هل فكرت بالعيش في يوروغواي؟

تجمع بين حياة الريف والساحل مع محفزات ضريبية من الحكومة

يمكنك أن تشتري شقة بغرفة نوم واحدة بسعر 70 ألف دولار وسط مدينة بونتا كما يمكنك إنفاق 7.5 مليون دولار في مشروع أكوا المواجه للبحر في لابرافا
TT

بدأ هيام هوليس هيدريتش بيوروغواي خلال رحلة بالقطار من أمستردام إلى الدنمارك تحدث فيها مع أحد مواطني تلك البلاد الذي وصف له فيها طبيعة بلاده. ويقول هيدريتش:«لقد وصفها لي وظننت حينها أنها مكان رائع بالفعل، وأحسست أنني سأذهب إلى هناك يوما من الأيام». وبعد مرور خمسة أعوام على ذلك اللقاء، قرر هيدريتش اخذ اجازة لمدة سنة من وظيفته التي يعمل بها كمخطط مالي، وكان وقتها في الأرجنتين عندما تذكر تلك المحادثة التي أجراها معه رفيق السفر. في تلك الأثناء، توجه عبر النهر إلى بونتا ديل إيست، وهي أحد الأماكن المحبوبة والرائجة ويقصدها الناس، خصوصا في موسم الصيف. وبعد ستة أسابيع من وجوده هناك، تقدم لخطبة امرأة من اليوروغواي، ثم جلس يقرر الاختيار بين الحياة في الولايات المتحدة أم هذا البلد الذي وصله حديثا. وأوضح هيدريتش أنه بعد التفكير مليًا وحساب كافة الأرباح والخسائر، اقتنع بالانتقال والعيش في اليوروغواي. «إن الحياة هنا تعتبر أروع من حيث نقاء الهواء، ونظافة وشفافية المحيط، والأطعمة الرائعة، والناس الطيبين، والأمان المطلق» وعلى هذا الأساس، باع هيدريتش ممتلكاته في كاليفورنيا عام 2004، وبدأ في البحث هو وزوجته عن منزل آخر للسكن في اليوروغواي. وتعتبر بونتا ديل إيست مدينة من ناحية المساحة وعدد السكان، كما أنها تضم سلسلة من الأحياء التي تمتد على نطاق 80 كيلومترا أو 50 ميلاً. وتضم المنطقة تعدادًا سكانيًا يبلغ حوالي 160 الف نسمة، إلا أن هذا التعداد يرتفع إلى 400 الف في مواسم الجذب السياحي. وعلى الرغم من السمعة التي تتسم بها بونتا من أنها منتجع باهظ الثمن، إلا أن أسعار المنازل والعقارات بها تتنوع بصورة كبيرة للغاية. فمن الممكن أن تشتري شقة بغرفة نوم واحدة بسعر 70 الف دولار في بننسولار ـ وسط مدينة بونتا ـ كما يمكنك إنفاق 7.5 مليون دولار من أجل شراء منزل على مساحة 1637 مترا مربعا (17 الف قدم مربعة)، متضمنًا حماما للسباحة على سطح المنزل بمساحة 373 مترا مكعبا (13 الف قدم مكعبة) في مشروع أكوا التوسعي المواجه للبحر في لابرافا. ويتم تسجيل أسعار المنازل والعقارات ذات التقنيات العالية في بونتا دائمًا بالدولار الأميركي. وتعتبر لا بارا وبونتا وبيدراس وجوزيه إيجناسيو من أكثر البقاع خصوصية وتفردًا، وقد كان هيدريتش يعيش في لا بارا عندما التقى زوجته الحالية. ويقول هيدريتش لقد اكتشفت أن هذه المنطقة من نوعية تلك الأماكن التي أفضلها، «فأنا أحب الشواطئ، والجو الذي يغلب على المدن المطلة على الشواطئ والصفة الفنية التي تغلب على هذه النوعية من المجتمعات، والتي تشبه إلى حد كبير شاطئ لاجونا، فأنا أشعر بالراحة هنا فعليًا كما لو كنت في كاليفورنيا، فدرجة حرارة المياه والطقس هنا متطابقتان إلى حد كبير». وقرر الزوجان أنهما يريدان منزلاً متاخمًا للشاطئ يطل على المحيط. وقد وجدا ضالتهما في أحد المنازل إلا أنه كان بحاجة إلى ترميم وإصلاح. وقد ظنا في البداية أن هذا العمل سيستغرق شهرين، إلا أنه بات من الواضح بعد ذلك أنهما كانا متفائلين إلى حد كبير. ويقول هيدريتش في هذا الصدد:«لقد استغرق الأمر تسعة أشهر بدلاً من اثنين، فنحن لم نخطط لتجديد المكان بأكمله، ولم نتطرق إلى هذا نظرًا إلى أن تخطيط الطابق الأرضي كان يروق لنا كما أنه من السهل لك أن تجدد منزلا بدلاً من بنائه من لاشيء هنا». ويحتوي المنزل المبني على مساحة 128 مترا مربعا في قطعة أرض مساحتها الإجمالية 210 امتار مربعة في لا بارا على مساحة كبيرة فيها صالة جلوس وغرفة لتناول الطعام ومطبخ وأربع غرف للنوم وثلاثة حمامات وحديقة وموقف للسيارة بالإضافة إلى شرفة كبيرة. وفي الحقيقة لم يرد هيدريتش الإفصاح عن كم المبلغ الذي أنفقه على المنزل، إلا أن تيرامار ـ وهي شركة عقارات محلية ـ قدرت أن قيمته تبلغ 500.000 دولار. ولا توجد احصاءات رسمية عن عدد المبيعات للأجانب في يوروغواي. إلا أن زيادة حجم المبيعات تنبع ولو بصورة جزئية من سياسات الحكومة في يوروغواي التي تقدم محفزات ضريبية للأجانب الذين يعيشون ويستثمرون أموالهم بالبلاد. هذا فضلاً عن أن العمالة المغتربة ليست مضطرة إلى دفع ضرائب محلية على الدخل الذي يحصلون عليه من الخارج. وقد أثمر زواج هيدريتش عن طفل في الثالثة من عمره، ويستثمر هو وزوجته أموالهما في مزرعة صغيرة. فقد اشتريا 5 هكتارات (15.2 فدان) في بيوبلو إيدن، وهي تبعد 40 كيلومترًا عن الساحل، كما أنفقا 140 الف دولار أخرى لبناء منزل مكون من ثلاث غرف للنوم وحمامين. لقد كانت عملية التشييد أسرع مما كان عليه الحال في بارا، فقد بدآ العمل في المنزل في أكتوبر الماضي (تشرين الأول) وأنهيا العمل في وسط يناير (كانون الثاني). ويقول هيدريتش ان هذه النوعية من المنازل المبنية داخل المزارع تنتشر بين الأجانب الوافدين إلى البلاد. «فهناك هولندي وجنوب أفريقي وألماني قد اشتروا منازل لهم بالقرب منا، فالناس يأتون إلى هنا من كافة أنحاء العالم. فهذا المكان يعتبر ممتعا للغاية».

* خدمة «نيويورك تايمز»