديدة تتمثل في تطور سوق الشاليهات (خدمة كي أر تي)
TT

خلف الصف المعتاد من فيلات الشاطئ والمشاريع الواعدة التي «ستعيد تشكيل الحياة في المنتجعات» فإن معرض العقارات الدولي (سيما SIMA) يلقي الضوء على تحولات جوهرية في السوق العالمية للشاليهات. وقد انعكس اضطراب أسواق العقارات في أوروبا على انخفاض أعداد الحاضرين والعارضين، وهو الأمر الذي يحدث لأول مرة لشركة سالون إنموبليارو إنترناسونال دي مدريد، التي تعتبر نفسها أكبر شركة معارض عقارات في العالم. ولكن على العكس من ذلك، ازدادت حصة السوق العالمية خلال فترة المعرض التي انطلقت اخيرا ، بما في ذلك شركات أميركا الجنوبية وآسيا. ويقول دانيل روزنتال وهو مدير معارض في شركة إيجينيو البرازيلية: «عندما تكون سوق العقارات في أوروبا في حالة غير جيدة، فإن ذلك يعتبر شيئا جيدا جدا بالنسبة إلينا».

وقد ظهر العديد من الشركات للمرة الأولى في معرض مدريد، مما يعكس ازدياد السوق العالمية للعقارات السكنية. وبينما يتطلع المستثمرون إلى تخطي حدود الدول الأخرى للاستثمار في مجال العقارات التجارية، فإن هناك ظاهرة جديدة تتمثل في تطور سوق الشاليهات، حسبما يقول المحللون. ويقول دافيد والتون وهو مدير التسويق في شركة سيام رويال فيو وهي شركة سويسرية تعمل في مجال تطوير المشاريع في تايلاند: «إننا نرى الأفراد يأخذون رؤوس الأموال من أوروبا والولايات المتحدة ويحولونها إلى الشرق». ويعرض والتون مشاريع في مدينة باتايا وجزيرة صغيرة تسمى كوه شانج، في تايلاند، حيث يقدم شاليهات يتراوح سعرها بين 393 الف دولار إلى 2.4 مليون دولار. ويقول والتون: «إننا نهتم بعملائنا المتخصصين في سوق الاستثمار.» وقد اعتبر والتون أن المعرض كان ناجحا، ووصف محادثاته مع العديد من «المستثمرين الجادين» بأنها كانت مثمرة. وقد كانت هناك علامات على أن بعض الأسواق ما زالت تتسم بالنشاط والحيوية. وقد وصلت أسعار الشقق الفاخرة في روسيا إلى نحو 25 الف دولار للمتر المربع، أي نحو 2.336 دولارا للقدم المربعة، مقارنة بنحو 7 ـ 8 الاف دولار للمتر المربع في العديد من المدن الكبرى حول العالم، حسبما أفاد إليكس رومانينكو رئيس شركة أدفيكس للعقارات ونقيب العقاريين الروس – وهو الأمر الذي أثار دهشة الجمهور في أحد المؤتمرات. ولكن كانت هناك علامات كثيرة أيضا على أن المخاوف بشأن السوق الأوربية والأميركية قد أثرت تأثيرا بالغا على أسواق العقارات في جميع أنحاء العالم. وعلى الرغم من أن معرض SIMA يعتبر ملتقى لمطوري المشروعات التي يتم بيعها قبل بنائها، إلا أنه تم الإعلان عن القليل من التطويرات أثناء معرض هذا العام. وفي عام 2007، أعلنت هيئة العقاريين في ميامي وشركة بيتشز عن تنظيم معرضهما الخاص بهما، حيث تم تقديم مساحات للمطورين في فلوريدا. ولكن في هذا العام، لم تكن هناك إمكانية لإيجاد عدد كاف من المستثمرين للمشاركة وكان مكان العرض الخاص بهما صغيرا في طرف ساحة المعرض. وتقول تريزيتا بيرساش الرئيس المقيم للمجموعة: «هناك القليل من المشروعات التي تبدأ أعمالها في فلوريدا».

وفي هذا الإطار، فإن فلوريدا ليست وحدها. ويقول توبياس جاست وهو محلل في دويتشة بانك، انه بسبب أزمة الائتمان وازدياد عدد الفيلات الفاخرة فإن العديد من الأسواق في أوروبا قد تحولت عن بناء الشاليهات. وقد أفاد جاست في أحد النقاشات الخاصة بالأسواق العالمية بقوله: نتوقع انخفاض نشاط البناء السكني بصورة ملحوظة في أوروبا. كما حذر جاست من أن الزيادات الأخيرة في أسواق أوروبا الشرقية مثل بلجيكا وروسيا وكرواتيا «غير ثابتة».

كما قال جاست: « إنني لا أقول إن ذلك سوف يحدث غدا، ولكن من المحتمل جدا أن يحدث تصحيح في أسواق أوروبا الشرقية».

وعلى الرغم من أن التطوير والنمو جزء من استراتيجية SIMA، إلا أن المسؤولين الإسبان أفادوا بأن سوق الشاليهات في البلاد تمر بمرحلة تصحيح جدية. وفي أثناء المعرض، أعلن رئيس البلاد الذي أعيد انتخابه أخيرا جوزيه لويس زاباتيرو، خطة حاسمة لمساعدة صناعة البناء، بما في ذلك الكشف عن برنامج حكومي لاستئجار المنازل التي لم يتم بيعها. وفي شهر يناير (كانون الثاني) انخفضت مبيعات المنازل في إسبانيا بنحو 27 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، حسبما أعلنت إحصاءات معهد الإحصاء الأهلي. كما انخفضت نسبة إعادة بيع المنازل بنحو 35.6 بالمائة. وقد قام العديد من الشركات بما في ذلك غروبو مول وغروبو يورومبرسا وتي ام غروب، بتوظيف شركة SIMA لتطوير العمل في أماكن جديدة مثل المكسيك وبنما. وقد قام المعرض الذي تديره شركة هاي غروبو للاستشارات، ومقرها مدريد على تقوية علاقاتها بأصحاب المشروعات في المجر ورومانيا، حيث تحرص SIMA على جعل بوخارست نقطة جذب لبناء الشاليهات، مستخدمة شعار: « إنها مسألة وقت».

وقد انخفض عدد معارض SIMA بنحو 25 في المائة عن عام 2007، أي انخفض من 800 إلى 600 معرض، وهو الانخفاض الأول من نوعه في عمر الشركة الذي يصل إلى 10 أعوام. وقد انخفض الجمهور بنحو 6 في المائة من 160 الف زائر عام 2007 ـ لكن المنظمين يقولون إن الانخفاض الطفيف يعتبر انتصارا كبيرا لهم. ويقول إيلوي بوهوا المدير التنفيذي لشركة SIMA: «إن التوقعات كانت منخفضة.» وهو بذلك يعكس الاضطراب الذي تشهده الأسواق العالمية.

* خدمة «نيويورك تايمز»