فوكيت التايلاندية تقدم منزل الأحلام

تضم بين جنباتها ما يقدر بـ250 ألف مقيم بشكل كامل تقريبا

صور لفيلا بتكلفة بلغت عدة ملايين من الدولارات في شبه جزيرة تطل على ميناء باتونغ المفعم («نيويورك تايمز»)
TT

كلمتان فقط تشرحان السبب وراء إقدام «جون تشادويك» على بناء فيلا بتكلفة بلغت عدة ملايين من الدولارات في شبه جزيرة تطل على ميناء باتونج المفعم بالحركة: المنظر الخلاب. فبمجرد أن تطأ قدميك عبر الباب الصيني الضخم للمنزل يتضح لك السبب. يقع المنزل على ارتفاع ما يقرب من 60 متراً فوق سطح البحر، وتتميز غرفة المعيشة الفسيحة بجدران زجاجية تشرف على حمام السباحة، ما يجعل المنظر يبدو وكأن المياه أمام الفيلا ممتدة بطول الطريق وصولا إلى شاطئ باتونج، الذي يمثل أفضل المنتجعات السياحية على مستوى تايلاند. ويعلق «تشادويك»، وهو من أبناء ولاية كونيكتيكت بالولايات المتحدة وعاش في فوكيت على امتداد خمسة أعوام، على موقع منزله بالقول: «رغبت في الحصول على هذا المنظر من هذه البقعة. لقد أتيت إلى هنا في منتصف الليل وعند الشروق وأثناء هطول الأمطار ـ في مختلف الظروف المناخية ـ كي أتخذ قراري بشأن إلى أي مدى أرغب في شراء هذا المكان. ولطالما شاهدت هذه المنطقة من على بعد أثناء قيادتي السيارة من باتونج إلى ملعب الجولف، لذا فكنت أعلم أنها تتميز بقدر كبير من الخصوصية». منذ عقد مضى، كان «تشادويك» يعمل في بورصة نيويورك التجارية. وبعد مروره بأزمة عاطفية، سارع باستغلال الفرصة التي قدمها إليه أحد أصدقائه عندما عرض عليه العمل في سنغافورة في «رابوبانك»، وهو مصرف استثماري هولندي. وسرعان ما وجد «تشادويك» نفسه متيماً بحب القارة الآسيوية عامة، وتايلاند على وجه الخصوص.

وفي غضون فترة قصيرة من انتقاله إلى تايلاند، بدأ في التردد على فوكيت لممارسة لعبة الجولف. يذكر أن فوكيت تضم بين جنباتها ما يقدر بـ250 ألف مقيم بشكل كامل تقريباً. ومنذ ما يقرب من خمس سنوات، انتقل «تشادويك» إلى فوكيت للدخول في عالم العقارات. وبالفعل، ساعد في إقامة شركة «شيبومي سيرفيسز»، المتخصصة بمجال إدارة وتأجير الفلل الضخمة. وخلال هذه الفترة، شرع «تشادويك» في رسم صورة منزل الأحلام. وأوضح «تشادويك»، 42 عاماً، أنه: «أخبرت المهندس المعماري أنني أرغب في بناء على غرار النسق الذي اشتهر به المصمم الشهير فارانك لويد رايت في تايلاند، حيث أرغب في قوائم أفقية قوية وساحات فضاء واسعة».

يذكر أن القانون يحظر على الأجانب تملك أراض داخل تايلاند، لكن بإمكانهم إقامة كيانات قانونية تمنحهم فعلياً السيطرة على العقارات، وهو إجراء شائع على مستوى البلاد. وفي حالة «تشادويك»، كان يملك حصة في الشركة التي تملك سلطة تنمية المنطقة، الأمر الذي خوله حق استئجار الأرض لمدة ثلاثين عاماً قابلة للتجديد. وتبلغ مساحة منزل «تشادويك» 675 متراً مربعاً، ما يعادل 7.500 قدم مربع. أما إجمالي مساحة الأرض المقام عليها المنزل فتبلغ 1110 أمتار مربعة. وتجاوزت تكلفة بناء المنزل، الذي أقيم منذ بضع سنوات، 2.5 مليون دولار. يتألف المنزل من طابقين ويضم حجرة المعيشة وحجرة الطعام ومطبخ وغرفة نوم رئيسية ومكتب وفناء. ويتواءم الطابق السفلي مع إقامة الحفلات، وتوجد ثلاث غرف نوم إضافية وغرفة لممارسة التدريبات الرياضية وأخرى خاصة بالتدليك. وتحيط جميعها بحمام سباحة مزود بأنظمة إضاءة وصوت عالية التقنية. أما الجزء المفضل من المنزل لـ«تشادويك» فهو الفناء الذي يطل على الميناء، حيث يتناول هو وزوجته معظم الوجبات. وإلى جانب الفناء، يوجد مطبخ ضخم على الطراز الأميركي، ما يمثل مشهد غريب داخل المنازل الآسيوية، حيث عادة ما يتم إخفاء المطبخ في الجزء الخلفي من المنزل. ويعكس المطبخ الفسيح، بما فيه المبرد ذي البابين والفرن الضخم، اهتمام «تشادويك» بالتفاصيل. خلال فترة بناء المنزل، تولى «تشادويك» المسؤولية الفعلية عن أعمال التشييد، رغم استعانته بشركة محترفة بمجال في إدارة المشروعات. وأوضح «تشادويك»، الطيار السابق بسلاح البحرية الأميركية، أنه عقد خلال الفترة الأولى للعمل عددا من الاجتماعات مع المقاول وجميع العاملين للتأكد من أن الجميع يعملون على الوجه الأكمل. وقال «تشادويك»: «كانت هناك عشرات الأمور، بل المئات، التي أوضحت أن بها عيباً معيناً، وكنت أنا الشخص الذي اكتشف هذا العيب، وعليه تم تصحيحه. وبناءً على هذه التجربة، بصراحة لا أدري كيف يعيش بعض ملاك المنازل الآخرين في سنغافورة وهونغ كونغ بينما يبنون منزلا لهم من مسافة بعيدة». واعتماداً على خبرته في بناء فيلات أخرى، علم «تشادويك»، على سبيل المثال، أن ملاك العقارات الآخرين بالمنطقة يواجهون مشكلة بالغة الصعوبة تتعلق بالتخلص من الحشرات. وعليه، قام بتركيب أنابيب مثقوبة بإمكانها دفع الحشرات نحو التربة. بيد أن العيش بهذه المنطقة لا يخلو من الصعاب والمشكلات، حيث تعتمد المنازل الثمانية القائمة بالموقع في الحصول على احتياجاتها من المياه على بئر موجودة بقطعة أرض مجاورة تم بيعها للتو. وحال فشل أصحاب هذه المنازل في العثور على بئر أخرى، ربما يضطرون إلى الاعتماد على شاحنات في نقل المياه إليهم، الأمر الذي قد يكلف كل أسرة 20 دولارا يومياً، إضافة إلى الضوضاء التي ستسببها الشاحنات. علاوة على ذلك، أوضح «تشادويك» أنه رغم وجود قوانين تحكم جهود التنمية في «فوكيت» تضمن للمستثمرين أن جيرانهم لن يقدموا على إقامة كيانات معمارية بشعة الشكل في الجوار، فإن هذه القوانين غالباً ما يتم التعدي عليها. وفي تعليقه على ذلك، قال «تشادويك»: «كل فرد هنا، بما فيهم أنا شخصياً، نعد بمثابة شخصيات بالغة الأهمية، وكل منا يمضي في طريقه ويدير شؤونه على النحو الذي يروق له. جميعهم يرغبون في التمتع بالقدرة على قول كلمة «لا» لشخص آخر، وفي الوقت ذاته لا يريدون الالتزام بالقواعد».

* خدمة «نيويورك تايمز»