السعودية: نمو الطلب على عقارات شمال الرياض يساعد في ضخ استثمارات جديدة للمطورين

خبير عقاري: الحركة العقارية في المنطقة كانت الأكثف خلال الفترات الماضية

شمال الرياض شكل الجبهة الجديدة للمواجهة العقارية («الشرق الأوسط»)
TT

أصبح شمال العاصمة السعودية الرياض موقعا جذابا للكثير من المستثمرين العقاريين في الفترة الماضية، خاصة في ظل التنافس الذي يحوم حول جذب اكبر عدد من المستثمرين، مما ينذر بوجود منافسة قوية بين المشاريع الكبيرة، التي بدأت في الحركة التجارية. ومع تلك الحركة التجارية لمطوري المشاريع العقارية في شمال العاصمة والاستفادة من الميزة النسبية لتوجه العمران للشمال، سعى المطورون إلى جذب اكبر عدد من المشترين، حيث أعلن عبد الله صالح كامل، رئيس مجلس الشركاء في شركة درة الرياض العقارية، أنه تم بيع 90 في المائة من مساحة مشروع الشركة في شمال الرياض.

في حين أعلنت شركة ليمتلس الإماراتية عن مشروعها (الوصل) في شمال العاصمة، في حين ذكرت شركة دار الأركان عن بدء أعمال مشروعها الضخم (شمس الرياض) في شمال العاصمة أيضا.

ومع تلك الحركة العقارية التي تهدف إلى جذب انتباه اكبر عدد من المستهلكين الراغبين في شراء منازل، تسعى شركات جديدة إلى الظفر بمواقع متميزة في شمال العاصمة، خاصة في منطقة الثمامة التي تشهد حركة بيع وشراء كبيرة نظراً لوجود عدد من رجال العقارات ومؤسسات حكومية في تلك المنطقة.

وتعتزم تلك الشركات بناء احياء ومدن سكنية لتلبية الطلب المتزايد على العقارات السكنية والتجارية والخروج من ازدحام وسط المدن وما يتسبب عنه من ازدحام وضوضاء، خاصة ان مدينة الرياض تشهد نمواً كبيراً في قطاع الأعمال كونها العاصمة الاقتصادية الأولى في منطقة الشرق الأوسط من حيث النمو والحركة الكبيرة، بالإضافة إلى النمو السكاني الذي تشهده العاصمة، من خلال الهجرة الكبيرة إلى المدينة نتيجة توافر الوظائف المجدية وبحث الشركات العاملة عن كوادر وطاقات بشرية لمواصلة اعمالها. ويعتبر النمو السكاني احد الأسباب الرئيسية لارتفاع الطلب على العقار في الرياض، حيث تشكل شريحة الشباب النسبة الأكبر بين سكان العاصمة، وفي ظل المميزات التي تقدم للموظفين من قبل الشركات، يسعى الكثير إلى امتلاك أو استئجار منازل مناسبة.

وفي ظل هذا التدفق شهدت الفترة الماضية ارتفاعا في أسعار الإيجارات خاصة في منطقة الشمال التي تستحوذ على النسبة الأكبر من الحركة العقارية في العاصمة السعودية الرياض. وفي منافسة الشمال إلا ان الوسط وبقيادة مشاريع مثل مشروع القصر لشركة دار الأركان العقارية، والذي يقدم خيارات متعددة ساهمت في جذب المشترين للمشروع، حيث يعمد إلى تطبيق أفكار جديدة من خلال تعاون أمانة مدينة الرياض مع الشركة في تخصيص مساحة اكبر للخدمات عن ما هي مقدمة للمساكن، وحصول الشركة على ارتفاعات تساعدها على استثماراها في المشروع، بالإضافة إلى تطبيقها طرقا جديدة في التمويل بمساندة من البنوك المحلية التي قدمت قروضا متعددة للمستهلكين للمشروع.

من جهته أشار عايض الشهراني وسيط في مكتب عقارات في شمال العاصمة السعودية الى أن الحركة كبيرة على عقارات شمال العاصمة، خاصة من المتزوجين حديثاً، حيث يكثر الطلب على الشقق التمليك التي تعتبر محدودة في المنطقة، وأكثر المعروض يتمثل في شقق الإيجار، التي ترتفع أسعارها نظراً لموجة التضخم في أسعار الإيجار التي تجتاح البلاد، حيث رفع ملاك العقارات الأسعار نتيجة الطلب الكبير على المنتجات العقارية.

وأضاف الشهراني أن الحركة العقارية في شمال الرياض تعتبر الاكثف خلال الفترات الماضية، حيث ان الطرق المؤدية إلى الشمال تعتبر الأسهل بين جهات المدينة، مما يساعد على الحركة العقارية، مشيراً إلى وجود حركة بيع وشراء على الأراضي المفردة في المخططات المطورة في شمال العاصمة السعودية.

إلى ذلك بين محمد السبيعي خبير عقاري أن الحركة العقارية في شمال العاصمة ستستمر متى استمرت الشركات العقارية في تنفيذ مشاريعها، وتنفيذها في وقت مناسب قبل أن تطرح مشاريع في مناطق أخرى وتسحب البساط من الشمال، واصفاً السوق العقاري بالمتعطش للمنتجات الصغيرة.

وطالب السبيعي الشركات المطورة بطرح المنتجات السهلة بالإضافة إلى إيجاد حلول قصيرة المدى، حيث إن السوق يفتقدها، في حين أن الطلب يتزايد عليها، من خلال الموظفين الجدد الذين يبحثون على مسكن خاص لهم.

ولفت إلى ان وجود كم هائل من الوظائف في الشركات الجديدة فتحت أبوابا جديدة لسير المنتجات العقارية، إلا ان حركة المطورين باتت بطيئة عدا البعض منهم، وبالتالي لن يقابل ذلك الاندفاع الكبير من الطلب عرض مناسب من المنتجات العقارية، الأمر الذي يحدث فوضى في الأسعار والحركة العمرانية. يذكر ان السعودية تشهد حركة عمرانية كبيرة، نتيجة التنمية العقارية التي توليها الدولة، إلا ان كثرة المشاريع أثرت على حركة المقاولات التي لم تستطع أن توازي الحركة العمرانية في ظل إشغال الكثير من المقاولين في المشاريع، خاصة مع دخول الدولة في تنفيذ مشاريع بنية تحتية كبيرة في البلاد.

كما تشهد السعودية دخول شركات إقليمية أعلنت عن طرحها لمشاريع جديدة، خاصة في العاصمة الرياض، التي تمثل سوقا واعدا نتيجة الحركة التجارية، بالإضافة إلى النمو الذي تشهده المدينة، وتركيز مختلف الشركات العالمية على فتح مقار هناك.