خدمات الطائرات الخاصة «صرعة» جديدة لبيع المنازل الفاخرة

أصبحت قطاعا يشهد نموا متسارعا لسوق الرفاهية

يسعى المستثمرون إلى استحداث طرق جديدة لجذب هواة مشتري المنازل الفاخرة («الشرق الأوسط»)
TT

مع وجود المنتجعات حول العالم والتي يتوافر فيها كل شيء، بداية من تكنولوجيا الأمن التي تستخدم الأقمار الصناعية إلى العديد من طرق العلاج بزيت جوز الهند، يسعى المستثمرون إلى استحداث طرق جديدة لجذب هواة مشتري المنازل الفاخرة. وكانت آخر الإضافات إلى تلك القائمة الفاخرة الطائرات الخاصة.

وقد بدأت مشروعات في أنحاء مختلفة من العالم في الإعلان عن نجاحها في الوصول إلى مجال الطائرات كالرحلات المجانية والتخفيضات على خدمات استئجار الطائرات، فالأمل في الحصول على عدد من الرحلات الجوية المجانية يمكن أن يساعد في إتمام صفقة بيع أحد منازل قضاء العطلات.

ويقول ويم ستينباكرز المدير الإداري لشركة كوتون باي ستيت أند فيلاز على جزيرة إليوثيرا في الباهاما والتي تقدم لعملائها تخفيضات على خدمات استئجار الطائرات:«الأمر جد تنافسي ومهما كانت الحوافز التي يمكنك تقديمها والتي يمكن أن تمنحك التميز فهي مسألة حساسة جدًا في هذا السوق».

وفي الوقت الذي تبدو فيه تلك الوسيلة على أنها وسيلة بيع تم اختيارها بصورة عشوائية، فإن خدمات الطائرات أصبحت قطاعًا يشهد نمواً متسارعاً لسوق الرفاهية، خاصة أن السفر التجاري أصبح أكثر مللاً وتكلفة.

وأشار اتحاد أصحاب شركات النقل الجوي العام والذي يتخذ من الولايات المتحدة مقرًا له، أنه خلال الأعوام الخمسة الماضية زادت أعداد الطائرات الجوية العامة ـ تلك التي لا تستخدم من قبل الخطوط الجوية التجارية أو العسكرية ـ على مستوى العالم بنسبة 60%.

وفي الوقت الذي أوهن فيه ارتفاع أسعار الوقود السوق العام الماضي، شهدنا زيادة ثابتة في اتفاقات الملكية الجزئية، والترتيبات التي تسمح للأشخاص الذين يسافرون بصورة دائمة بشراء حصة في طائرة، مثل شراء حصة في مكتب.

ويقوم المستثمرون، في حالات كثيرة، بعقد صفقات مع الجيل الجديد من شركات الطائرات والتي تعمل كنادي عضوية، وتقدم صورة من الخدمة تطلق عليها ادفع لنا عندما تحصل على الخدمة. فالعملاء يدفعون، على سبيل المثال، 250.000 دولار للرحلة مقابل توفر الحصول على طائرة بقائدها وقت الحاجة إليها وكذلك سيارات الليموزين الفارهة. وتعد الشركات بأن تقوم بإرسال طائراتها إلى أماكن حول العالم وما على العملاء إلا أن يعلموا الشركة قبل رغبتهم في السفر بساعات قليلة.

وتتيح الشركات التي تقدم خدمات الطائرات نوعيات مختلفة من حيث الحجم والطراز، فمن بينها بوينغ 727 والقادرة على حمل 60 شخصًا براحة تامة، كما تبلغ تكلفة إيجار الطائرة ذات المستوى المتوسط ما بين 4.000 إلى 5.000 دولار في الساعة إضافة إلى نفقات الوقود، بالرغم من سهولة رفعها إلى 8.000 أو 10.000 في الساعة.

ويقول بول ليفين مدير المبيعات في شركة هالسيون غتس والتي تقدم خدمات استئجار الطائرات:«شهدت الأعوام الأخيرة تغيرًا في الاتفاقات بين المستثمرين وأصحاب شركات الطائرات بصورة دراماتيكية والمستثمرون الذين يتقدمون إلينا يدركون قيمة الجاذبية».

ويستهدف كل من صانعي الطائرات ومقدمي خدماتها الأثرياء الذين يقدّرون عامل الوقت، والجانبان يتفقان على مشاركة قوائم العضوية ويعلنان لدى عملاء كل منهما.

ويقول كيفن فاجن كبير مسؤولي التسويق في شركة سنتينت غتس والتي أفادت بأن عدد الأعضاء بها ارتفع من 750 عام 2004 إلى أكثر من 3.500 هذا العام:«لقد كنا نولي اهتماما كبيرا بتطوير الخدمات التي نقدمها وشراكاتنا الاستراتيجية مع الشركات الأخرى».

وتقدم شركة ذا فيلاز ديلمار للتنمية في كابو بسان لوكاس في المكسيك لمشتريها الفرصة للانضمام إلى برنامج عضوية سنتينت «غولد» مقابل 100.000 دولار بدلاً من دفع 250.000 دولار.

وتقول كارول فاولر نائبة مدير التسويق في شركة ذا فيلاز ديلمار للتنمية: «تبلغ ثروة العميل لدينا 15 مليون دولار في المتوسط والطريقة التقليدية للتسويق مع هؤلاء الأشخاص لا تحقق نجاحا».

وبالرغم من صعوبة قياس مدى التأثير المباشر في المبيعات، إلا أن فاولر قال إن المستثمر قدم ستة عروض على مدار السنوات الثلاث الماضية، وكان من بينها ذلك البرنامج المشار إليه.

وأحد الذين تمتعوا بذلك العرض كان كريس كلوزر رجل الأعمال المقيم في مينيسوتا في الولايات المتحدة ورئيس مجلس إدارة انترناشيونال تنس هول أو فيم، وفي نهاية الأمر قام بمنح غالبية الأميال التي حصل عليها للأعمال الخيرية لكنه لا يزال يعتقد أن تلك ميزة جيدة.

وخدمات الطائرات أمر شائع بصورة كبيرة في عمليات التنمية في منطقة الكاريبي والمكسيك وأميركا الوسطى، خاصة تقديم خدمات التايم شير والمشروعات الجزئية، حيث يطير المشترون غالبًا لاستخدام منزل لأيام قلائل. ويقول كيفن سميث صاحب أحد المنتجعات في بيتش باي الذي يقوم بتطوير منتجع تايم شير في جراند كايمان:«ذلك شيء يجعلهم أكثر إثارة».

والمشترون في ريزدنس آت بيتش باي الذين يدفعون 360.000 دولار للحصول على حصة يبلغ مقدارها الُثمن يتلقون عروضا لخفض الأسعار من شركة هالسيون غتس. وقال سميث:«ما نراه هنا هو أشخاص يرغبون في الحصول على إجازة خالية من الإزعاج، والطائرات الخاصة توفر لهم ذلك».

وتقوم بعض الشركات الاستثمارية بتقديم الخدمات واستخدام طائراتها الخاصة، التي دائمًا ما تكون متاحة للعملاء المتميزين، فيقول كيث ستيوارت صاحب أحد المشروعات الاستثمارية إن شركة بيزولا التي تقيم منتجعها في ساوث أفريكا غاردن رووت ساعدت بول مكارتني ونيلسون مانديلا في التجوال عبر القارة.

وقد بدأت بيزولا تسيير طائرات رايثيون هاوكر 800 إكس بي ذات الحجم المتوسط في 2004 لكنها انتقلت اخيرًا إلى تحديث أسطولها وتسيير طائرات هاوكر 4000 والتي تقول عنها شركة بيتشكرافت صانعتها إنها أكثر طائرات الحجم المتوسط تقدمًا ورفاهية، ويمكن لقاطني بيزولا استئجار الطائرة بسعر مخفض.

ويكمل سميث:«لأننا نستهدف التكنولوجيا الأكثر تقدمًا والأغلى ثمنًا، كان هناك طلب متزايد على استخدام الطائرات الخاصة، فأولئك الأشخاص يطيرون إلى قارة أفريقيا، حيث يشعرون بكثير من الارتياح حين يتنقلون في طائرات خاصة».

* خدمة «نيويورك تايمز»