الهند: المنازل الاقتصادية تزداد شعبية

نيودلهي: براكريتي غوبتا

TT

مع ارتفاع أسعار العقارات في الهند إلى مستويات غير مسبوقة، أصبح الحصول على منزل متوسط وكأنه حلم بعيد المنال للطبقة المتوسطة، كما زاد الطلب على الشقق الصغيرة عبر جميع أنحاء الهند، فضلا على تنامي المنازل الاقتصادية. وقد قام أحد مواقع الإنترنت المتخصصة في العقارات بعمل استبيان حول تطلعات الهنود لامتلاك منزل. وقد قام بالاستبيان موقع (MagicBricks.com) حيث كان الموقع يقوم باستمرار بمراقبة سوق العقارات، ووجد أن أكثر من 50% من الهنود الذين يبحثون عن منازل على الإنترنت يبحثون عن منزل من حجرتين، وهو ما يتكلف نحو 500 إلى الف الى مليون روبية هندية. ومن المفترض أن يتضاعف عدد الأسر الهندية التي يتجاوز عائدها 5000 دولار في العام خلال العامين المقبلين، ليصل إلى 20 مليون أسرة. ومع إدراك تفضيل الهنود للمنازل الصغيرة العادية، يتجه مطورو العقارات إلى الاستثمار في مشروعات المنازل الرخيصة البسيطة. ومن أكبر المشروعات التي يقوم بها القطاع الخاص في الهند، «مشروع ساتياغريها» الذي يتكلف 620 مليار روبية، لبناء 342 الف منزل على الطراز الياباني خلال السنوات الست المقبلة في جميع أنحاء الهند.

ومن المتوقع ان تكون تلك المنازل منخفضة التكاليف قدر الإمكان، وتقوم على توفير الطاقة، وذلك لتقديم منازل رخيصة يمكن للمواطن العادي شراؤها في جميع أنحاء الهند. والنماذج التي يتم تقديمها هي: 1BHK (504 أقدام مربعة) و2BHK (900 قدم مربعة) و3BHK (1206 أقدام مربعة) حيث تتراوح الأسعار بين 77500 روبية إلى 2.3 مليون روبية، وهو ما يقل كثيرا عن أي عروض حالية. وسيتم استخدام الأبواب الجرارة في هذه المنازل لتوفير المساحة. كما سيتم تزويد المنازل بمؤشرات تعمل على توفير الماء والكهرباء. وتأمل الشركة صاحبة المشروع في استخدام التقنيات الحديثة من أجل مناسبة ظروف الشعب الهندي. ويقول أميت باغاريا وهو رئيس مجلس إدارة شركة آسيباك: «لقد بزغت فكرة هذا المشروع منذ نحو أربع سنوات أثناء إطلاع أحد الموظفين لأحد العملاء على مشاريعنا. وقد أراد الموظف معرفة ما إذا كنا نريد بناء منازل لأنفسنا أم للعملاء العاديين».

ويقول سهيل مانتري وهو المدير العام لشركة مانتري للتطوير، والذي يخطط لبناء 11 مشروعا مماثلا: « يبحث عملاء الطبقة المتوسطة حاليا عن مبان عملية ويرغبون في بعض الرفاهية أيضا».

وبالمثل، ومع التركيز على مفهوم رخص الأسعار وصغر حجم المنازل، تقدم شركة وود بارن ومقرها نيودلهي منازل خشبية في الهند. وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي تقدم فيها شركة هندية على تقديم منازل من الخشب الذي يتحمل عوامل الطقس في هذا البلد. ويقول سانجاي شارما مدير شركة وود بارن الهند: «مع ارتفاع الطلب على المنازل في الهند، وصعوبة حصول معظم العائلات الهندية عليها، فقد قمنا بإنشاء منازل خشبية منذ نحوعام ونصف العام، لاختبار قدرتها على تحمل الظروف المناخية، لا سيما أثناء أشهر الصيف».

وحسبما أفاد، فإن هذه المنازل الخشبية المقاومة لعوامل الطقس والتي تحتاج إلى مصاريف صيانة أقل، سوف تتمتع بمواصفات سهولة التنظيف مع الاحتفاظ بتوازن جيد للرطوبة. فالمنازل الخشبية التي لا يتكلف بناؤها الكثير، بها مادة عازلة، ولذلك فإنها تعتبر الخيار المفضل لليابانيين والأميركيين والكنديين والكثير من الأوربيين. ويستغرق بناء المنزل الذي تتراوح مساحته بين 225 قدما مربعة و2200 قدم مربعة نحو سبعة أيام إلى ثلاثين يوما. ومنذ عام 2007، حدث تحول تدريجي نحو بناء المنازل منخفضة التكاليف في الهند. ويقول كونال بانيرجي وهو متخصص في التسويق في شركة آنسال: « إن سوق المنازل الفاخرة محدودة، لكن هناك سوقا رائجة للمنازل منخفضة ومتوسطة التكاليف. فنسبة من يستطيعون شراء المنازل الفاخرة لا تتعدى 5%».

كما أن شركة دي ال اف وهي من أكبر شركات العقارات في الهند تقوم بتغيير تصميماتها للشقق التي تقوم ببنائها في ضواحي نيودلهي لكي تتحول إلى وحدات ذات غرفتي نوم، بالإضافة إلى منازل تتكون من أربع غرف للنوم.