السعودية: زيادة في تشييد «الأبراج» مع ارتفاع الطلب ودخول شركات عالمية

عقاريون: الطفرة الاقتصادية ودخول شركات جديدة من أسباب الارتفاع

ازدادت الاستثمارات العقارية في بناء الأبراج التجارية في السعودية مؤخراً («الشرق الأوسط»)
TT

مع استمرار انتعاش الاقتصاد في السعودية، وانشاء شركات جديدة ودخول شركات عالمية وإقليمية، برز على السطح نوع جديد من الاستثمارات العقارية يتمثل في طرح الأبراج التجارية التي باتت مطلب الكثير من المستثمرين لما توفره من المنتجات العقارية خلال الفترة الحالية.

وذكر خبراء عقاريون أن الأبراج باتت توفر مميزات إضافية للشركات بمختلف أشكالها، حيث توفر سهولة الوصول إليها من خلال معرفة مواقعها، خاصة إذا كانت ذات تصميم جيد وتقع في موقع معروف، وبالتالي فإن اغلب الشركات والمؤسسات تبحث عن تلك الأبراج لأخذ مقار فيها، مشيرين الى أن مجموعات من المستثمرين توجهوا للاستثمار في الأبراج عن طريق شراء الأرض وبناء البرج ومن ثم طرحه للتأجير على المدى المتوسط أو الطويل.

وبين خالد الضبعان، الخبير العقاري، أن الأبراج أسهل طريقة لضمان الإيجار أو البيع، خاصة تلك التي تقع في مواقع مميزة، حيث يتم تأجيرها بشكل سريع، وذلك عطفاً على الطلب المتزايد عليها من قبل الشركات، خاصة الجديدة منها. بالإضافة إلى الإطلالة الجميلة التي توفرها تلك الأبراج، والموقع الواضح، وسهولة الوصول إليها، ما يدفع الكثير من العاملين في السوق العقاري إلى البحث عن أراض مختلفة، خاصة الواقعة على الطرق الرئيسية في مناطق البلاد، إضافة إلى أنها تعمل على جذب الشركات والمؤسسات لاستئجار أدوار فيها.

وبين الضبعان أن الأبراج توفر عوائد جيدة من خلال الاستفادة الكاملة من الأرض، في ظل ارتفاع أسعار الأراضي، وبالتالي كلما ارتفع المبنى تحقق العائد السريع من قيمة شراء الأرض، لافتاً أن الكثير من العقاريين يطالبون بالسماح بتعدد الأدوار وهو ما يعتبر حلا لارتفاع أسعار الأراضي.

وأكد أن الكثير من العاملين في السوق العقاري من الأفراد يتوجهون إلى بناء الأبراج أو المباني الاستثمارية وذلك لتحقيق عوائد اكبر والاستفادة اكبر قدر ممكن من العوائد المالية والأرباح المجزية.

وأضاف ان الأبراج في السعودية بدأت في اتخاذ أشكال متعددة بعدما كانت تبنى على شكل موحد، وهو ما يجعلها بدون لمسات، في حين ان أبراج الوقت الحالي بدأت بمحاكاة التصاميم العالمية في الأبراج من خلال الوجهات الزجاجية التي تعطي إطلالات داخلية تساعد على تحسين بيئة العمل.

وأشار الى ان الأمانات في المدن السعودية حددت بعض المناطق الرئيسية لبناء الأبراج، وهو ما اعتبرته العصب التجاري للمدينة، حيث تشكل المنطقة الواقعة بين طريق الملك فهد غرباً وبين شارع العليا في العاصمة السعودية الرياض المنطقة التجارية والأكثر حركة في بناء الأبراج، حيث تشترط الأمانة نظاما معينا لبناء الأبراج.

وأكد أن الكثير من المقاولين يعملون على استئجار أراض ومن ثم بناء المباني وتأجيرها على كبرى الشركات ومن ثم عرضها للبيع على الشركات المستأجرة ما تعتبر اصلا ثابتا، وهو ما يلاقي رواجا خلال الفترة الحالية، على حد تعبيره.

في حين كشف سعد السبيعي، مسوق عقاري يعمل في شركة لإدارة الأملاك وتسويق العقارات، عن وجود صفقات يجري التفاوض عليها في الوقت الحالي على أبراج في طريق الملك فهد في الرياض، بالإضافة إلى طريق الملك عبد الله بجدة للبيع والشراء، نظراً لأهمية امتلاك المنشأة لبرج يساعدها على سير أعمالها. وهو الامر الذي يؤكد نمو تداول الأبراج خلال الفترة الماضية، مشيراً الى أن الأسعار ارتفعت في تأجير الأبراج نظراً للإقبال الكبير عليها مع دخول الكثير من الشركات من خلال فتح القطاعات، كما حدث في قطاع الاتصالات.

وذكر السبيعي أن عمر بناء البرج وطرحه للبيع والإيجار اقل بكثير من بناء الوحدات السكنية مقارنة بالعائد المادي من الوحدات السكنية التي يصعب ترويجها كما يروج للأبراج. واشار الى أن الكثير من الشركات تنتظر انتهاء الكثير من الأبراج لتتخدها مقار لها، ما يساعد على ترويج الأبراج قبل الانتهاء منها، مبيناً أن نسبة النمو في قيم الإيجار في الأبراج وصلت إلى 25 في المائة من نفس الفترة للعام الماضي.

وتجدر الاشارة الى ان السعودية تشهد عمليات بناء مكثفة للأبراج، وذلك عطفاً على الطلب المتزايد على ذلك النوع من العقارات، حيث تسعى الكثير من شركات التطوير العقاري إلى طرح الأبراج للاستفادة من المرحلة الحالية، قبل ان يتشبع السوق، وتقل الأسعار عما هو عليه في الوقت الحالي. وفتحت السعودية استثمارات الأبراج مؤخراً بعدما سمحت بتعدد الأدوار في عدد من المناطق الرئيسية، وارتفعت الاستثمارات المتوجه لبناء الأبراج على غرار ما يحدث في دول المنطقة التي تشهد عمليات تطوير عقاري متعددة، تشكل الأبراج نسبة كبيرة من تلك العمليات.

وتشهد الرياض وحدها بناء أكثر من 11 برجا في المنطقة التجارية الواقعة ما بين طريق العليا شرقاً وطريق الملك فهد وحي الصحافة شمالاً، وحي القصر جنوباً، ويصل متوسط تأجير المتر المربع في تلك الأبراج إلى 2500 ريال (666.6 دولار)، في حين أعلن عدد من الشركات العقارية المطورة عن مشاريع أبراج في طريق الملك عبد العزيز والملك عبد الله في جدة، بالإضافة إلى منطقة الكورنيش التي تتميز بوجود أبراج متعددة، في حين أعلنت شركة المملكة القابضة عن بناء اعلى برج في الشرق الأوسط في منطقة أبحر شمال جدة.