شركات التطوير العقاري في السعودية تروج لمشاريعها بملاعب الغولف

من خلال ما توفره من إطلالة جذابة بالإضافة إلى ازدياد شعبيتها

ملاعب الغولف.. الأسلوب الجديد الذي تروج فيه شركات التطوير العقاري في المنطقة («الشرق الأوسط»)
TT

تعمد شركات التطوير العقاري إلى ابتكارات جديدة في مشاريعها التطويرية في السعودية، وذلك من خلال إدخال نماذج متعددة للحياة، تكون نقطة تغيير في الروتين الاعتيادي للحياة في الأحياء العادية والقديمة في المدن السعودية.

وتأتي تلك الابتكارات إلى إرساء قواعد جديدة في عملية التطوير العقاري في البلاد، عبر تدشين منشآت مختلفة كالحدائق والبساتين والممرات المائية، وأرصفة الطرق وتشجير الشوارع، وهو ما يبدو مألوفاً ومكرراً في اغلب المشاريع العقارية المطروحة خلال الفترة السابقة، الا أن الشركات لا تزال تبحث عن ما يحاكي رغبات المشترين والمستثمرين عبر خلق الجديد من الأفكار، لبث الروح في مشاريعها وضمان استمرارية نجاحها على المدى الطويل.

ومن تلك الابتكارات التي عملت الشركات العقارية المطورة هو تخصيص أراض ومساحات خضراء لإقامة ملاعب للغولف، اللعبة الرياضية الحديثة في البلاد، والتي تمارس على شكل هواية، إلا أن هناك رغبة في إيجاد اللعبة بشكل جدي من خلال تنظيم بطولات وإيجاد نواد، مما سيدعم مشاريع التطوير العقارية التي ستضمن مشاريعها بملاعب الغولف.

وحسب خبراء عقاريين تستند شركات التطوير العقاري على تسويق الوحدات السكنية في مشاريعها المطلة على ملاعب الغولف، على ما توفره تلك الملاعب من إطلالة جميلة على مسطحات خضراء يتم الاستفادة منها بدلاً من أن تكون مجرد حدائق، فهي تكون ملاعب للغولف، وبالتالي تكون ذات قيمة إضافية على شقين، إيجاد الإطلالة الجميلة، وتوفير الملاعب.

وتشير شركة اعمار المدينة الاقتصادية الى أن رياضة الغولف تشهد اهتماماً متزايداً في السعودية، ويرجع هذا الاهتمام بشكل رئيسي إلى إنشاء العديد من الملاعب عالمية المستوى، والتي تجتذب بدورها كبار المحترفين إلى البلاد، وتعتبر رياضة الغولف فرصة متميزة للقاءات رجال الأعمال واللقاءات الاجتماعية، متوقعة أن تزداد شعبيتها في السعودية بشكل أكبر في المستقبل. وتشير الى أن «مدينة الملك عبد الله الاقتصادية» في رابغ غرب السعودية، والتي تطورها شركة اعمار المدينة تحتضن ملعباً عالمياً لرياضة الغولف، يمتد على مساحة 850 ألف متر مربع، ويلمس جزء كبير منه شاطئ البحر الأحمر، ويضم الملعب 18 حفرة، وهو مجهز لاستيعاب دورات عالمية، لافتة إلى أنه نظراً لطبيعة الطقس واشتداد الحرارة في ساعات النهار خلال فصل الصيف، فقد تم تجهيز الملعب بأنظمة إضاءة ليلية ليتمكن هواة الغولف من ممارسة لعبتهم المفضلة أثناء الليل.

وبينت أن المنطقة تضم أيضاً نادياً خاصاً باسم «نادي الغولف الخاص»، ويتميز بتصميمه المعماري المبني على الطراز الأندلسي، ويضم «نادي الغولف الخاص»، الممتد على مساحة 11 ألف متر مربع، قاعات فخمة وسيكون المشرف الرئيسي على تشغيل الملعب وتوفير المدربين، وسيقدم النادي خدمات التدريب لأعضائه من سكان وزوار المدينة على حد سواء.

من جهته بين الدكتور حسام جمعة، المدير العام التنفيذي للمشاريع بشركة «إعمار المدينة الاقتصادية» أن رياضة الغولف تشهد اهتماماً متزايداً في السعودية، ومن المتوقع أن تزداد شعبيتها في البلاد بشكل أكبر في المستقبل، ومن ذلك عمدت «إعمار المدينة الاقتصادية» إلى الإعلان عن احتضان مدينة الملك عبد الله الاقتصادية في رابغ لملعب عالمي لرياضة الغولف.

وأضاف جمعة أن جميع فلل «ضاحية إزميرالدا» و«فلل المروج» ضمن منطقة الأحياء السكنية تتمتع بإطلالة رائعة على ملعب الغولف، مشيراً الى أن شركة اعمار المدينة الاقتصادية استعانت بأشهر بيوت الخبرة في تصميم ملعب الغولف ضمن «مدينة الملك عبد الله الاقتصادية».

إلى ذلك ذكر وليد العليان (مسوق عقاري) أن العمل على تسويق الوحدات السكنية المطلة على ملاعب الغولف يتميز بالسهولة، كون الإطلالة على ملاعب الغولف تبعث بالراحة والطمأنينة، لمشاهدة المد الأخضر الجميل الذي تتمتع به ملاعب الغولف، لافتاً الى أن الأسر الجديدة هي الشريحة الأكبر ممن يطلبون وحدات سكنية على ملاعب الغولف أو امام مساحات خضراء، والتي تفتقدها المشاريع العقارية القديمة في البلاد.

وكشف عن وجود توجه للكثير من المشاريع العقارية المطورة والتي تحت التطوير إلى تخصيص مساحات لإنشاء ملاعب للغولف، وذلك لنجاح العملية التسويقية في مثيلاتها من مشاريع الخليج، وما حدث في دبي بالتحديد، من خلال نجاح المشاريع التي تحتوي على ملاعب للغولف، مما مكن الشركات العقارية من اعتماد مسابقات عالمية للترويج لمشاريعها العقارية في الإمارة الخليجية.

وذكر المسوق العقاري أن التغيير مطلوب في نمط المشاريع العقارية في الخليج، وبالتحديد في السعودية، في ظل وجود طلب كبير على الوحدات العقارية، ومع تغيير أساليب الحياة، والثقافة العقارية في السعودية، ستكون مشاريع السوق العقاري التي تحتوى على ملاعب غولف ذات جدوى اقتصادية، عطفاً على ازدياد الطلب على الوحدات العقارية المطلة على ملاعب الغولف، بالإضافة إلى مساعدتها على انتشار اللعبة المهمة في العالم، ودعم هواتها للتحول إلى محترفين، خاصة أن لعبة الغولف تدر «مليارات الدولارات» على حد وصفه على المشاريع العقارية وعلى البلاد.

إلى ذلك ذكر فهد العتيبي (مستثمر عقاري) يمارس لعبة الغولف أن نشر ملاعب غولف يساعد على تطوير اللعبة، مستشهداً بما يحدث في إمارة دبي وكيفية استفادة المشاريع العقارية من إيجاد ملاعب غولف وتنظيم مسابقات عالمية، مما كان له الأثر الكبير على تطوير اللعبة في الإمارة الإماراتية.

وقال ان ملاعب الغولف ستعمل على الاستفادة من تدريب جيل جديد على اللعبة، خاصة مع حداثتها في المنطقة، الا أن العمل على تطويرها بالشكل الحالي سيعمل على إحداث نقلة في لعبة الغولف في السعودية، مبيناً انها غالباً ما تحقق مكاسب مادية ومعنوية للبلاد التي تقام فيها مسابقات عالمية.