أزمة الائتمان العقاري في الغرب تدفع المستثمرين للبحث بعيدا عن الأسواق التقليدية

البرازيل وكيب فيردي والجبل الأسود من بين المناطق الجديدة الجاذبة لهم

منطقة السلفادور البرازيلية تمثل سوقاً واعداً بالنظر إلى أن الأسعار
TT

دفعت أزمة الائتمان العقاري في الولايات المتحدة وكثيرٍ من الدول الأوروبية المستثمرين إلى البحث بعيداً عن الأسواق التقليدية التي تأثرت سلباً بهذه الأزمة. ورغم أن أزمة الائتمان نفسها كانت سبباً في خفض أسعار العقارات ـ ومن ثم اتاحة فرصة لإقناء الغنائم في الأسواق التقليدية ـ الا أن الغموض حول مستقبل الأسعار دفع المستثمرين إلى الابتعاد خوفاً من أن تواصل الأسعار انخفاضها. وتقول صحيفة «الغارديان» البريطانية إن غالبية المستثمرين لن تعود إلى الأسواق الأوروبية الا بعد أن تتأكد من أن أسعار العقارات وصلت إلى حدها الأدنى وأنها على أعتاب مرحلة جديدة من الصعود. وفي هذه الأثناء يبحث المستثمرون عن أسواق بعيدة عن التأثر بأزمة المصارف العقارية في الغرب. ومن بين هذه الأسواق: البرازيل: يرى ألكسندر ريتشارد من شركة «بروبرتي» العقارية، أن البرازيل تمثل سوقاً واعداً بالنظر إلى أن الأسعار هناك ارتفعت بنسبة 20 في المائة في المدن الرئيسية خلال العامين الماضيين. ويقع معظم العقارات البرازيلية المعروضة للبيع في منطقة المنتجعات في الشمال الشرقي القريب من أوروبا. وتضم مناطق متطورة مثل السلفادور وفورتاليزا إضافة إلى مناطق أقل تطوراً مثل المناطق الساحلية المحيطة بناتال. وتبدأ الأسعار من 95 ألف دولار وتنتهى بفيلا فاخرة تبلغ 700 ألف دولار. وتُباع المباني المتاخمة للمنتجعات التي تبلغ مساحتها 500 متر مربع بحوالي 150 ألف دولار، بينما تبدأ أسعار الشقق الفاخرة في مدن كبرى مثل ريو وريسيف من 450 ألف دولار وما فوق. ويمكنك شراء فيلا من ثلاث غرف تبعد 70 ميلاً من فورتاليزا بمبلغ 175 ألف دولار، وهي جزء من مبنى مواجه لمنتجع على الشاطئ يضم 12 منزلاً وبوتيكا وفندقا. وبالطبع فمن أهم مزايا البرازيل التمتع بطقس مشمس طوال العام. وربما من المؤشرات القوية على انتعاش سوق العقارات البرازيلية الوجود الكبير لشركات المباني وتطوير العقارات الأوروبية، مما يشكل دليلاً على ثقتهم بأن هناك نفس الفرص التي كانت موجودة في اسبانيا والبرتغال قبل عدة سنوات. أما السلبيات في البرازيل فتتمثل في أن السفر بينها وبين أوروبا يستغرق أكثر من 11 ساعة ويكلف ما لا يقل عن 1600 دولار. كما أن نظام الشراء بالأقساط متخلف للغاية (فترة سداد الأقساط تستغرق 5 سنوات فقط، مقارنة بـ 25 سنة في معظم الدول الأوروبية). وأخيراً فإن سوق الإيجارات محدود بالمقارنة مع أوروبا.

جزيرة سردينيا: ومن المناطق الأوروبية القليلة التي لم تتأثر بأزمة الائتمان العقاري في أوروبا هي جزيرة ساردينيا، ثاني أكبر جزر البحر الأبيض المتوسط، والتي تقع الى الجهة الغربية من ايطاليا وتتبع لسيادتها. ويبلغ عدد سكان الجزيرة 1.65 مليون نسمة بينما تبلغ مساحتها 24 ألف كيلومتر مربع. وقد انتعشت عقارات الجزيرة في السنوات الأخيرة بعد أن ضاعفت شركات الطيران (مثل «إيزيغيت» و«ريان آير»، بالاضافة الى الخطوط الجوية البريطانية والايطالية) عدد رحلاتها اليومية من مدن أوروبا الرئيسية الى أجزاء مختلفة من الجزيرة. وتبلغ أسعار الشقق الصغيرة على ساحل «كوستا باراديسو» في الشمال الشرقي من الجزيرة نحو 70 ألف دولار، بينما تصل الشقق الكبيرة الفاخرة، التي تطل عادة على البحر، الى 250 ألفاً. أما الفيلات القريبة للبحر ـ وهي قليلة ـ والتي لها حدائق تحيط بها فقد يبدأ سعرها من 500 ألف دولار ويصل الى بضعة ملايين في المناطق الغالية مثل «بورتو كيرفو» في شمال الجزيرة حيث يملك رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني منزلا. وقد تصل بعض الفيلات التي لها شاطئ خاص بها نحو 20 مليون دولار. ويقول جيمس برايس من مكتب العقارات البريطاني«نايت فرانك» إن «بورتو كيرفو» تشتهر بالمشترين العرب والروس، وهي منطقة سياحية بالدرجة الأولى حيث تكثر أنشطتها بين شهري مايو (أيار) وسبتمبر (أيلول) ثم تبقى هادئة بقية العام.

تايلاند: كانت «فوكيت» في تايلاند قد عانت في عام 2005 من الركود السياحي الذي أعقب التسونامي. وبلغ ضحايا المدينة من جراء تلك الكارثة 300 شخص وتحطم 400 مبنى. لكن «فوكيت» حققت إزدهاراً وطفرة كبيرة خلال الأعوام الماضية، كما أخذ الإقليم يستعيد سمعته كواحدٍ من أكثر المناطق السياحية جاذبية بعد أن أعيد بناء الفنادق والمقاهي والملاهي المطلة على البحر. ويبدو ذلك واضحاً أيضا في جزيرة «باراما» الصغيرة التي تبلغ مساحتها 80 فداناً وتقع في مياه محمية على بعد كيلومتر واحد من الساحل الشرقي لفوكيت. وقالت صحيفة «الدايلي تلغراف» البريطانية إن العمل أكتمل بالفعل في بناء 31 فيلا فاخرة تتراوح أسعارها بين 4 ملايين و12 مليون دولار، و73 مرسى يخوت وفندق فاخر تديره شركة «جميرا انترناشونال» التي تدير فندق برج العرب في دبي المشهور بفخامته. وتعتبر فوكيت مكاناً نموذجياً للمستثمرين الأثرياء «المتضجرين من رداءة الخدمات الملازمة لأماكن مثل منتجعات الكاريبي» على حد قول أليك بيتيغرو من شركة «تي جي آر» التي قامت ببناء المشروع. ويعتقد بيتيغرو أن جزيرة باراما ستجذب العديد من المستثمرين الأوروبيين. كما توجد في منتجع «بوروفارنا» في الحدود الجنوبية لفوكيت شقق بأسعار تتراوح بين 182 و665 ألف دولار. أما في منتجع «بانغ تاو» في جنوب تايلاند فهناك فيلات فاخرة بنيت حديثاً وفق متطلبات سلامة المباني التي فرضت بعد وقوع كارثة التسونامي، تتراوح أسعارها بين 309.700 و 507.300 دولارات. كيب فيردي: كيب فيردي هي مجموعة جزر تبعد نحو 300 ميل عن الساحل الغربي لإفريقيا، وتعرف بالكاناري الجديدة. تباع الفيلا ذات الأربع غرف في منتجع «فيلافيردي» في جزيرة سال بنحو 500 ألف دولار، بينما تباع فيلات جديدة من غرفة نوم واحدة في منتجع «بوا فيستا» بنحو 100 ألف دولار. لكن من سلبيات هذه الجزر أنه لا توجد خطوط طيران مباشرة إلى سال وساو تاجو مما يطيل وقت الرحلة. فالطيران إلى هناك غير رخيص إذ تكلف الرحلة من لندن مثلاً إلى سال نحو 1300 دولار. ومن السلبيات أيضاً زيادة معدلات الفقر، كما ان قلة الأمطار تؤدي إلى مواسم جفاف حادة بشكل دوري. أما من مزايا جزر كيب فيردي أن عائد العقارات كان جيداً في العامين الماضيين، فضلا بالطبع عن الطقس الدافىء والجاف طول العام. بحيرة بالاتون: بحيرة بالاتون هي البديل المجري للشريط الساحلي. وتبدأ أسعار الشقق هناك (ذات غرفة واحدة أو غرفتين) من 90 ألف دولار في منتجع «بالاتونالمادي»، وتصعد إلى الشقق الفاخرة في منطقة «بل يخت كلوب» وهو مجمع مبان مسوّر بني على الجانب الجنوبي لبحيرة بلاتون، حيث تكلف الشقة الصغيرة نحو 140 ألف دولار، في حين تكلف الشقة الفاخرة ذات الثلاث غرف نحو 450 ألف دولار. ومن أهم المزايا أنه يزور بحيرة بلاتون حوالي مليون من عشاق اليخوت من جميع انحاء العالم. لذا فهناك أوقات محددة كل عام تكون خلالها كل الفنادق والشقق محجوزة. أهم السلبيات أن البحيرة تعد لحد كبير سوقاً غير معروف من حيث قوانين الاستثمار واقتناء الأجانب للعقارات.

الجبل الأسود: تعطيك مدينة هيرسيج نوفي على ساحل مدينة «كوتور» فكرة جيدة عن جاذبية المكان. وتبلغ قيمة الشقة الصغيرة (أستوديو) نحو 60 ألف دولار، والشقة ذات غرفة نوم واحدة تكلف نحو 95 الف دولار، والشقة ذات الغرفتين 160 الفاً، حيث تقع جميع هذه الشقق على خليج كوتور. أما السفر إلى الجبل الأسود في منطقة البلقان (يوغسلافيا السابقة) فيتم عن طريق مطار تيفات الذي يبعد حوالى 8 كيلومترات عن خليج كوتور. كما أن هناك وسيلة أخرى وهي السفر بالسيارة، حيث تبعد كوتور نحو نصف ساعة من دوبروفينك في كرواتيا. ومن أهم المزايا سعي الحكومة المحلية الى إصلاح سياسي كبير وتصميم على زيادة معدلات النمو الاقتصادي وجذب الاستثمارات الأجنبية. أما السلبيات فتتلخص في ضعف البنى التحتية ونقص في الطيران.