مقر اتحاد الغرف العربية في بيروت.. مزيج من الحداثة وأصالة الشرق

الحريري قدم الأرض والقصار شيده

مدخل مقر اتحاد الغرف العربية
TT

لم يشأ رئيس الاتحاد العام للغرف العربية رئيس الهيئات الاقتصادية في لبنان، عدنان القصار، إلا ان يجعل من بيروت عاصمة للاقتصاد العربي، من خلال إنشائه مقراً للاتحاد، الذي يتخذ من العاصمة اللبنانية مركزاً لأمانته العامة والذي تأسس عام 1951. ويشكل المقر الجديد، الذي سمي «مبنى عدنان القصار للاقتصاد العربي»، تحفة هندسية هي مزيج من الحداثة والاصالة الشرقية وتقوم على مساحة 3 آلاف متر مربع، كان قد قدمها للاتحاد رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، وتبرع القصار شخصياً ببناء المقر الذي كلف 14 مليون دولار، منها مليونا دولار للتجهيزات.

يقع المبنى في الطرف الجنوبي من مدينة بيروت مقابل «مدينة كميل شمعون الرياضية»، وفي نقطة وسط بين وسط بيروت التجاري، ومطار رفيق الحريري الدولي، وبجوار مبنى وزارة البريد والاتصالات السلكية واللاسلكية، ومستشفى رفيق الحريري الجامعي وبالقرب من السفارة الكويتية، وفي منطقة مخطط لها ان تكون مجمعاً حكومياً يضم عدداً من الوزارات.

ويقول القصار لـ«الشرق الأوسط» انه يقدم هذا المبنى الى لبنان والعالم العربي «ليكون منارة فكرية وعملية تساهم في رسم التوجهات الداعمة لنمو القطاع الخاص، وتسريع وتيرة التنمية، وصولاً الى التكامل الاقتصادي العربي المنشود، وليكون بيتاً لرجال الاعمال والاقتصاديين والمستثمرين في جميع الدول العربية».

يتكون المبنى من 7 طبقات ثلاث منها فوق الأرض، والداخل إليه تطالعه بركة ماء تتوسط الساحة الأمامية، وتتوزع فيها 7 نوافير يصل ارتفاعها الى ستة أمتار تحيط بها فسحات خضراء وممر لوصول السيارات الى المدخل وقد اصطفت اثنتا عشرة صارية على جانبي الممر الشرقي والغربي تحمل كل صارية علم دولة عربية بحسب تسلسل الدول في الجامعة العربية، بالإضافة الى علم الاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة للبلاد العربية، وزرعت ست شجرات زيتون «تأكيداً على الاستمرارية والبقاء»، كما يقول الأمين العام للاتحاد عماد شهاب، الذي يضيف: «لقد استطاع مهندس المبنى المرحوم بيار خوري ان يجمع بين اللمسة العربية والمسحة الحديثة، فوقفت وراء البركة شامخة ثلاث قناطر زجاجية مزينة بمزخرفات عربية، وفي الليل تضاء هذه القناطر باللون الأبيض الذي يضفي الشفافية والنقاء على المبنى، وخلف القناطر يستوقفك المبنى بشكله المربع ومدخله الزجاجي وجدرانه الخارجية من الحجر الطبيعي ونوافذه التي تتخذ شكلاً مربعاً بشكل المشربيات».

تقوم جميع أجزاء المبنى حول فناء داخلي في الطبقة السفلية الأولى، وقد بني كل جانب من الجدران على شكل مواز للجوانب الأخرى، وتتربع في السقف فتحة زجاجية كبيرة مدعمة بالمشابك الحديدية، وتحتوي كل طبقة أقساما مخصصة للخدمات العامة من سلالم ومصاعد وحمامات وغرف كهرباء وكاشف للحرائق، وتكييف وتدفئة.

خصصت الطبقة الثانية مكاتب للرئيس وموظفيه ومكاتب للأمانة العامة، وتطل كلها على جبال لبنان من جهة، وعلى البحر من جهة أخرى. وخصصت الطبقة الأولى للمعارض الدائمة وغير الدائمة، ويمكن الاستعانة بالطبقة الأرضية لتكون مكملة لمكان العرض وتضم الطبقة الأرضية المدخل وقاعة الاستقبال والاستعلام، ويتوسطها درابزين يحيط بالفتحة على الفناء الداخلي، بحيث لو نظرت الى الأسفل لرأيت بركة الماء تتوسطها قطعة فنية من البرونز، ولو نظرت الى الأعلى لرأيت السماء عبر الفتحة الزجاجية، وتضم الطبقة السفلية الأولى قاعة المؤتمرات التي تتسع لـ 500 شخص وتأتي على شكل مدرج يقابله مسرح عريض. وتشرف على هذه القاعة قاعة انتظار لكبار الزائرين والشخصيات الرسمية. وتضم الطبقة نفسها من الجهة المقابلة قاعة اجتماعات دائرية الشكل وتتسع لنحو 150 شخصاً، وتم تجهيزها كسابقتها بمختلف وسائل العرض والصوت والتسجيل. وتقع على جانبي قاعة الاجتماعات غرفتا اجتماعات للاجتماعات المصغرة او الجانبية تتسع كل منهما لـ16 شخصاً. وتتوسط الطبقة بركة ماء من مكعبات السيراميك الأزرق تحوي قطعة فنية من البرونز للنحات اللبناني المعروف، نبيل بصبوص، وهي شكل سفينة فينيقية بحيث تتدفق المياه من جانب الى آخر لتصل الى البركة لإضفاء لمحة شرقية أصيلة. والى جانب البركة قاعة أخرى للاجتماعات وورش العمل تتسع لـ 30 شخصاً تتوسطها طاولة بيضاوية. وفي الجانب المقابل تقع مكتبة الاتحاد التي تزخر بأهم الكتب والمصادر والمراجع الاقتصادية.

أما الطبقات الثلاث السفلية الأخرى فتستخدم مواقف للسيارات بالألوان الأزرق والأخضر والأحمر وتستوعب 150 سيارة، كما تضم نظام إدارة المبنى وملجأ مجهزاً بكامل مستلزماته.