البوارج ليست لرحلات التنزه فقط

يمكنك تحويلها إلى بيوت ثابتة تنطلق منها إلى مكان عملك

البوارج يمكن تحويلها الى بيوت ثابتة («نيويورك تايمز»)
TT

حتى وقت قريب كانت عادات النوم عند جوي هوانج، ابنة الثامنة، انها تضم طقوسا غريبة، ففي كل ليلة كانت الفتاة تجلس في قمرة قيادة السفينة أودين، تلك السفينة القديمة التي اشتراها والدها، وتنتظر حتى مرور القطار على الجسر القريب من السفينة، لكي تلوح إلى القطار ووالداها جالسان على سطح السفينة.

ويقول والدها براد هوانج النحات الأميركي، الذي اشترى القارب عندما كان في رحلة داخلية إلى متنزه محلي مع زوجته الألمانية إيلي ويدبول التي تعمل طبيبة نفسية للأطفال عام 1997: «إن للأطفال طريقة سحرية في رؤية العالم».

ولقد اثبت النحات الموهوب أنه الشخص الذي كان يبحث عنه اصحاب السفينة أودين لإعادة تأهيلها، بعد أن كانت كومة من الحديد يعلوها الصدأ ترسو في قناة لاندوير في مدينة تيرغارتن بارك.

قام هوانج وزوجته باستئجار السفينة في بادئ الأمر ثم اشتروها بمبلغ 30.000 مارك أي ما يعادل 16.400 دولار حينئذ. وقام بعقد ترتيب رهن عقاري مع المالك السابق الذي كان ساكنا في أحد القوارب هو الآخر، حيث تمكن من سداد الجزء الباقي من ديونه بعد مولد ابنته الثانية لوسي مونتانا هوانج.

بدأ هوانج في ترتيب المنزل فأعد المنطقة التي كانت تستخدم لوضع الحاويات منطقة للعب الأطفال، فالسفينة التي يبلغ مساحتها 30 مترا في 4.5 متر، أو 98 في حوالي 15 قدما، كانت تستخدم لنقل الغلال والحصى حتى عام 1994 الذي تم فيه إخراجها من الخدمة. وقام هوانج بعد ذلك بتركيب عارضات معدنية في السقف وألواح زجاجية متحركة في المنطقة الوسطى من القارب التي تضم المطبخ وغرفة الطعام ومنطقة المخزن ويقول: «كانت فكرتي هي الإبقاء على الطابع التاريخي للسفينة، لكن وضع سقف ثابت، فعلى الرغم من كونه اكثر كفاءة وعملية، سيكون أمرا محزنا».

أما غرفة نوم العائلة في الكابينة الخلفية فمزودة بدورة مياه بها حوض استحمام وغسالة ملابس، ويقول هونج الذي ركّب نظام تدفئة مركزيا وكهرباء ونظام ضخ لجلب الماء من البئر القريبة من القارب: «إن السفينة ضيقة إلى حد ما لتتسع لكل هذا، لكني أود أن أجعلها تبدو كمنزل».

وأول ما قام به هوانج من تجديدات في المنزل أن قام بصنع طاولة كبيرة مستديرة، غير عادية، لتكون مائدة طعام يوجد بأسفلها فرن يوقد بالخشب وعلى سطح الطاولة هناك أطباق طهي معدنية مسطحة مثبتة عليها. أما الدخان فيتم سحبه إلى الخارج عبر مروحة تهوية علوية. وعلى السطح أضاف هوانج شرفة مغطاة ومنطقة للحفلات ومنضدة للقيام بالأعمال اليدوية. وتتجه خطط هوانج إلى تحويل المخزن وكابينة البحارة إلى غرف نوم إضافية كما أن لديه خططا لإقامة حمام سونا وشجرة عائلة. ويضيف «ما إن تنتهي من عمل شيء حتى يبدو لك شيء آخر، فأنت لا تكتفي بما تقوم به».

ويعد هوانج أحد كبار النحاتين المشهورين فأعماله تعرض في أماكن عديدة منها على سبيل المثال نيويورك وأمستردام حيث عرضت منحوتاته مثل «آلة السفر عبر الزمن».

وقد نشأ هوانج في يوتاه ودرس الفن في جامعة كاليفورنيا ولوس أنجليس ثم انتقل إلى ألمانيا بعد سقوط حائط برلين عام 1989 فيقول عن تلك الفترة «عندما انهار الجدار بدا وكأن شيئا ضخما قد وقع وتحولت حياتي إلى المجهول». وأول منزل سكن فيه في برلين كان منزلا للفنانين يدعى تاتشلز والذي يعتبر الآن مركزا فنيا بديلا بالنسبة له ثم بعد ذلك حصل على ورشة عمل في مقاطعة مت، لكن قرار انتقاله إلى أودن اتخذه لأنه أراد الفرار من مت. وتتراوح أسعار المتر المربع في المناطق السكنية ما بين 1.600 إلى 10.000 يورو للمتر المربع أو 235 إلى 1.470 دولارا للقدم المكعب الواحد، وقد تراجع قطاع العقارات في الآونة الأخيرة لكن الوكلاء المحليين يقولون إن القطاع التجاري في برلين لا يزال نشطا. وفي الوقت الذي يبدو فيه هوانج سعيدا بحياته على ظهر أودين حيث يشبه حياته بالحياة في فيلم فيلليني، تجد زوجته الحياة في السفينة مثيرة للإحباط، إذ ان «براد هو الذي قام بكل الأعمال بنفسه وهو الوحيد الذي يعرف كيف يدار كل شيء إنك لا تستطيع أن تستدعي عامل صيانة لإصلاح أي شيء».

أما المشكلات الأخرى التي تواجهها العائلة بين الحين والآخر فقد تكون الجرذان التي تكرهها السيدة ويدبول وكذلك الزوار الفضوليون الذين يرغبون في التجوال في القارب حيث تجد نفسها مضطرة لاصطحابهم في جولة فيه إضافة إلى ذلك هناك الأرانب البرية التي تدخل إلى القارب بين الحين والآخر.

وإلى جانب القارب يوجد صندوق رمال للعب الأطفال ومخزن كان يستخدم كمنطقة عمل لكنه الآن مليء بالدرجات ولعب الأطفال.

*خدمة «نيويورك تايمز»