المستثمرون العرب والآسيويون يزحفون باتجاه أسواق العقار في أميركا وأوروبا

بسبب انخفاض قيمة الدولار .. الولايات المتحدة «برسم البيع»

العقارات الاميركية اصبحت مغرية للاستثمار («الشرق الأوسط»)
TT

يتوقع خبراء العقار، ان تبدأ الاستثمارات الخارجية، خصوصا من الدول الآسيوية ومنطقة الشرق الاوسط والخليج العربي، بالتدفق على الاسواق العقارية المترنحة في الولايات المتحدة الاميركية واوروبا وبشكل خاص بريطانيا.

ويبني البعض توقعاته على قيمة الدولار الضعيفة ورخص وتراجع اسعار العقارات السكنية والتجارية بشكل كبير منذ سنتين في الولايات المتحدة ومنذ بداية العام في بريطانيا بسبب ازمة الائتمان الدولية التي سببتها الرهون العقارية العالية المخاطر.

وكما هو معروف فإن الاستثمارات الاجنبية والدولية، منذ ان خسر اليابانيون الكثير من استثمارتهم العقارية في الولايات المتحدة بداية الثمانينات تذهب باتجاه واحد وهو الدول الآسيوية واسواقها النامية والناهضة. لكن يبدو ان تغير الاوضاع الاقتصادية هذه الايام على ضوء ازمة الائتمان وضعف العملات المحلية في الولايات المتحدة وبريطانيا، سيؤدي الى تغير وجهة هذه الاستثمارات مرة اخرى وباتجاه الدول التي تعاني من الازمة اكثر من غيرها. ويقول احد المسؤولين الاستثماريين الكبار في «دبي وورلد» التي تملكها السلطات في دبي، في هذا الإطار: «كمستثمرين من الشرق الاوسط، نحن ننظر الى ما يحصل في الاسواق في الولايات المتحدة واوروبا الآن على انه بداية لعصر استثماري ذهبي جديد».

وتقول وكالة رويترز للأنباء في تقرير لها من سنغافورة، ان المستثمرين الاميركيين في قطاع العقار ضخوا واستثمروا ما قيمته 8.4 مليار دولار في الاسواق الآسيوية العام الماضي، ووصلت قيمة الاستثمارات بالاتجاه المعاكس أي باتجاه اميركا الى 2.7 مليار دولار، حسب احصاءات مؤسسة « جونز لانغ لاسال» الدولية. كما ضخ المستثمرون من اميركا حسب المؤسسة، ما قيمته 30 مليار دولار في اسواق العقار الدولية في نفس الفترة أي ثلاثة اضعاف الاستثمارات الآسيوية حول العالم.

واكد بعض المشاركين في احد المؤتمرات العقارية، ان القدرة الشرائية لدى بعض المستثمرين في آسيا تضاعفت، إذ ان الدولار تراجع بنسبة 3 في المائة امام الين الياباني وبنسبة 13 في المائة منذ اكثر من اثني عشر شهرا. ولهذا يعتقد ان النشاط الآسيوي، خصوصا الصيني والياباني والكوري الجنوبي الجديد حول العالم قد يؤدي الى توازن في تدفق رؤوس الاموال.

وينتظر بعض المستثمرين كما يبدو مواصلة اسعار العقارات التجارية والمراكز التجارية تراجعاتها كما حصل في بريطانيا أخيرا حتى يغامروا باستثمارات جديدة (حيث تراجعت بنسبة 18 في المائة خلال الاشهر القليلة الماضية). وقد تراجعت اسعار العقارات التجارية في الولايات المتحدة العام الماضي بنسبة 5 في المائة وتتوقع بعض المؤسسات العقارية، ان يتواصل التراجع على الاسعار ليصل الى 10 في المائة هذا العام. ويصف خبير عربي الوضع قائلا: ان الدولار منخفض جدا لدرجة ان الولايات المتحدة برسم البيع. واعلنت في هذا الإطار، شركة «متسوي فودوسا» اليابانية عن مشروع تجاري في وسط لندن قبل اشهر في إطار زيادة استثماراتها الخارجية الهادفة الى رفع ارباحها السنوية من 7 في المائة الى 20 في المائة بحدود عام 2016.

وكانت شركة «ميرايا است مابس» الكورية الجنوبية قد اشترت احد مباني «سيتي غروب» في سان فرانسيسكو في كاليفورنيا بـ 370 مليون دولار في مايو (ايار) الماضي. كما تنشط شركتا «ماروبيني» ومجموعة «صن واه» من هونغ كونغ لزيادة استثماراتهما العقارية في اوروبا والدول الغربية بشكل عام.

ومع هذا يتوقع الخبراء ان يغير الصينيون الوضع في المستقبل ويزيدوا من استثماراتهم العقارية في اوروبا واميركا بشكل لم يسبق له مثيل.