كندا: سوق العقارات في فانكوفر تحافظ على جاذبيتها

رغم التراجع السائد في معظم الدول الغربية

جانب من مدينة فانكوفر («الشرق الأوسط»)
TT

يتكلف المنزل النموذجي لعائلة واحدة في أي مكان في مدينة فانكوفر الكندية أو الضواحي التابعة لها 750.000 دولار كندي (774.000 دولار أميركي) على الأقل، وقد يتكلف المنزل (الذي يحتاج إلى بعض أعمال الصيانة) في المنطقة الغربية الرائعة أكثر من مليون دولار، ولا شك أن ذلك يعتبر أمرا غاية في الصعوبة على من يعيشون في المدينة ولا يملكون الشقق. ولكن ربما يكون هناك حل يلوح في الأفق. فعلى الرغم من أن الكثير من المدن في الولايات المتحدة ووسط كندا قد شهدت مبيعات منخفضة وأسعارا ضعيفة خلال العام الماضي، فهناك ما يبرر ما يتوقعه خبراء العقارات من ارتفاع في أسعار العقارات هذا العام. ويقول روبين أدماتش، وهو محلل بارز في مؤسسة الرهن العقاري والإسكان الكندية: « من المتوقع أن ترتفع الأسعار، ولكن بوتيرة أقل مما كانت عليه خلال العامين السابقين». وتتوقع هذه المؤسسة والتي تمثل هيئة الإسكان القومية في كندا زيادة قدرها 8 في المائة في أسعار الوحدات السكنية في مدينة فانكوفر خلال 2008، مقارنة بـ11 في المائة العام الماضي.

ويضيف أدماتش:«يجب أن نتذكر أننا على وشك الوصول إلى مستويات مرتفعة من المبيعات، وأن هناك وحدات جديدة. فخلال الفترة من 2001 حتى 2007، ارتفعت أسعار المنازل الفردية المستقلة بمقدار نحو 120 في المائة».

وعلى الرغم من أن فانكوفر ستكون مضيفا مشاركا لأولمبياد الشتاء عام 2010، لا يرى الكثير من مراقبي سوق العقارات أن هذا الأمر له أهمية كبيرة في النشاط المتزايد في سوق الإسكان بالمدينة. بل يرى المراقبون أن العوامل الأساسية تتمثل في الاقتصاد القوي في المنطقة الغربية بكندا، وقلة البطالة وزيادة عدد المواطنين الذين ينتقلون إلى فانكوفر من مختلف المناطق في العالم. وبالإضافة إلى هذا، تجذب المدينة الكثيرين لمناخها المعتدل ـ مثل مدينة سياتل التي تتميز بشتاء مطير بلا ثلوج. كما تتمتع المدينة بخلفية من الجبال والبحر، والجو العام الذي يمزج بين ثقافات متعددة. وحسب آخر بيانات احصائية في كندا، فإن أكثر من 40 في المائة ليسوا بيضا. ويقول أدماتش:«بصورة عامة، يمكننا الاعتماد على 30.000 شخص يهاجرون إلى منطقة فانكوفر الكبرى كل عام». يذكر أنه في الوقت الحالي يعيش في فانكوفر، التي تقع على مسافة 140 ميلا (225 كيلومترا) شمال سياتل، 2.2 مليون نسمة. ويقول مالكولم هاسمان، وهو سمسار عقارات في فانكوفر ومتخصص في المنازل الفاخرة: « تتميز المدينة بسوق نادرة. ويمثل المهاجرون الجدد الذين ينتقلون إلى فانكوفر نحو 50 في المائة من المشترين».

يأتي الكثير من المهاجرين، خاصة القادمين من الصين وهونغ كونغ وكوريا وبعض أجزاء أوروبا، ومعهم مال يكفي لشراء منازل فاخرة جدا قد يبدأ سعرها من 2.5 مليون دولار. ويجعل ذلك الإقبال على الشراء «هاسمان» مشغولا دائما. ويقول: «كانت شهور يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) ومارس (آذار) الماضية أكثر الشهور التي كنت مرتبطا فيها بأعمال على مدى 25 عاما قضيتها في مجال بيع العقارات».

وكانت أول عملية بيع له هذا العام، شقة فاخرة في أعلى أحد الفنادق مقابل 6.5 مليون دولار في منطقة يالتون. وقبل عيد الميلاد أتمّ صفقة قيمتها 30 مليون دولار قيمة منزل يطل على البحر غرب فانكوفر. ومن الصفقات الموجودة على قائمة هاسمان الحالية، منزل قيمته 25 مليون دولار على أكثر من فدان في ضاحية شوغانسي بمدينة فانكوفر ومنزل آخر يطل على البحر قيمته 12 مليون دولار غرب فانكوفر. والمشكلة الكبرى التي تواجه هاسمان هي العثور على عقارات فخمة، خاصة المنازل القريبة من البحر، لتلبية الطلب عليها. وهناك الكثيرون الذين يرغبون في الحصول على شقق تمليك. ومن المتوقع أن يبلغ سعر القدم المربعة في أربعة أبراج فخمة تحت الإنشاء ـ وهي «ريتز كارلتون» و«شانغري لا» و«فيرمونت باسيفيك ريم» و«هوتيل جورجيا» ـ في وسط فانكوفر أكثر من 3000 دولار مقارنة بـ725 دولارا للقدم المربعة في شقق التمليك في المتوسط. وحتى الرقم القياسي الذي بلغ 18 مليون دولار هذا العام مقابل وحدة في الطابق 48 في «هوتيل جورجيا» فسيبدو رقما زهيدا مقارنة بـ28.8 مليون دولار، وهي السعر المطلوب لشقة فخمة في برج «ريتز كارلتون» والتي يشرف على بيعها بوب ريني الذي يعمل لصالح شركة «ريني ماركتنغ سيستمز». وعلى الرغم من أن أساسات المشروع لن تكون قد وُضعت حتى يونيو (حزيران)، تشهد الوحدات بالمشروع إقبالا كبيرا. ويقول ريني، الذي قامت شركته ببيع شقق تمليك بقيمة 1.4 مليار دولار في المدينة العام الماضي: «كنا نتوقع أن تصل مبيعاتنا لنسبة 50 في المائة بنهاية هذا العام، لكننا حققنا نسبة 60 في المائة». ويباع 75 ـ 100% من معظم البنايات متعددة الوحدات في فانكوفر قبل استكمال عملية البناء. ويرى كل من ريني وهاسمان انخفاضا ملحوظا في عدد المستثمرين الأميركيين الذين يشترون في سوق فانكوفر، ويرجع هذا بشكل كبير لقوة الدولار الكندي. ويحل محل الأميركيين آسيويون وأوروبيون. ويقول ريني: إن المستثمرين الدوليين الأثرياء يركزون بشكل أقل على السعر مقارنة بمستوى الوحدة السكنية. ويشير إلى أن العالم ينظر إلى فانكوفر كمنتجع فخم، ولا توجد مساحة كبيرة خالية في هذا المنتجع في الوقت الحالي».

وفي سوق إعادة البيع، أجبر بعض البائعين على خفض الأسعار في الأشهر الأخيرة. ويقول هاسمان: «شهد الكثير من الأسعار انخفاضا بنسبة ما»، ويضرب مثلا على ذلك بمبنى شقق تمليك في كول هاربر، حيث كانت تقدر قيمة المبنى بـ3.7 مليون دولار، ولكن أجبر الملاك على خفض السعر مرتين قبل بيعه. «يمكن أن تنظر إلى ذلك وتقول: لقد حصلوا على مبلغ أقل بمقدار 500.000 دولار من السعر المحدد. ولكن الحقيقة هي أنهم كانوا قد دفعوا 1.4 مليون دولار مقابل هذا المبنى قبل 48 شهرا».

* خدمة «نيويورك تايمز»