منتجعات عقارية جديدة على شواطئ المغرب الساحرة

من ضمنها 6 يجري إنجازها حاليا أشهرها السعيدية

TT

عندما يخبر دان ماكدوغال، الذي يعيش في أطلانطا، أصدقاءه بأنه اشترى عقارا في المغرب ـ في مكان يسمى السعيدية لم يسمع به قبل أن يشتري العقار ـ فإن أصدقاءه يستغربون فعله ذلك.

لكن عندما يخبرهم بأنه اشترى شقتين تطلان على ملعب للغولف وعلى البحر المتوسط في أفخم المنتجعات الجديدة في المغرب، فإنهم يسألونه عن كيفية قيامهم بذلك أيضا.

ومنذ نحو أربع سنوات، لم يكن يسمع غير القليل من أهل المغرب عن مدينة السعيدية ـ أو حتى عن المنطقة الشرقية على الحدود الجزائرية، حيث تقع هذه المدينة. ومع وجودها على الطرف الشرقي الأقصى للمغرب، وعدم وجود طرق سريعة تربطها ببقية المملكة، فإن هذه المنطقة كانت تعتبر منطقة نائية، رغم تمتعها بأحد أروع السواحل المغربية.

ثم تغير كل شيء عام 2002 عندما أعلن الملك محمد السادس أن السعيدية سوف تكون موقعا لمنتجع السعيدية، وهو المشروع الأول من بين ستة مشاريع ساحلية في المغرب. ويجري إنجاز المشروعات الخمسة الأخرى على الساحل الأطلسي.

ومع استثمار الحكومة لنحو 4.4 مليار دولار في ما يسمى بتطويرات خطة آزور، فإنه من المنتظر أن تعمل هذه المنتجعات على إنعاش بعض المناطق الفقيرة، وأن تسهم في زيادة معدلات الجذب السياحي في المملكة. والهدف العام هو مضاعفة عدد السياح ثلاث مرات بحلول عام 2010 ليصل إلى 10 ملايين سائح سنويا.

ويقول ماكدوغال وهو مدير برامج التعليم في كلية أطلانطا: «إن تدخل العاهل المغربي هو الذي أثار اهتمامي. وعلى الرغم من أنني لا أعرف الكثير عن المغرب، فقد أدركت أن تدخل الملك في هذا التطوير سوف يعني النجاح».

وتعتبر السعيدية الآن هي الجزء الثاني في خطة بناء تتكون من ثلاثة أجزاء. وسوف تمتد لمسافة ستة كيلومترات أو ما يقل عن أربعة أميال بقليل، على طول الساحل الرملي بجوار مصب نهر مولاي وهو ملجأ لأكثر من 180 نوعا من الطيور.

ومن المقرر الانتهاء من هذا المشروع في عام 2010، وسوف يكون أكبر منتجع في شمال أفريقيا، وبه ثلاثة ملاعب للغولف، وعشرة فنادق أربعة وخمسة نجوم، وناد لليخوت، و3000 شقة فاخرة، وفيلات يتم بناؤها على الطرازين الأندلسي والمغربي.

وليس هذا التطوير فقط هو الذي سيجذب 250.000 زائر سنويا، يزيد عددهم إلى 500.000 في عام 2010. لكن المنطقة تتمتع بجو حار جاف وشتاء دافئ، وهو ما يعني أن المنطقة غنية بأشجار الليمون وغيره من الحمضيات، كذلك الحقول دائمة الخضرة. والمستثمر الرئيس في مدينة السعيدية، هو الإسباني فاديسا، الذي يمتلك معظم الموقع، وقد قام ببيع قطع أراض لغيره من المستثمرين. ويقع عقار ماكدوغال في لو غاردين دو ماروك وهي جزء من لو غاردين دو فلور، وهي مجموعة من المنازل التي تم تطويرها بواسطة شركة بروبرتي لوجيك الإسبانية التي تمتلك 11 قطعة من الأراضي في المنتجع.

يقول ماكدوغال: «على الرغم من ارتفاع أسعار هذه الشقق عن شقق فاديسا، إلا أنها تتميز بروعتها المعمارية الفريدة». كما أضاف أنه سوف يكون هناك المزيد من المساحات خارج المنازل. وسوف يتم تجهيز العقارات بالتجهيزات الفخمة وبشبكة تلفزيون فضائية، وبأدوات سيمنز المتكاملة في المطابخ. ويقول ماكدوغال: «إن رغبتي الأولى كانت بيع الشقتين عندما تم بناؤهما، لكنني الآن بعد أن رأيت المغرب وأهمية المنتجع الواعدة، قررت عدم بيعهما». وقد دفع ماكدوغال 1.6 مليون درهم أو ما يساوي 210.000 دولار لكل شقة تبلغ مساحتها 110 أمتار مربعة أو 1.184 قدما مربعة. وسوف تكون هناك شرفة لكل منهما تبلغ مساحتها نحو 50 مترا مربعا.

يقول ماكدوغال: «إن لديّ عائلة كبيرة وأتطلع إلى أن ننتقل جميعا إلى هناك، وإذا كنت سأحتفظ بهما، فسوف تكونان مناسبتين تماما لنا». وهو يمتلك بالفعل شقة في مانهاتن وأرضا في مدينة سولت ليك، ومكتبا في شمال جورجيا وفدانين في جمهورية الدومينيكان. لكنه يقول إنه معجب بالمغرب من بين كل هذه الأماكن، ويضيف ماكدوغال: «إنني معجب بالثقافة هناك. وآمل أن أقضي نحو ستة أشهر أو أكثر في المغرب لكي أعرف هذا البلد».

وعلى الرغم من أن مدينة السعيدية تجذب اهتمام العديد من الزوار ـ بسبب حجم ونوعية التطوير ـ إلا أن بعدها عدة مئات من الكيلومترات عن أشهر المدن المغربية مثل فاس ومراكش والدار البيضاء، جعل الكثير من المشترين يتراجعون. ويقول تيم تولبرت، وهو الوكيل العقاري لشركة إسينشل موروكو ومقرها إسبانيا: «العديد من عملائنا الذين يشترون عقارات هناك يفعلون ذلك بسبب أسلوب الحياة الذي توفره مدينة السعيدية، وليس لأنهم يرغبون في امتلاك شقق في المغرب. كما انك تشعر بثقافة البلد من خلال المعمار والطقس الدافئ والجبال. وهناك سوق مغربية في المنتجع وقلعة يرجع تاريخها إلى القرن السابع عشر ونحو 200 قلعة صغيرة تقام فيها السوق كل يوم أحد».

تقول إميلي غريسود، وهي وكيلة عقارات لشركة سافرون فيلاس ومقرها بريطانيا: «تم بيع نحو 50 في المائة من العقارات لمشترين من إسبانيا وبريطانيا وايرلندا». كما أن العدد مرشح للزيادة عندما يتم طرح المجموعة الثالثة للبيع خلال الشهرين المقبلين. وسوف تساعد الطرق الجديدة التي تم إنشاؤها على جذب المزيد من العملاء. فقد تمت إقامة طريق من السعيدية إلى تانغير بطول 550 كلم إلى الغرب، ومن العوجة إلى فاس بطول 320 كلم. ومن المتوقع أن تتم إضافة طرق جوية للطرق الحالية من باريس ومارسيليا وبراسلز وأمستردام إلى العوجة. وبالإضافة إلى خطة تطويرات آزور، فهناك العديد من التطويرات في جميع أنحاء المغرب على طول الساحل الذي يمتد لمسافة 3500 كلم، حيث ستتم إقامة العديد من المنتجعات بحلول عام 2010. وفي تنغير حيث يلتقي المحيط مع البحر المتوسط، هناك أكثر من 14 مشروعا تحت الإنشاء. وسوف تستفيد هذه المشاريع من الموقع الذي يطل على البحر المتوسط وقربه من ملاعب الغولف.

وقد اشترى ريتشارد شابمن من ليستر بإنجلترا، شقة بالقرب من ملاعب الغولف التي افتتحها الملك الحسن الثاني، وهو يقول: «لقد فكرت في شراء شقة في السعيدية، لكنني فضلت البقاء بالقرب من تنغير وتطوان، اللتين تعكسان المغرب القديم والحديث».

وقد دفع شابمن 500 ألف درهم لشقته التي تبلغ مساحتها 65 مترا مربعا، والتي تتكون من غرفتي نوم، وينوي (مثل ماكدوغال) تأجيرها للسائحين. لكن على خلاف السعيدية، فليست هناك شركة لإدارة استئجار العقارات بالقرب من ملاعب الغولف، لذلك فإنه سوف يقوم بتأجيرها بنفسه. ويعتمد الكثير من خططه على تخفيض رحلات الطيران بين أوروبا وتنغير، الذي من المتوقع حدوثه، لكنه لم يحدث بعد. وحتى يحدث ذلك، يضطر الأوروبيون إلى استخدام العبارات التي تنقلهم لمسافة 10 أميال من ألجيسيراس جنوب إسبانيا إلى تنغير.

ويقول ماكدوغال: «إنني سعيد بامتلاك عقارات في المغرب. وقد بدأ الناس هنا يعجبون بالمغرب. أعتقد أنني في حاجة إلى عطلة هناك».

* خدمة «نيويورك تايمز»)